![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو ذهبي
![]() |
مقال بقلم (واثق غازي )
قبل أيام دعا البابا فرنسيس زعماء المسلمين إلى إصدار بيان عالمي ينددون فيه بالإرهاب قائلا: إنه سيساعد في تبديد الصورة النمطية التي تساوي بين الإسلام والإرهاب. سبقت هذه الدعوى دعوات عالمية أخرى تختلف في درجة وضوحها تطلب الأمر ذاته من زعماء المسلمين ومفكريهم. على الجانب الآخر، تمثلت الاستجابة الإسلامية لتلك الدعوات في فئتين على الأقل: الأولى: بيانات التنديد والاستنكار الصورية التي تأتي على نمط الأغاني الوطنية. كلمات كبيرة لا يشترط أن تكون صادقة أو أن يكون لها معنى. بيانات تمتلئ بعبارات: الإسلام دين المحبة، السلام العالمي من أهم مقاصد الشريعة، نقف صفا واحدا لدعم مايلي سايرس في اختياراتها لأغانيها الأخيرة، عبارات من هذا القبيل يعني. هذه البيانات الإعلامية هدفها إيصال صورة "بوذيّة" عن الدين الإسلامي إلى المتلقي الغربي تشبه تصريحات الإسلاميين حين يحضرون مؤتمرات عالمية أو حين يترجمون خطأً، عامدين، شعاراتهم الى الإنجليزية لتكون تسامح خالص وسلام تام لا يشوبه تكفير ولا جهاد. على العموم، لننظر إلى نوع آخر من البيانات، أكثر تفصيلا. الثاني: كتابات لمفكرين ورجال دين من الطبقة الثانية، أكثر تفصيلا وتنحو منحاً استدلالياً. آخرها كان "رسالة الى أبو بكر البغدادي" تقع في 32 صفحة موقعة من 126 رجل دين ومفكر إسلامي وأكاديميين من مختلف انحاء العالم. للأمانة، الرسالة معنونه الى "الدكتور" إبراهيم عواد البدري كما جاء في نص الرسالة، الاحترام واجب مع الخليفة على أي حال. الرسالة إجمالا تضع الخليفة البغدادي موضع الخصم الفقهي. لماذا لا يصح الجهاد على طريقة الدولة الإسلامية؟ لأن الآية الكذائية تقول كذا والحديث الفلاني ممكن تأويله بكذا. تخيلت نفسي مكان الخليفة البغدادي خلال قراءة الرسالة، ما أسهل الرد عليهم إذن مادام النقاش فقهي. متى كانت آخر مرة حسمنا فيها نزاعا فقهيا؟ ولا مرّة. لا يوجد نزاع فقهي يُمكن أن يُحسم، هذه هي طبيعة الفقه، ممكن أن تأخذ أي مسألة فقهية من القرن الرابع الهجري وتعيد إحياءها من جديد ما دامت النصوص موجودة والاستدلال متاح وما ضاق على فقيه مخرج. في صراع "من يمثل صحيح الدين" لن يخرج أحد منتصراً، وحتى لو ربح فريق "الوسطية" معركة فإنه لن يربح الحرب.ميزة أخرى للفقه أن المرجعية فيه لنصوص متفق عليها وعلى صحتها إجمالا. الموقعون على الرسالة يتفقون مع البغدادي ودولته على الأسس ويختلفون فقط في التفاصيل. في الفقرة التي يتحدثون فيها عن الجهاد يذكرون بالنص (جميع المسلمين يرون الفضل العظيم في الجهاد)، أي تفاصيل أخرى لن تعود مهمة بعد هذه المقدمة. وفي فقرة أخرى عن الخلافة يقولون (الخلافة أمر واجب على الأمة باتفاق. وقد افتقدت الأمة الخلافة بعد سقوطها عام 1924 م)، مجدداً، لن يبقى للتفاصيل والاستدلالات قيمة بعد هذا "الوجوب" و "الاتفاق". لا أنصح البابا فرانسيس أن ينتظر نهاية النقاش، أفضّل أن ينصرف لأداء مهامه البابوية استثماراً للوقت. في صراع "من يمثل صحيح الدين" لن يخرج أحد منتصراً، وحتى لو ربح فريق "الوسطية" معركة فإنه لن يربح الحرب. يسمّون داعش خوارج هذا العصر، أي أن الخوارج (كطريقة تديّن وتطبيق للدين) لم ينقرضوا ولم ولن يخسروا مكانهم ضمن الفرق الإسلامية. قبل أن نستجيب لدعوات العالم للتنديد بداعش لنسأل أنفسنا أولاً، ماذا نريد من داعش؟ وما الذي ينتظره المجتمع العالمي منّا إزاء داعش؟ هل ننتظر أن يتبين لنا أن داعش على حق فقهياَ لنسلم لهم رقابنا ونسائنا؟ هل نبقى تحت رحمة الفقه ونتائجه الهشّة التي يسهل كسرها وتركيبها بطريقة أخرى؟ لا، يجب أن نفهم أن اعتراضنا على داعش وباقي المتطرفين والإرهابيين ليس دينياً. ما نريده (وما يريده العالم أيضا) هي مطالب تنتمي الى العصر الحديث، مطالب ليست فقهيّه، أعم من الدين وخارج مقولاته المعروفة. مقولات من أمثال المواطنة والمساواة والحرية الفردية وحرية التعبير والقوانين المدنية لا تنتمي الى كتب الفقه، لذا لا ننتظر ان يحسمها النقاش الفقهي. أما إذا اخترنا انتظار من ينتصر في هذا النقاش، فعلينا ان نتوقع بزوغ خلافة إسلامية يُعاد احيائها مجددا ً كلما سنحت الفرصة. http://dotmsr.com/ar/204/1/147239/#.VITOPmcge_Q |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أحد, الخليفة, ينتصر, على |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| يجب على الخليفة ان يكون قرشيا | hapower | العقيدة الاسلامية ☪ | 1 | 07-09-2018 08:33 PM |
| ايها المسلم الداعشي الإسلام لن ينتصر أبدا دعك من وهم | Gama Odena | العقيدة الاسلامية ☪ | 4 | 02-06-2018 03:22 PM |
| الاسلام..ينتصر. | Dadi | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 07-18-2017 10:25 PM |
| هل مات الخليفة ال108 للمسلمين حقاً؟؟! باقية وتغلب !. | تهارقا | العقيدة الاسلامية ☪ | 10 | 06-18-2017 10:04 PM |
| كتب دوكنز تحقق مبيعات قياسية في بغداد ببركة الخليفة | ابو مينا | العقيدة الاسلامية ☪ | 5 | 03-21-2015 05:27 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond