من الرؤى علمتُ أنّ هناكـ أشياء تلزمُ الشخص الذي يعيش في مصر لكي يستطيع يعني أنْ يُحرّر شخصيتهُ في مصر ويستطيع أنْ يقف على قدميه فيها ويمخر عباب الحياة فيها ومن ضمن هذهِ الأشياءُ شهادةُ الثانويّةِ العامّة وشهادةُ تأديةُ الخدمةِ العسكريّهْ وأمرٌ ثالثٌ أشارت إليهِ الرؤيا ولم تصرّح بهِ فأنا أجهله ،ولقد حصلتُ على شهادةِ الثانويّةِ العامّةِ وعلى شهادةِ تأديةِ الخدمةِ العسكريّهْ ولكن ينقصني بالطبع الأمرُ الثالث لأكون في تمامِ الأمر وفي تمامِ القيامِ في مصر ،ولقد شككتُ في الشهادةِ الجامعيّه ،ولكنّني لم أحصل على الشهادةِ الجامعيّه ،فلقد دخلتُ معهد للحاسب الآلي والجامعه العمّاليّةِ ولكنْ لم يكن التعليمُ في مصر يُعجبني ولم أكن مقتنعاً به ولقد كنتُ أتمنى مواصلةَ الدراسةِ في بلدٍ أوروبي ،لكن طبعاً في أُمنياتي لم أكن مراعياً لمجموعي الذي حصلتُ عليهِ وإنْ تغاضينا عنهُ فعامل إختلافِ اللغةِ بالنسبةِ لي مشكلة ،فلستُ سريعاً جدّا أو صبوراً في تعلّم اللغات فإنْ أُتيح لي التعليمُ في دولةٍ أوروبيّةٍ آنذاكـ فلم أكن لأفلح بسبب اللغة ،هذا إنْ عُدنا لواقع ما لديّ من قدرات بالإضافةِ إلى أنّهُ لم يكنْ لديّ القدرة الماديّةِ لأواصلَ تعليمي بالخارج ،لكن ماذا حقّاً إذا كانَ الأمرُ الثالثُ لقيام شخصيّةِ المرؤ وتحررهِ في مصر هو الشهادةُ الجامعيّهْ ،أنا الآن لستُ في ظروفٍ تجعلني مُرتاحاً في دراسةٍ جامعيّةٍ بالرغمِ من أنّهُ ليست مواصلةُ الدراسةِ الجامعيّةِ الآن أمراً مستحيلا ،فيمكنني الإنضمامِ إلى الجامعاتِ المفتوحةِ في مصر.
ماذا عن عالمِ الرؤى ،عالمُ الرؤى مصدر تعليمي آخر ،وأنا لا أحسم في أنّها تُعلمني من أجل تعويضِ النقص الذي حدث بعدم مواصلةِ تعليمي الجامعي ،عموماً حتى لو حصلتُ على الشهادةِ الجامعيّةِ فليسَ معناه أنّني على موقفٍ جيّدٍ تماماً من التعليم ،فالرؤى تعلّم جوانبَ أخرى لا نعلمُ عنها شيئاً في التعليم الأكاديمي المعروف ،وتقريباً الرؤى لا تدعُ مجالاً إلّا وتحكي عنه ،فهناكـ رؤى عن الأديانِ وعن الإلحادِ واللادينيّةِ وعن العلومِ والفنونِ المختلفةِ وعنِ اللّغاتِ المتعددةِ وعنِ الكونِ وعن نفسكـ وعن الآخرين وعنِ العالمِ وعن أمورٍ شتى ،لذا أتوقّعُ أنّ الرؤى لا تتركـُ باباً إلّا وولجته ،عموماً الرؤى مصدرٌ تعليميٌ آخر ومصدرٌ تعليميٌ مهمٌّ ونفيس ،لكن الحذر مع عالم الرؤى لأنّ لهُ لغة خاصّة جدّا وأنا بالتمرّسِ والإعتيادِ حصّلتُ نسبةً ما من فهم الرؤى والتعامل معها. مازلتُ أتمنى معرفةَ الأمر الثالث الذي ينقصني لقيام شخصيتي في مصر كمواطنٍ يعيشُ فيها وما التعويض أو المكافئ لهذا الأمر الثالثِ إنْ تعذّر الحصولُ عليه.