شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 12-27-2022, 08:10 PM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي الإسلام المبكر [20]: الموروث العربي الإسلامي


[من مخطوطات سيرة ابن هشام]

[منقول بتصرف: أنظر المقدمة العامة]

1.
أم لكم كتاب فيه تدرسون
بدأ الإسلام بحسب الرواية الإسلامية المعروفة في مكة كتنزيل رباني بواسطة الملاك جبريل إلى رجل يدعى محمد ينتمي إلى الفرع الهاشمي من قريش. توفي والده قبل ولادته وتوفيت امه وعمره ست سنوات وتوفي جده وعمره ثماني سنوات ورباه عمه أبو طالب. واشتغل في التجارة وتزوج خديجة بنت خويلد. وبقية التفاصيل معروفة ومبثوثة في الكتب الكثيرة.
وفي الأربعين بدأ بتلقي الوحي. وعرض ما وقع له على أسرته وبعد إيمانه بنفسه وتشجيع خديجة وعمها ورقة بن نوفل صرح محمد بدعوته وباشر الإعلان عنها لأصحابه.
ولكن تضطرب الرواية الإسلامية الرسمية فيما يتعلق بولادة النبي فلا يعرف في أي سنة بالضبط ولا أي يوم. كذلك هناك اضطراب في الرواية الإسلامية فيما يخص كثيرا من الأحداث اللاحقة. والقليل جدا معروف عن طفولته وخصوصا أنه رضع في البادية من حليمة السعدية.
2.
غير أن معرفتنا الأوسع والأشمل بمحمد تعود إلى ابن اسحاق الذي وضع أول سيرة لمحمد.
كان ذلك في بغداد حوالي العام سبعمئة وخمسين للميلاد أي ما يقرب من مئة وثماني عشرة سنة بعد الوفاة المفترضة لمحمد. وابن اسحق حسب الموروث الإسلامي هو حفيد لمولى يدعى يسار يقال إنه من سبي نصارى عين تمر في العراق.
تقدم السيرة رواية تنصيب محمد نبيا بشكل مثير للشبهات.
فرحلته إلى الشام ولقاء الراهب بحيرى وأقوال اليهود المبثوثة في الكتب الإسلامية تظهر الأمر وكأنه يبنى بعناية للوصول إلى الهدف:
محمد بن عبد الله نبي هذه الأمة. فقد صنع الإخباريون والرواة بيئة مناسبة لبدء بعثة النبي. جعلوا مكة بيئة وثنية تعبد الأصنام وجعلوه أميا لا يقرأ الكتب حتى لا يطعن به أحد.
3.
تبدو قصة بدء الوحي مختلقة لأسباب عديدة:
محمد يفاجأ بجبريل ويخاف. يحاول الانتحار من شدة الخوف... وعند العودة إلى زوجته خديجة يظل خائفا إلى أن يطمئنه ورقة بن نوفل ويؤكد له أنه نبي بحسب الناموس. والقصة تبدو مختلقة لأن الذي كتبها على ما يبدو لم يكن يعلم كيفية نزول الوحي وكيفية تلقي الأنبياء رسالات ربهم. فالأنبياء عادة عندما يظهر لهم ملاك من الله يمتلئون هدوءً وفرحا ولا يرتعبون ولا يرهبون.
من الغريب أن قصة بدء الوحي تروى عن عائشة وسبب الغرابة أنها بحسب الرواية الإسلامية ولدت بعد البعثة ولو افترضنا أن محمداً حكى لها قصة بدء الوحي فالأجدر أن تكون الرواية عن خديجة أو عن أبي بكر الذي كان ملازما للرسول والذي يفترض أنه سمع القصة منه منذ البداية.
معروف أن النبي تزوج عائشة وعمره ثلاث وخمسون سنة. ولنفرض أنه أراد أن يروي لها قصة بداية البعثة والوحي فهل يمكن أن يقول لها كل التفاصيل التي تظهره ضعيفا وجاهلا ومتشككا بالوحي وإنه حاول قتل نفسه خوفا وفزعا؟
4.
بعد أكثر من مئة سنة من وفاة محمد المفترضة وكانت سنة 632 م حسبما تقول الرواية، وضع ابن اسحق المتوفي سنة 768 م كتابه سيرة رسول الله. وما تناوله ابن اسحق من سيرة للرسول اعتمد فيها على ما تناقله الرواة ولاكته ألسنتهم فكانت كلها موضع خبطهم وخلطهم وملعب أهوائهم ومسرح تحزباتهم المذهبية والسياسية حتى وقع فيها من الزيادة والنقص ما وقع.
وفي الواقع لا توجد أي نصوص أصلية يمكن نسبتها إلى ابن اسحاق ولكن هناك إشارات كثيرة إليها واقتباسات منها في تاريخ الطبري الذي عاش بعد مئتي سنة من ابن اسحاق.
إن هذا التأخير في كتابة سيرة الرسول يفتح المجال لكثير من اللغط والتشويش خصوصا أن كتاب ابن اسحاق الأصلي مفقود وان وجدت منه شذرات نسبها إليه ابن هشام (المتوفي 833 م) في سيرته التي قال انه اعتمد في كتابتها على سيرة ابن اسحاق. وفي غياب الأدلة الأركيولوجية فإن ما ترويه الكتب الموضوعة في وقت متأخر عن وقت الدعوة المفترض يدخل في باب الموروث الشعبي والإشاعات والأساطير أكثر مما يدخل في باب الحقائق التاريخية.
5.
وحتى لو وصلتنا نصوص كاملة من رواية ابن اسحاق للسيرة فإنها لم تكن رواية موثوقة. فقد اتهمه مالك بن أنس بالتشيع وانتحال الكثير من القصص. والمعروف أن ابن اسحاق كتب سيرته في بغداد نزولا عند إرادة الخليفة المنصور الذي حكم ما بين 754 م – 775 م ولذا فإنها تعكس دعوى العباسيين السياسية في المطالبة بالخلافة فهم تسموا بالعباسيين انتسابا إلى العباس عم النبي حسب ما هو مأثور والعباس يمثل مقاما رفيعا في السلالة الهاشمية.
6.
ترى باتريشيا كرونة التي درست الإسلام المبكر بعناية أن سيرة ابن اسحق وهي موضوعة في زمن يعتبر متأخرا جدا في عصر أحفاد الأحفاد مكتوبة من وجهة نظر أحادية وممتلئة بالقصور والتناقضات والتخبط وعدم الانتظام وكذلك بكثير من القصص الغريبة وبما انه لا يمكن إعادة تركيب السيرة وترتيبها بشكل موضوعي فلا يمكن إثبات أي شيء منها.
أما مرغليوث فيرى أن النبي بحسب رواية ابن اسحاق شخصية غير محببة، مقاتل حربي لا يتورع عن قتل خصومه السياسيين. وهو في المدينة كان يحكم مثل طاغية. لكن فلهاوزن يرى أن سيرة ابن اسحاق هي أصح الكتب عن محمد وما بعدها، من مثل كتاب المغازي للواقدي والطبقات لابن سعد وحتى سيرة ابن هشام لا يعتد بها فهي مجرد خيالات واختلاقات. ويرى آخرون أن السيرة اختلقت لبناء ماضي مثالي ولتبرير القرآن وتفسيره.
7.
وفي السيرة الحلبية نقد لمنهج ابن اسحاق واتهام له بانه كان يخترع أحاديث وينسبها لمحمد. كما اتهمه مالك بأنه كذاب ومدلس وانه واحد من أكبر المزورين وأقلهم شرفا. ويضيف انه كان يتبع غزوات النبي من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وغيرها. ويقول مالك: "لقد طردناه من المدينة".
ويقول ابن هشام هناك رواة ثقاة مثل مالك بن أنس وهشام بن عروة بن الزبير شطبوا ابن اسحاق من قائمة الرواة الثقاة للحديث واتهموه بالكذب والتدليس والتزوير والاعتماد على الروايات المشبوهة وكان يخترع الشعر ليقحمه في كتابه.
ويبدو أن ابن اسحاق كان صاحب خيال واسع فلم يكن معنيا بصدق الأخبار التي تصل إليه بل خرج من كل ذلك ببناء درامي روائي متكامل الأركان. كما كان يخترع الأشعار وينسبها لشعراء عاشوا قبل الفي سنة من وقته كما كان يخترع سلسلة انساب لا وجود لها وكل ذلك لتبرير نص القرآن الغامض أو الغريب أو غير المفهوم أو المتناقض.
8.
عندما ترجم المستشرق مونتغمري وات سيرة ابن اسحاق في منتصف القرن التاسع عشر وضع لها عنوان: "نبي ورجل دولة".
وكان نتيجة استقرائه للسيرة أن طرح أول تساؤل جوهري حول تاريخية محمد ومصداقية سيرة ابن اسحاق رافضا الرواية الشفهية كمصدر لتاريخ مؤكد. وقد لاحظ وات أن السيرة تضمنت سردا أسطوريا وبناء أدبيا قصصيا.
بعد ابن اسحق وضعت كثير من الكتب أهمها سيرة ابن هشام الذي اعتمد فيها على سيرة ابن اسحاق. واهم ما فعله ابن هشام المتوفي سنة 830 م هو حذف بعض المداخل والروايات التي تصف معجزات محمد وحضور الملائكة الدائم معه. وقد جرى تهذيب السيرة لإسباغ طابع عقلاني عليها وجعلها تبدو تاريخا حقيقيا.
لقد عانت معظم المؤلفات والمدونات الإسلامية من اعتمادها على الروايات الشفهية المتعددة فهي دونت بعد أكثر من قرنين على وقوعها المفترض. وهذا خلق اضطرابا في تسلسل الأحداث وتناقض كثير من الروايات وخصوصا بعد الصراع الأموي مع الهاشميين.



للموضوع بقية ...



:: توقيعي ::: <a href=https://www.il7ad.org/vb/image.php?type=sigpic&userid=7185&dateline=1647430620 target=_blank>https://www.il7ad.org/vb/image.php?t...ine=1647430620</a>

مدونتي الشخصية في Blogger:
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
صفحتي في: Sites Google
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع