![]() |
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() [مكة بلد الفواكه والزيتون!!!] [منقول بتصرف: أنظر المقدمة العامة] والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين 1. لو كان الإسلام قد تكامل في الحجاز ووصل إلى الشام مكتملا لما احتاج أحد أن ينتقده ولما اعتقد كثيرون مثل يوحنا الدمشقي بأنه هرطقة مسيحية. أي أن الإسلام فعليا ظهر في الشام من خلال هرطقة المسيحية اليهودية التي عرفت باسم النصرانية. ولما كان يوحنا الدمشقي من أتباع الأرثودوكسية الملكانية الخلقيدونية جاء اعتراضه على هؤلاء وهو يسميهم الإسماعيليين لأنه في عصره بدأت وفود من العرب الحجازيين تأتي إلى الشام وتتبنى العقيدة النصرانية. [ملاحظة: في كتابه "الهرطقات" وفي الهرطقة المئة [وفي بعض التراجم تأتي في المرتبة الأولى بعد المئة] وهو الفصل المخصص للإسلام لم يذكر يوحنا الدمشقي كلمتي "الإسلام" و"المسلمين" مع العلم أنَّ تاريخ كتابته كانت بعد عام 743! المسعودي] 2. عندما ظهر الإسلام للمرة الأولى على المسرح العالمي نظر إليه المسيحيون في العالم المسيحي على انه هرطقة مسيحية وليس دينا جديدا. وبقيت تلك النظرة قائمة حتى فترة ما بعد الحروب الصليبية. أما في بيزنطة فقد أدرك الروم أن الإسلام دين جديد بعد القرن التاسع وقبل ذلك كان الكتاب المسيحيون في بيزنطة يعتبرونه مجرد هرطقة . ومع أن الإسلام بدا يتشكل كدين منذ أواخر القرن السابع الميلادي إلا أن يوحنا الدمشقي ظل ينظر إلى اتباعه على انهم "إسماعيليون" أتباع هرطقة ولم يعتبرهم طائفة منفصلة إذ لم ينظر إلى الإسلام كدين مستقل. 3. لقد عاش يوحنا الدمشقي في كنف عبد الملك بن مروان ومع انه في البداية رأى في الإسلام شكلا من أشكال الهرطقات المتأثرة بالآريوسية والنسطورية، لكنه رأى أيضا انه يشترك في بعض الأشياء مع المسيحية. ومع أن النسطورية والآريوسية تمت إدانتهما في مجمع نيقيه ومجمع القسطنطينية. إلا أن النساطرة تمكنوا بشكل أو باخر من الهرب باتجاه بلاد الفرس وأعادوا تنظيم أنفسهم وجمعوا إليهم انصارا من معظم أنحاء المنطقة. لقد كان يوحنا الدمشقي، وهو أحد اهم فقهاء المسيحية في العصر البيزنطي، مقتنعا بأن الإسلام ليس دينا جديدا أو مستقلا بل بدعة مسيحية أو شكلا من أشكالها. كان تركيز الدمشقي في نقده للإسلام على الاختلاف بشأن ألوهية المسيح والثالوث الأقدس وصدقية نبوة محمد. وكان ينظر إلى الإسلام على انه انشقاق من المسيحية وهرطقة للإسماعيليين العرب. يقول الدمشقي في كتابه الموسوعي "ينبوع المعرفة": "إن نبيا كاذبا ظهر بين الإسماعيليين اسمه محمد التقى براهب آريوسي وعلمه هرطقته وادعى أن كتابا نزل عليه من السماء". [ملاحظة: لم يعش يوحنا الدمشقي "في كنف عبد الملك بن مروان. فقد تسلم جباية الضرائب من المسيحيين في الشام، بعد وفاة أبيه، في أواخر حكم عبد الملك بن مروان. وقد كان آنذاك في العشرين من عمره. المسعودي] 4. خلاصة قول يوحنا الدمشقي في الإسلام هو انه فرقة نصرانية مارقة ظهرت في زمن هرقل. وقول الدمشقي كان له أثره على مجمل الموقف البيزنطي من الإسلام في القرن السابع. فقد نظر البيزنطيون إلى الإسلام من خلال المنار الذي نظروا فيه إلى الهرطقات القديمة ورفضوا أن ينظروا إليه كدين رسمي. ولذلك لم يتصدوا له بقوة واعتقدوا انه حالة هرطقة سرعان ما تنتهي وتذوب في التيار المسيحي العام. 5. لقد تأخر البيزنطيون في رؤية الإسلام كتحدي لاهوتي جدي ولم يكن لديهم ما يكفي من المعلومات الأكيدة عن الإسلام كدين مستقل فظلوا يشيرون إليه على انه هرطقة مسيحية ويتحدثون عن المسلمين بأوصافهم العربية: "عرب"، "سراسين"، "إسماعيليين" أو "هاجريين" وليس بأي صفة دينية. كما أن يوحنا الثالث وهو أسقف يعقوبي عندما جادل عمير بن سعد الأنصاري كان يعتبر الإسلام مجرد هرطقة مسيحية رافضا قبوله وحيا حقيقيا تنزل من الله على إنسان في غار صحراوي. 6. لكن الإسلام نما وتطور وترسخ وصار عقيدة النخبة الحاكمة. وقد لفت الإسلام نظر المسيحيين بشدة وكان الشيء الأصعب على التفنيد من وجهة نظر مسيحية هو شدة البساطة التي أتى بها الإسلام . فالبساطة المتناهية هي الوصف الأنسب للإسلام. لقد صار الإسلام أشبه بالمسيحية من غير لاهوت ولا روحانيات، فلا أسرار ولا كهنوت ولا رهبنة وأشاع تعدد الزوجات وسهل إجراءات الزواج والطلاق. 7. أن الدراسة المتأنية والمتمهلة لمسيرة نشأة الإسلام تظهر تشكله بصورة مغايرة لما تسرده الرواية الإسلامية الرسمية. فهو لم يخرج من الصحراء إلى الهلال الخصيب بل يجب النظر إليه على انه نشأ كحاجة لحماية وتثبيت الاستقلال الذي قام به الأمويون في الشام وتوسيع سلطانهم باتجاه الجزيرة العربية وتوحيدها مع الهلال الخصيب. لقد كان الدين القومي للدولة الناشئة أما الحجاز فلم يدخل إلا متأخرا مع التحولات التي أصابت الخط التجاري وتمكن عبد الملك بن مروان من بسط نفوذ الأمويين هناك. 8. ترى باتريشيا كرونة وهي من أشهر من درس بدايات الإسلام إن الدين الجديد ظهر في منطقة ما بين سوريا وفلسطين. وبعد أن تمكن العرب من الاستقلال عن البيزنطيين وإقامة الدولة العربية بقيادة الأمويين أرادوا أن يستقلوا بنصرانيتهم وتمييزها عن المسيحية الهللينية. وقد رأينا في فصول سابقة كيف جمع اكليروس الأمويين الكتابات النصرانية وغيرها في “قريانة” تساعد المؤمنين في أداء صلواتهم وواجباتهم الدينية. 9. معروف أن الوسط الديني الذي عاش فيه عرب الشام مقارنة بعرب الحجاز كان يتميز بتنظيم وترتيب سمح بتطوير العقيدة النصرانية إلى دين مستقل. بعكس منطقة الحجاز التي لا يوجد ولم يوجد فيها أي إثبات أو دليل أركيولوجي يدعم رأى الرواية الرسمية بأن الحجاز كان المهد الأول للإسلام. ولم يوجد أي دليل على أي نوع من الاستيطان العربي في الحجاز في أواخر القرن السادس أو أوائل السابع. لكن الأماكن التي وصفها القرآن لممارسات وثنية عرفت باسم الجاهلية موجودة بإثباتات أركيولوجية في فلسطين والشام. كما أن حفريات أركيولوجية أجريت في منطقة النقب الفلسطينية أظهرت آثارا تدل على وجود الوثنية والحياة الجاهلية تماثل تلك التي تحدثت عنها المصادر الإسلامية ونسبتها إلى الحجاز لفترة القرنين السادس والسابع. غير أن الحفريات في الحجاز لم تكشف شيئا عن مثل ذلك كما أنها لم تكشف عن أي آثار تدل على وجود يهود في تلك المنطقة. وهذا يعني أن المصادر الإسلامية أخذت معلومات عن الجاهلية والوثنية السائدة في النقب ثم نسبتها إلى تاريخ الحجاز ومكة. وقد وجدت في النقب أيضا من خلال النصوص المكتشفة هناك بقايا عقيدة توحيدية ساهمت في تطور الإسلام. 10. يرى سليمان بشير أن الافتراض بأن الحجاز كان يمكن أن ينتج كل ما من شانه تغيير العالم كما حدث هو افتراض بحاجة إلى إثبات. ولكن لماذا جُعل الحجاز مهد الإسلام؟ الجواب بسيط وهو أن من شكل الإسلام أراد أن يعطيه نكهة عروبية قوية لأنهم اعتقدوا أن الجزيرة العربية هي موطن العرب الأصلي. يتساءل كثيرون لماذا يتأخر المسلمون في الإشارة إلى القرآن ومحمد لو انه ظهر فعلا في الحجاز؟ لقد كان الإسلام اختراعا عربيا لتوفير تبرير ديني للإمبريالية العربية التي أقامت الدولة وتوسعت في المنطقة كلها. وبمجرد أن أقام العرب دولتهم برزت الحاجة إلى دين متكامل من اجل إبقاء الدولة متماسكة وشرعنتها. وعلى نسق ما هو موجود عند المسيحيين واليهود. أي أن هناك ضرورة لوجود رسالة ووحي ونبي. 11. يلخص جاي سميث في كتابه "القرآن المنحول" ما تثبته الجغرافيا ويرويه التاريخ من مقارنات المواد المتراكمة من القرنين السابع والثامن: - الهجرة كانت إلى فلسطين والقدس وليس المدينة. - القبلة لم تكن مكة حتى القرن الثامن. - اليهود ظلوا على علاقة طيبة بالعرب حتى العام 640 م. - القدس وليس مكة هي المقام الأصلي للإسلام ومكة لم تكن معروفة. - قبة الصخرة كانت هي المقام الأول والقبلة الأولى. - محمد لم يكن يعتبر نبيا عالميا حتى نهاية القرن السابع. - لفظتا مسلم وإسلام لم تعرفا قبل القرن السابع. - الصلوات الخمس لم تشرع قبل العام 171 ه. - أبكر مرحلة سمعنا فيها عن القرآن كانت منتصف القرن الثامن الميلادي. - الكتابات القرآنية المبكرة لا تتطابق مع النص القرآني الحالي. 12. وبينما انشغل السياسيون بالحروب نشأت طبقة العلماء الشيوخ. قليلون كانوا يعرفون تعاليم الدين فقام هؤلاء العلماء بجمعها وختام عملهم أنتج الإسلام الذي نعرفه. فهم قاموا بجمع كل ما هو متداول ومنسوب إلى "محمد" وكذلك وضعوا التفسيرات للنصوص كما وضعوا القوانين والشرائع. ولقد ظلت تلك النصوص تتطور وتراجع وتنقح من قبل أولئك العلماء. قليلون كانوا يتقنون القراءة إذ كانت الأمية طاغية ومنتشرة ولا أحد ينتبه لما يحدث في مجال الكتابة والتأليف. ولم يبال أحد بما يقوم به هؤلاء العلماء. 13. وبما "القرآن" تطور ونما طوال قرنين من الزمن، وحيث أن الحجاز دخلت في وقت لاحق تحت مظلة إسلام عبد الملك، ربما كانت هناك رسائل دعوية ترسل إلى من يمكن أن نسميه وكيل الحجاز لإقناعه بالخضوع لإسلام عبد الملك. قد تبدو هذه الفكرة غريبة وشاذة ولكن هل من تفسير آخر لما نراه من صيغ في النص القرآني تبدو على شكل دعوة لشخص ما باتباع الإسلام من خلال قدوة تتحدث عن هذا الإسلام؟ بماذا نفسر الآية التي تقول "وأمرت لأن أكون أول المسلمين"؟ و"أنا أول المسلمين"؟ وثمة ما يشبه تعليمات بشأن الدين الجديد على شكل تحذير بعد شرح: "وأقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين"؟ فالذي يوجه إليه الخطاب كان على ما يبدو من المشركين. ثمة آية أخرى أكثر صراحة: "فاصدع بما تؤمر واعرض عن المشركين". وكأنه كتاب تكليف لهذا الشخص أو الزعيم الذي في الحجاز لينذر عشيرته وينشر الدعوة: و"لتنذر أم القرى ومن حولها". وثمة محاولات من المرسل أيضا للإقناع بأن هذا النص سماوي: "ما كان هذا القرآن يفترى من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب". وبعد أن صدع وكيل الحجاز بدأ ما يشبه ترديد قسم الولاء أو التكريس، قل: إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين. إنه على ما يبدو قسم القبول بالرتبة الجديدة برئاسة النصارى الجدد بعد أن تسموا بالمسلمين: "هو الذي سماكم مسلمين من قبل وفي هذا". ولننظر في هذه الآية: "وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم". للموضوع بقية ... |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond