النبي التافه

مرحبا
اشكر الإدارة على رسالة الترحيب وأود بدوري أن ارحب بكم في عقلي وكياني. وعلى سبيل الكتابة الواجبة لموضوع في هذه الساحة أود أن أتحدث عن كتاب "النبي" لجبران خ ج. الذي قرأته قبل يومين.
الحقيقة بكل عفوية أنني كنت أعتقد أنه كتاب من أمهات الكتب التي تجب قراءتها. لما سمعت وقرأت عنه -الكتاب- حتى أن الامريكيين يتهادون به في اعيادهم. على سبيل المثال، ولكن. . ويا للمفاجاة الكتاب كما وجدته بكل صراحة وعفوية من اسخف الكتب التي يمكن قراءتها. محاولة صبيانية ساذجة وغبية لتقليد عكسي ل "هكذا تكلم زرادشت" .
الكتاب لايزيد شيئا عن أن يكون إنشاء لتلميذ في مستوى الثانوي.
كيف وجدت انت ذاك الكتاب؟

[مُنْشقّ]

كيف وجدت انت ذاك الكتاب؟

أعتقد بأنّه تحفة أدبيّة لا مثيل لها: من حيث جزالة اللغة و قوّتها، و كذا من حيث المواعظ الأخلاقيّة الرائعة، و التي تجعل من كتاب النبيّ خيرا مثال لما ينبغي أن يكون عليه كتاب مثاليّ.

لا أحد ينكر بأنّ جبران كان يروم أن يجعل من بطل النبيّ مثيلا لزارا في في فصاحته و حكمته، و أنا شخصيّا أعتقد بأنّه قد نجح في ذلك إلى حدّ بعيد جدّا. قرأت '' هكذا تكلّم زرادشت '' لنيتشه بترجمة فليكس فارس، و قرأت النبيّ بترجمة يوسف الخال، و لا أستطيع القول بأنّني أجد فرقا في الأسلوب، حتّى أنّك لو أخذت مقتطفا من النبيّ ثمّ وضعته في '' هكذا تكلّم زرادشت '' أو العكس، فإنّني لن أنجح في التمييز بين ما كتبه جبران و بين ما كتبه نيتشه.

عتبي الوحيد على الكتاب، هو كون جبران جعل من الخطاب المباشر الموجّه للقارء غالبا على الخطاب السرديّ أو الوصف، ممّا يجعل الكتاب بأكمله محض خطبة بليغة، و ليس رواية مشوّقة مثل هكذا تكلّم زرادشت.

تحايا.

[القط ذو الجزمة]

كتاب النبي بالنسبة لي رسالة مشفرة من جبران لشعوب المنطقة العربية....أعجبتني الوصايا التي قالها النبي لما فيها من رحمة و حكمة و من بين أروع الوصايا التي سكنت قلبي تلك التي قال فيها....
و بعد ذلك جاء إليه فندقي شيخ و قال له: هات حدثنا عن المأكل و المشرب
فأجاب قائلا: أود لو أنك تقدر أن تعيش على عبير الأرض تكتفي بالنور كنباتات الهواء غير أنك مضطر أن تقتل لتعيش و أن تسرق المولود الصغير من حضن أمه مختطفا حليبها لتبريد ظمأك لذلك فليكن عملك مظهرا من مظاهر العبادة....و إذا ذبحت حيوانا فقل له في قلبك: إن القوة التي أمرت بذبحك ستذبحني نظيرك و عندما تحين ساعتي سأحترق مثلك لأن الشريعة التي أسلمتك إلى يدي ستسلمني إلى يدي من هو أقوى مني وليس دمك ودمي سوى عصارة قد أعدت منذ الأزل غذاء لشجرة السما
وإذا نهشت تفاحة بأسنانك فقل لها في قلبك:إن بذورك ستعيش في جسدي, والبراعم التي ستخرج منها في الغد ستزهر في قلبي و سيتصاعد عبيرك مع أنفاسي , وسأفرح معك في جميع الفصول و إذا قطفت العنب من كرومك في أيام الخريف و حملته إلى المعصرة فقل له في قلبك: أنا كرمة مثلك و ستجمع أثماري و تحمل إلى المعصرة و سيضعونني كالخمر الجديدة في زقاق جديدة و عندما تستقي الخمرة في زقاقها أيام الشتاء أنشد في قلبك أنشودة لكل كأس تشربها و ليكن لك من أناشيدك أجمل التذكارات لأيام الخريف و للكرمة و المعصرة

مرحبا
نعم بطبيعة الحال القراءة أذواق، ولكن هناك أيضا مقياس فكري وادبي لأي نص. وبرايي مثلا يصعب القول أن كتاب النبي مواز أو شبيه لهكذا تكلم زرادشت، فبغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع فلسفة نيتشه إلا أن هكذا تكلم زرادشت برأيي كتاب من الوزن الثقيل مقارنة مع النبي الذي وجدته مجرد نص لهاو أو نص مصلوق. وأكيد لا يمكن نفي المسافة الفكرية بين كلا الشخصيتين. نيتشه الفيلسوف الكبير وجبران الكاتب المحدود برأيي وأيضا الرسام المحدود.
وعلى كل حال الألوان و الأذواق لا تناقش حتى في القراءة.

[فينيق]

الزميل فيتامين

اعتبرت كتاب النبي " تافه " وحاولت التبرير بمحاكاته " لهكذا تكلم زرادشت " علماً أنّ جبران قد تأثّر بنيتشه وبكثيرين غيره .. لا أحد يُولَدْ عالم وأديب من بطن أمه .. أليس كذلك؟!

كيف نقيس نجاح رواية أو كتاب وبالتالي الكاتب؟

برأيي المتواضع من عدد اللغات التي تُرجمت لها أعماله ومدى انتشارها .. بمعنى لو كانت تافهة فلن تحظى بكل هذا الاهتمام العالمي!

لعلمك: كتب جبران وأولها النبي تُعتبر الأكثر ترجمة بعد " الكتاب المقدس " في العالم .. وبالتالي الأكثر انتشار بين الناس .. وهنا في إسبانيا تفاجأت بأكثر من موقف مع أشخاص إسبان ومدى اطلاعهم على كتابات جبران سيما النبي El Profeta ..

بكل الأحوال هناك من يرى " هكذا تكلم زرادشت " كتاب تافه .. ويفتقر هذا الطرح دوماً للإقناع دون تقديم " نقد أدبيّ " رصين ..ووقتها يكتسب الكتاب موضع النقد قيمة أكبر لأنّ للنقد غاية بنائيّة لا تهديمية!

وشكراً

مرحبا الزميل
حقيقة لم يتعلق الأمر فقط بكون النبي محاولة لمحاكاة هكذا تكلم زرادشت وان بشكل عكسي. لأنه حتى لو كان كذلك بأسلوب ولغة ومعاني عميقة كان ليكون مقبولا بالنسبة لذوقي في القراءة.
علما أنني لست أهلا لتقديم نقد علمي احترافي بحكم عدم التخصص، بل أتحدث فقط من منطلق الذوق الأدبي و الفني الذي يؤثر في اي منا ليحدد ما يختاره ويفضله على غيره. ومن هذا المنطلق وجدت النبي دون ما توقعت وبلون ونكهة لم تعجبني.
وصحيح أن جبران غني عن التعريف ولكن هذا لن يمنع أن يخضع إنتاجه لحكم ذوق القارئ كأي كاتب آخر بجانب أو بعيدا عن النقد العلمي. يكون الأمر أشبه بمسألة "استلطاف" للنص المكتوب كما لأي شئ آخر.
ونعم قد يكون هكذا تكلم زرادشت تافها ولكن لأن الكاتب فيلسوف ولأن رسالة الكتاب فلسفية فهو يمتلك ثقالة خاصة بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع نيتشه وأفكاره وطبعه الفلسفي. لكن لفتتني الرومانسية العميقة والحقيقية لنيتشه في كتابه ذاك كما في العلم المرح.لذا شعرت بثقله مقارنة بالنبي.
وطبعا معروف مدى تأثير ووزن نيتشه في الفلسفة والتاريخ من بعده. عكس جبران الأديب أو الشاعر الذي يحاول أن يلعب دور نيتشه "خفيف" على أن هذا دائما ليس كرها أو عداء لجبران هي فقط مسألة ذوق أدبي وفني تحكم القراءة على سبيل الهواية. بالنسبة لي على الأقل.
وبما نعود لمناقشة الكتاب في موضوع آخر ومن زاوية أخرى.
تحياتي

ماذا تعني كلمة ( منقول ) هنا؟ التي تسم الموضوع.
اذا المعنى ما فهمته فهذا غير صحيح، الموضوع خرج من صلب العفوية والعقل والقلم. عقلي وقلمي.
المرجو التوضيح.

حسنا. فهمت معنى منقول هنا