اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهين
|
كْشِفُ لنا النصوصُ والأناشيدُ التموزية عن جانب طقسي واعتقادي ذي أهمية بالغة في الحياة الدينية لثقافات الشرق القديم. فإلى جانب الاعتقاد بوجود قوى إلهية تعمل على حفظ بناء الإنسان ورعاية مصادر عيشه، اعتقد الإنسان القديم بقدرته على عَوْنِ هذه القوى في مهمتها، من خلال الطقس الذي يعمل على تحيين actualizing الأسطورة وجَعْلِ النشاطات الخلاَّقة للزمن البدئي فاعلةً في الزمن الجاري. فإذا كانت القوى الإلهية قد عملت على تجديد الطبيعة في الزمن الميثولوجي فإن الطقس وحده هو الكفيل باستنهاضها من جديد، لتكرِّر أفعالها النموذجية الأولى، وتجدِّد حياة الطبيعة، سنة بعد أخرى. بتعبير آخر، فإن الإله تموز لم يكن يموت كلَّ سنة، ثم يُبعَث إلى الحياة من جديد، كما تعوَّد الباحثون قوله وتكراره بتأثير ملاحظتهم للطقس الدوري، ومزجهم بين الطقس والأسطورة، ولكنه مات، وبُعِثَ إلى الحياة، وتزوج الإلهة إنانا، في دورة حياة واحدة، حَصَلَتْ في أزمان الأصول والتأسيس، من أجل إعطاء النموذج البدئي لصيرورة عمليات الطبيعة. وليس موتُه وبعثُه كلَّ عام إلا دورة حياة طقسية يجري تكرارُها دراميًّا لغرض تحيين الأسطورة واستحضار زمنها الميثولوجي الخلاَّق.[1]