خمس علماء قتلتهم محاكم التفتيش!

[فينيق]

لم تشهد المواجهة بين العلم والدين كل هذا الإحتدام والعنف الغير المبرّر: سوى في فترة محاكم التفتيش. فكما هو معروف فإنّ مؤسسات دينية منها الكنيسة الكاثوليكية على وجهٍ خاص: اضطهدت, عاقبت, عذّبت وقتلت كل من اعتبرتهم مُهرطقين. وفق هذا الاتجاه, عمل رجال الكنيسة بسلطات مُطلقة, حيث قاموا: بقتل الكثيرين وبصورة وحشيّة. كان الكثير من ضحاياهم علماء, وهنا سنتحدث عن بعضهم.

أولاً: جوردانو برونو Giordano Bruno

وُلِدَ في العام 1548 في بلدة Nola القريبة من Vesubio / إيطاليا. كان دارس ديني دومينيكاني إيطالي, فيلسوف, رياضيّاتي وفلكيّ. نال شهرته بعد طرح نظرياته بعلم الفلك والمُقتربة من النموذج الكوبرنيكيّ, كالشمس بوصفها نجم ووجود أعداد لا نهائيّة من الكواكب الأخرى في الكون والتي سكنتها كائنات ذكيّة. وبسبب طروحاته تلك, سواء اللاهوتيّة والفلسفيّة اضافة لاعماله الشعرية والعلمية: قد تمت إدانته والحكم عليه بالموت وفق قانون عقابي صادر عن محاكم التفتيش الرومانيّة بتهمة الهرطقة في العام 1600.


ثانياً: جوليو سيزار فانيني Giulio Cesare Vanini

كان مثقفاً ومفكراً حرّاً بعصر النهضة الإيطاليّة. وُلِدَ في العام 1585 في Taurisano / إيطاليا حيث درس الفيزياء, الطبّ وعلم الفلك اضافة لدراسات أخرى في علم اللاهوت والفلسفة في روما. اسمه الحقيقي Lucilio Vanini ومع هذا تمت مناداته في نصوصه Giulio Cesare Vanini لأجل حمايته من إدانات الكنيسة. لكن بكل أسف كل جهوده بالإخفاء لم تُفلح, حيث تمّ ضبطه من قبل محاكم التفتيش الرومانيّة وتمت إدانته بالهرطقة وحكم عليه بالحرق حيّاً بمدينة تولوز العام 1619. ومن بين طروحاته كانت فكرة تحدُّر البشر من القردة, وأنّ خلود الروح مسألة غير قابلة للتصديق وهذا شكّل ضربة مباشرة للطرح الديني, ما أدى لتوجيه نيران محاكم التفتيش له وقتله.


ثالثاً: بيترو دابانو Pietro d'Abano

كذلك معروف تحت اسم Petrus de Apono أو Aponensis, وُلِدَ في العام 1257 في بلدة صار اسمها لاحقاً حاملاً لاسمه والمعروفة بأيامنا هذه باسم Abano Terme في Véneto / إيطاليا. كان طبيباً واستاذاً جامعيا بكليّة الطبّ, كاتباً, فيلسوفاً وفلكياً, لقد شجعته اهتماماته العميقة بالفلسفة والطب وأفكار منطقة الهلال الخصيب على نشر تلك الأفكار والتي سبّبت له اتهامات عديدة من قبل الكنيسة. إثر محاكمته بتهمة الهرطقة واستحضار الموتى nigromancia وبناء عليها تمّ إرساله للسجن حيث توفي بمرور بضع سنوات في السجن.


رابعاً: ميغيل سيرفيت Miguel Servet

كان عالم لاهوت وعالم متعدد الاهتمامات إسباني. وُلِدَ في العام 1511 وعاش حياته متفرغا لدراسة فروع العلم مثل الرياضيات, الفلك, المُناخ, الجغرافية, التشريح والصيدلة. اضافة لأنّه قد كان كاتباً, شاعراً, فقيه ومترجم. كان جزء من التجديد البروتستانتي وحقّق أعمال كبيرة بما يتصل بفكرة الدوران الدمويّ الرئويّ. إنّه عقل نيِّر دون ريب, ومع ذلك كان بالنسبة للكنيسة شيئاً معاكساً بشكل كليّ. بعد محاولته التنقل بجزء كبير من أوروبا متخفيا: تمّ ضبطه في مدينة جنوة وحكموا عليه بالموت حرقاً.



خامساً: غارثيا دي أورتا Garcia de Orta

كان عالماً, طبيباً, مهتم بعلم الطبيعة وباحث من أصل يهودي برتغالي. وُلِدَ في العام 1501 بمدينة Castelo de Vide / البرتغال ودرس الطبّ بجامعة لشبونة, سافر إلى الهند في العام 1534 حيث تزوّج هناك وصار طبيباً هاماً. لاحقا تمّ اضطهاده من القوات البرتغالية الغازية للهند: بسبب أصله اليهودي واتجاهاته الفلسفية والدينية .. مات في العام 1568. وبعد هذا التاريخ بعام واحد: تمّ اعتقال شقيقته وأرسلوها للمحرقة.
ما هو رأيك بهذا الحادث التاريخي المؤسف والمُخجل, سيما كونه معروف للجميع؟ كذلك جرى اضطهاد كوبرنيكوس وغاليلة من قبل الكنيسة وتعرضهم لهجومها, هل تعرف أسماء أخرى تعرضت لهذا الأمر؟ هل تعرف بأنّه في بلدان مثل بولونيا: في أيامنا هذه, يمكن للكنيسة أن تشي وحتى إرسال إلى السجن لكل من يقوم بتوجيه إهانة عامّة للكنيسة؟ كيف ترى هذا؟!!

النص الاصل بالقسم الأجنبي

تعقيبي

هو مجرّد مشهد بسيط بسياق جرائم محاكم التفتيش الكنسية التي سال حبر كثير حولها .. وربما كانت تلك الممارسات من أهم الأسباب التي قادت للتغيير بأوروبا وهنا يجب أن يتعظ الأصوليون الإسلاميون واليهود المتصهينون وبعض الفرق المسيحية بالولايات المتحدة الاميركية .. فمهما طال الزمن فالسقوط هو نهاية أيّ استبداد ديني أو سياسيّ .. هذا قانون طبيعي يوجد عليه أدلة متراكمة تاريخياً فهل هناك من يتعظ؟؟! أشكر أيّ تصويب أو إضافة

[فينيق]

لم اتمكن من فهم علاقة مداخلة الزميل امنحتب بالموضوع؟!!