التغيير الناعم في بلاد المسلمين

لا شك أنه اليوم لدينا في كل أسرة مسلمة ملحد , أو متجه نحو الالحاد .
وهذا الملحد الطموح يسعى الى تبني اتجاه داخلي بطولي سوبر- ماني
ويهيأ له بأن الناس من حوله سيرمون الههم بين عشية وضحاها بعد أن يكشف لهم عورة ذلك الاله .
لكن علينا أن نكون واقعيين , فالمسلم لديه قوة ايمانية هائلة تصير مثل الدرع له أمام كل ضربة خارجية مفاجئة
ماذا سنربح اذا ما رمى الناس بالله بعيدا ؟ لا شيء .
على كل واحد منا أن يشتغل في محيطه الأسري على نوع من التغيير الناعم , أن يشجع على الرقي بوعي من يحيطون به
ويكون ذلك عبر مجموعة من الاجراءات أذكرها في ما يلي :

1-تجنب ذكر اله الاسلام بسوء , أو الأنبياء , وتجنب الحديث عنهم أصلا بين أفراد أسرتك .

2-استغلال ما ورد في القرآن والسنة من أمور جيدة في الدفاع عن آراء علمانية حرة وان اقتضى ذلك عزلها عن سياقها الذي وردت فيه (كالتركيز على آية "لكم دينكم ولي دين " وآية "الي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون", "لا اكراه في الدين" ....) , وهكذا ستستخدم سلاح الدين لصالحك بعد أن تطوعه ليناسب مبتغاك .

3-محاولة اقناع أفراد أسرتك بأن هنالك وجهة النظر الدينية , التي تحترم , لكنها ليست وجهة النظر الوحيدة , فهنالك وجهة النظر الفلسفية , ووجهة النظر العلمية , و وجهة النظر التاريخية ,...

4-حث أفراد أسرتك على مطالعة كتب علماء وفلاسفة و أدباء , لأن المطالعة توسع من دائرة المعارف و تشكل رياضة للعقل تجنبه السمنة , ولا تنصحهم بكتب سيئة السمعة ك"أصل الأنواع" , بل حاول اقناعهم بقراءة كتب من مرجعيات مختلفة من بينها أصل الأنواع , وبالقراءة لكتاب مختلفين من بينهم سارتر ونيتشه.

5-زرع قيم التسامح والتآخي بين الناس في أذهان من يحيطون بك , عبر اقناعهم بأننا في الأخير كلنا بشر وكلنا من آدم وآدم من تراب.

6-محاولة اقناعهم بأن الأديان جاءت لتجمع لا لتفرق , ولهذا علينا أن ننظر الى أتباع الأديان الأخرى لا كأعداء بل كاخوة يختلفون معنا في النظرة الى الاله , لكنهم يعتقدون في الأخير به , يحبونه و يحترمونه , فان أخطأوا في حقه فليس عن عمد وانما عن غفلة .

7-دعوتهم الى قراءة تاريخ المسلمين , و اقناعهم بأن فساد خلق الصحابة الكبار كعثمان و معاوية و عمر لا يعني فساد الاسلام . وهكذا سيتمكنون من ازالة القداسة التي كانوا يمنحونها في السابق لتلك الشخصيات الكبيرة في الاسلام .

8-تجنب كل مصادمة عنيفة بينك وبين أحد أفراد أسرتك لا تؤدي الا الى ضرب النفسيات ضربة موجعة , واختيار خيار الحوار الناعم الذكي الحذر , الذي يمر أمام المقدسات باحترام لكن وراء الأكمة ما وراءها .

هذا النوع من التقية الالحادية يبدو أن له نتائج عظيمة على المدى المتوسط والبعيد , وهو أفضل بألف درجة من الدخول في الصراع المباشر الذي يكدر الوسط العائلي و يشحنه دون نتائج تحسب.

تحياتي

[حكمت]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير

لا شك أنه اليوم لدينا في كل أسرة مسلمة ملحد , أو متجه نحو الالحاد .
وهذا الملحد الطموح يسعى الى تبني اتجاه داخلي بطولي سوبر- ماني
ويهيأ له بأن الناس من حوله سيرمون الههم بين عشية وضحاها بعد أن يكشف لهم عورة ذلك الاله .
لكن علينا أن نكون واقعيين , فالمسلم لديه قوة ايمانية هائلة تصير مثل الدرع له أمام كل ضربة خارجية مفاجئة
ماذا سنربح اذا ما رمى الناس بالله بعيدا ؟ لا شيء .
على كل واحد منا أن يشتغل في محيطه الأسري على نوع من التغيير الناعم , أن يشجع على الرقي بوعي من يحيطون به
ويكون ذلك عبر مجموعة من الاجراءات أذكرها في ما يلي :

1-تجنب ذكر اله الاسلام بسوء , أو الأنبياء , وتجنب الحديث عنهم أصلا بين أفراد أسرتك .

2-استغلال ما ورد في القرآن والسنة من أمور جيدة في الدفاع عن آراء علمانية حرة وان اقتضى ذلك عزلها عن سياقها الذي وردت فيه (كالتركيز على آية "لكم دينكم ولي دين " وآية "الي مرجعكم فأحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون", "لا اكراه في الدين" ....) , وهكذا ستستخدم سلاح الدين لصالحك بعد أن تطوعه ليناسب مبتغاك .

3-محاولة اقناع أفراد أسرتك بأن هنالك وجهة النظر الدينية , التي تحترم , لكنها ليست وجهة النظر الوحيدة , فهنالك وجهة النظر الفلسفية , ووجهة النظر العلمية , و وجهة النظر التاريخية ,...

4-حث أفراد أسرتك على مطالعة كتب علماء وفلاسفة و أدباء , لأن المطالعة توسع من دائرة المعارف و تشكل رياضة للعقل تجنبه السمنة , ولا تنصحهم بكتب سيئة السمعة ك"أصل الأنواع" , بل حاول اقناعهم بقراءة كتب من مرجعيات مختلفة من بينها أصل الأنواع , وبالقراءة لكتاب مختلفين من بينهم سارتر ونيتشه.

5-زرع قيم التسامح والتآخي بين الناس في أذهان من يحيطون بك , عبر اقناعهم بأننا في الأخير كلنا بشر وكلنا من آدم وآدم من تراب.

6-محاولة اقناعهم بأن الأديان جاءت لتجمع لا لتفرق , ولهذا علينا أن ننظر الى أتباع الأديان الأخرى لا كأعداء بل كاخوة يختلفون معنا في النظرة الى الاله , لكنهم يعتقدون في الأخير به , يحبونه و يحترمونه , فان أخطأوا في حقه فليس عن عمد وانما عن غفلة .

7-دعوتهم الى قراءة تاريخ المسلمين , و اقناعهم بأن فساد خلق الصحابة الكبار كعثمان و معاوية و عمر لا يعني فساد الاسلام . وهكذا سيتمكنون من ازالة القداسة التي كانوا يمنحونها في السابق لتلك الشخصيات الكبيرة في الاسلام .

8-تجنب كل مصادمة عنيفة بينك وبين أحد أفراد أسرتك لا تؤدي الا الى ضرب النفسيات ضربة موجعة , واختيار خيار الحوار الناعم الذكي الحذر , الذي يمر أمام المقدسات باحترام لكن وراء الأكمة ما وراءها .

هذا النوع من التقية الالحادية يبدو أن له نتائج عظيمة على المدى المتوسط والبعيد , وهو أفضل بألف درجة من الدخول في الصراع المباشر الذي يكدر الوسط العائلي و يشحنه دون نتائج تحسب.

تحياتي

فكرة رائعة ولكن
كيف لك ان تقنع رجلا بعمر ال ٧٢ قضاها في الصلاح والتقوى.
كيف تقنع امرأة أمية عمرها ٦٨ حفظت بضع سور من القرآن(بالقدرة طبعا) وافنت عمرها وهي تصلي كافة انواع الصلوات من سنة وفرض وتطوع وأوابين ووتر وكسوف واستخارة واستسقاء...الخ؟؟!
ان تقول كلاما رائعا ولكن في جو لا تستطيع فيه الحديث بسوء عن معاوية(ولن اقول الخلفاء التائهين او الراشدين لا ادري) الا وينقض عليك الف شخص فتارة يتهمونك بانك رافضي وتارة يتهمونك بانك اسماعيلي او علوي وأحيانا بأنك تكفر بربك الذي خلقك(دون ان يعرفو ان مسألة الرب غير صحيحة).
اظن الموضوع اصعب من ذلك بكثير يا صديقي، فبالنسبة لي مثلا حين افسر لأبي آية من القرآن تفسيرا منطقيا غير المتعارف عليه عندهم فإنه يغضب مني ويقول لي من الكلام ما لا أرغب بذكره هنا.
قبل العمل عاى تغيير نظرتهم الدينية، ارجو ان نجد طريقة نعلم فيها الناس ان يقبلوا بفكرة ان خياراتهم يمكن ان تكون خاطئة ويمكن ان تكون صحيحة طبعا وبشكل عام دون التطرق للامور الدينية، وعندما يقتنعون بهذه الفكرة وتبدأ عقولهم بالعمل، ندخل بالموضوع رويدا رويدا كما تفضلت وذكرت
تحياتي

[تهارقا]

هذا هو الطريق الأفضل والاصوب، ان الصدام الصريح لن يأتي بنتائج قوية بل سيدفع المتدين الي اتخاذ موقف اكثر دفاعية في مواجهة المنطق

كما ان عدد من الملحدين اصحاب المواقف الصدامية يستخدمون اللفاظ (تتسم بالبذأة ) مع المتدينين الذين يَرَوْن عدم الصلاة علي النبي قلة أدب فما بالك بالشتائم التي تعطي صورة سلبية عن الملحد كشخص بذئ اللسان ( والبذأة شيئ تأنف منه النفس البشرية )

1- هدم الدين من الداخل هو الحل
2- اجبار المسلم علي استخدام العقل عن طريق استخدام المنهج العقلي دون الصدام مع عاطفته الدينية


النموذج الذي استخدمه المفكرين الغربيين في القرن الثامن عشر كان اُسلوب الانتقاد من داخل الديانة
عن طريق ما أسميته ( التقية الإلحادية )

وهو نفس الأسلوب الذي استخدمه سيد القمني في كتابه حروب دولة الرسول
ليختم كتابه الذي فضح فيه غزوات النبي. بالصلاة والسلام علي النبي

نقلا عن كتاب حرية الفكر

[تهارقا]

[Hamza]

كل كلامك ذهب، ولو نوى احدهم ان يفتح اعين الشباب المسلم سيقدر بكل سهولة، لكن ان لا يذكر صراحة انه لاديني، بل سيقول انه مسلم ويبدأ في طعن ما يريد، حسب ما ارى في محيطي طبعا.

شخصيا دائماً افكر في هذا الاسلوب لمناقشة مجموعة من طلاب الشريعة في حافلة الجامعة معي، فكل منهم حين يراك تسمع موسيقى يسرع الى تذكيرك بأنها حرام وما الى ذلك ويذكر حديث المعازف والحرير. فكنت افكر اكثر من مرة ان ابطل قداسية السنة لديهم بذكر احاديث حذفتها من حياتي اخر في اخر ايامي بالاسلام. طبعا ليس حبا في تغيير تفكير اي منهم، لكن لكي لا يصدعوا رأسي في كل مرة يراني احدهم اسمع الاغاني
اما اسرتي فلا افتح معهم اي موضوع ديني نهائياً، واهرب اصلا حين ذلك. عديد من المواضيع في اخر فترة كموضوع المناهج وموضوع ناهض حتر واخرى تخص الاسلام قضيتها بعيدا عن نقاشاتهم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تائه بين الإلحاد والإيمان

فكرة رائعة ولكن
كيف لك ان تقنع رجلا بعمر ال ٧٢ قضاها في الصلاح والتقوى.
كيف تقنع امرأة أمية عمرها ٦٨ حفظت بضع سور من القرآن(بالقدرة طبعا) وافنت عمرها وهي تصلي كافة انواع الصلوات من سنة وفرض وتطوع وأوابين ووتر وكسوف واستخارة واستسقاء...الخ؟؟!
ان تقول كلاما رائعا ولكن في جو لا تستطيع فيه الحديث بسوء عن معاوية(ولن اقول الخلفاء التائهين او الراشدين لا ادري) الا وينقض عليك الف شخص فتارة يتهمونك بانك رافضي وتارة يتهمونك بانك اسماعيلي او علوي وأحيانا بأنك تكفر بربك الذي خلقك(دون ان يعرفو ان مسألة الرب غير صحيحة).
اظن الموضوع اصعب من ذلك بكثير يا صديقي، فبالنسبة لي مثلا حين افسر لأبي آية من القرآن تفسيرا منطقيا غير المتعارف عليه عندهم فإنه يغضب مني ويقول لي من الكلام ما لا أرغب بذكره هنا.
قبل العمل عاى تغيير نظرتهم الدينية، ارجو ان نجد طريقة نعلم فيها الناس ان يقبلوا بفكرة ان خياراتهم يمكن ان تكون خاطئة ويمكن ان تكون صحيحة طبعا وبشكل عام دون التطرق للامور الدينية، وعندما يقتنعون بهذه الفكرة وتبدأ عقولهم بالعمل، ندخل بالموضوع رويدا رويدا كما تفضلت وذكرت
تحياتي

عزيزي أنا أتحدث عن الشباب في وسطك العائلي وعن من لا يتجاوزون سن الخمسين
هؤلاء هم الذين نحن بحاجة اليهم غذا
أما الشيوخ فمأواهم القبر قريبا ولن ينفعنا تغيرهم بشيء
كما وأنني أجد أن أقبح شيء يمكن فعله هو اقناع رجل ينتظر الموت تجاوز السبعين أو الثمانين بأن ربه غير موجود , فتكدر عليه ما بقي له من أيام كان سيعيشها في سلام
تحياتي

[Colombo]

الفكره رائعه فيمكن تغيير كل أفكار من حولك بمجرد الأشاره إلى الجانب السلبى فيها والتلميح لجانب إيجابى لايروه وتوحى لهم أنك لا تفضله.. حتى يفضلوه وهنا سيبدأ عقلهم فى التفكير لا أراديا ويبدأوا فى التساؤل لما لا تفضله برغم أنه رائع
ولا يشترط أن نتصادم لكى يحدث التغيير فإلحاد ليس قرار ولكنه جاء بعد خروج آخر أمل من وجود إله
أى أن القرار بمر بفترات طويله وظل ينتظر توقيعات كثيره حتى يخرج وهو ليس بقرار مفاجئ هو يأتى بتدرج كبير ولا يمكن القفز فيه فلابد من المرور على كل سلمه وإعطائها حقها من النقاش حتى تنتقل لسلمه أعلى
أعتقد أن مصطفى محمود تسبب فى إلحاد الكثير وهو فى ثوب المؤمن فى حين لم يستطع إقناع أحد وهو ملحد
فالأنسان دائما يهوى لعبة المفارقات فأنت تقول أمشى يمين لكى يمشى ناحية الشمال بلا مبرر سوى رفع عقله فوق الآخرين .وهذا النوع موجود بكثره ويمكن اللعب والتحايل عليه وعلى أنواع كثيره مماثله دون الدخول فى معارك خاسره
وحينها سيتفانى المؤمن فى الدفاع عن أى شئ مهما كان ساذج لمجرد أنه داخل أطار الصراع

تحياتى الغاليه وموضوع رائع

[حكمت]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير

عزيزي أنا أتحدث عن الشباب في وسطك العائلي وعن من لا يتجاوزون سن الخمسين
هؤلاء هم الذين نحن بحاجة اليهم غذا
أما الشيوخ فمأواهم القبر قريبا ولن ينفعنا تغيرهم بشيء
كما وأنني أجد أن أقبح شيء يمكن فعله هو اقناع رجل ينتظر الموت تجاوز السبعين أو الثمانين بأن ربه غير موجود , فتكدر عليه ما بقي له من أيام كان سيعيشها في سلام
تحياتي

برأيي الشخصي يجب ان نبدأ بالأطفال واليافعين...فهم املنا في المستقبل لبناء جيل علمي متحضر يرفع رؤوسنا ويهيئ اجيالا بعدنا....فحتى الشباب سيحتاجون الى الكثير ليقتنعوا...ولا أظن أنهم سيقتنعون قبل سن ال ٥٠
مساء الخير صديقي العزيز