(الفاتحة) لازدواج الفكر العربي

[Basim]

اليوم وقبيل ان ادخل في غفوتي القصيرة .. القيلولة كما يسميها البعض .. شيء ما اعادني الى نقطة بعيدة في الذاكرة .. ذلك عندما كنت في السادسة أي في الاول الابتدائي .. اتذكر هذه الحادثة جيدا بتفاصيلها .. عندما كان والدي يحاول جاهدا ان يلقنني سورة الفاتحة لكي احفظها (لانها كما معلوم من ضمن المنهج الدراسي الابتدائي في كل الدول العربية على ما اظن) .. ولأني كنت اسأل كثيرا كفضول طفولي لمحاولة معرفة كل ما يعرض علي , بقينا مدة اتخيلها طويلة في حفظ هذه السورة .. فهو كان يعيد القراءة كلمة كلمة وانا اعيد من بعده ولكني سرعان ما انسى الكلمات لانها غريبة لا معنى لها في عقلي الطفولي , فما معنى بسم الله .. هل من الممكن لطفل ان يفهم معناها .. اسأله فيجيبني محاولا تبسيط الامر ولكن هناك كلمات لا يمكن تبسيطها في هذه السورة .. فهمت ان الحمد يعني الشكر فشرح لي باننا أي البشر يجب ان نشكر الله بعدما شبه الامر باننا نشكر الشخص الذي يعطينا هدية مثلا , وان الله هذا طبعا موجود في السماء .. وهو الرب , رب العالمين أي لديه اسم آخر كما كان له اسمين اخرين ايضا , الرحمن والرحيم في البسملة .. والعالمين هم البشر وكل شيء .. فهمنا هذه .. وبعدها يعود ويقول الرحمن الرحيم .. فاسأل لم يعيد هذا .. فيقول احفظها هكذا وكما هي فغير مسموح ان نغير فيها .. وبعد مالك يوم الدين .. وهو يوم القيامة الذي سيحاسب الناس على ما يفعلون فالانسان الجيد والصادق الذي يشكر الله سيذهب الى الجنة وهي عبارة عن حديقة كبيرة فيها كل الاشياء اللذيذة التي نحبها اما الكذاب والذي يفعل الافعال السيئة فسيذهب ليحرق في النار .. ولكني اعيد فاسأل مرة اخرة لم نشكر الله كثيرا الا يكفي ان نشكره مرة واحدة . . ثم اتت الكلمات الاخرى الغريبة والمضحكة بالنسبة لي : اياك نستعين , الصراط المستقيم , أي الطريق فلم لا يقول الطريق اذن .. وهكذا حتى تعب الرجل كثيرا وقال سنعيدها في اليوم التالي ..
بعد عدة محاولات حفظتها رغم صعوبتها نسبة للأناشيد البسيطة والدروس الاخرى لتعلم الحروف الكتابة والارقام .
لابد ان كثير من الاطفال كانوا وما زال لليوم الكثير منهم يعاني من سورة الفاتحة هذه ومن درس الدين عموما وفي كل المراحل الدراسية وليس فقط في الاولية منها . الامر الذي يجعل للطالب امران اما ان يحفظ جيدا ما مكتوب على مضض وبدون فهم او يرسب بالمادة .
نحن نعلم اطفالنا القراءة والكتابة ومبادئ الرياضيات والعلوم في الصفوف الاولية بأبسط الطرق والكلمات لكي نسهل عليهم فهمها وبالتالي الدخول الى العالم الواقعي وفهمه تدريجيا وحسب مستواهم العقلي . وفي نفس الوقت نعلمهم الفكر الديني المقدس والعوالم الميتافيزيقية الخيالية والتفسيرات التراثية للواقع وشحن ذاكرتهم باسماء ومصطلحات لاشياء غير موجودة : الروح , السماء , الملائكة , الشيطان , الجنة , النار .. الخ مما يجعله يعيش في حالة من الازدواجية الفكرية فدائما يكون هنك تفسيران للاشياء من حولنا علمي واقعي واخر مرادف ديني خيالي مقدس .
لهذا نجد ان الفرد العربي عموما مزدوج الفكر والسلوك .. مشوش لا يعرف اتخاذ القرار المناسب .
تحياتي .

[Basim]

في هذا الفيديو نموذج لطفل تم تلقينه قسرا لحفظ كلام لا يعرف معناه ولا حتى يستطيع لفظه بصورة صحيحة

[أنكيدو]

ذكرتني بمنهج العراق في التسعينات و اللذي تم تغييره بعد تحول صدام من بعثي إلى ديني و بدأ بما يسمى بال "حملة الأيمانية". من مساوئ هذه استحداث منهجي الإسلامية و تفسير القرآن اللذين كانوا إلزاميا. منهج تفسير القرآن كان عبارة عن حشو فارغ لا يسمن من جوع ولا يروي من عطش

[Basim]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أنكيدو

ذكرتني بمنهج العراق في التسعينات و اللذي تم تغييره بعد تحول صدام من بعثي إلى ديني و بدأ بما يسمى بال "حملة الأيمانية". من مساوئ هذه استحداث منهجي الإسلامية و تفسير القرآن اللذين كانوا إلزاميا. منهج تفسير القرآن كان عبارة عن حشو فارغ لا يسمن من جوع ولا يروي من عطش

اصبت يا رفيقي .. ذكرتني بالرفيق صدام وحملته الايمانية التي اثرت كثيرا على المجتمع العراقي فبالرغم من انها فارغة المحتوى وهي تجربة كانت فاشلة بكل تأكيد ولكنها اوجدت جيلا يميل الى الافكار الدينية المتخلفة .

اذكر ايضا اني كنت اكره حصة التربية الدينية كرها شديدا مما يجعلني احسد الطلاب المسيحيين والصابئة لانهم لا يحضرون الحصة ولا يمتحنون بالمادة . واقول لنفسي ما الذي يجبرني انا على حضور هذه الحصة وامتحن بها ألأني مسجل في الهوية مسلم أم اني سوف لن أحصل على الشهادة واحرم من التعليم . واشعر بالظلم لاني لا استطيع الجهر بكرهي للدين وخرافاته وعدم ايماني به مما يجعلني انافق واظهر للناس وجها اخر ليس وجهي وشخصية اخرى غير شخصيتي .
تحياتي

[أنكيدو]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة basim

اذكر ايضا اني كنت اكره حصة التربية الدينية كرها شديدا مما يجعلني احسد الطلاب المسيحيين والصابئة لانهم لا يحضرون الحصة ولا يمتحنون بالمادة . واقول لنفسي ما الذي يجبرني انا على حضور هذه الحصة وامتحن بها ألأني مسجل في الهوية مسلم أم اني سوف لن أحصل على الشهادة واحرم من التعليم . واشعر بالظلم لاني لا استطيع الجهر بكرهي للدين وخرافاته وعدم ايماني به مما يجعلني انافق واظهر للناس وجها اخر ليس وجهي وشخصية اخرى غير شخصيتي .
تحياتي

تبا لتلك السنين العجاف. و هنيئا لنا التخلص من هذا العبء. أحد الاشياء اللي لم تعزز أيماني أبدا هي وجود طلبة ليسوا متدينين البته ويتفوقون بشكل ممتاز بهذه الحصة, بشكل يثبت أنه أذا أتقنت الدين من الممكن أن تتلاعب به لأيهام الناس بأي شي.