شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-10-2021, 09:28 AM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي هل الاسلام سبب تخلف الشعوب الناطقة بالعربية

تحياتي..

في هذا الموضوع سأحاول أن اوضح بعض الأمور فيما يتعلق بالتخلف والتراجع ،ولن أغوص في التفاصيل، سأكتفي بالخطوط العامة لضيق الوقت ،..

كما هو عنوان الموضوع هل الاسلام سبب تخلف الشعوب؟ اجابتي ببساطة ؛ ان عزوا التخلف للاسلام فقط هو تضليل ،وقفز عن الاسباب الواقعية والظواهر الاجتماعية ،إنّ الدين (أي دين) لايمكن ان يكون سببا للتخلف في حد ذاته ،لو نظرنا الى تاريخ الأديان ،سنجد ان الدين كان يتغير ويتبدل وتنقلب مفاهيمه رأساً على عقب لا لشيء ؛ الا لتبدل المزاج السياسي الذي يكون نابعاً من تغيرات اقتصادية واجتماعية ، حتى الاسلام لم يكن اسلاما واحدا ، فلا يصح أن نقول ان اسلام محمد هو نفسه اسلام عصرنا الحالي ،او حتى اسلام الدولة الأموية أو العباسية أو البويهية أو السلجوقية الخ..

أولاً الواضح بالنسبة لي أن الإسلام يعكس بيئة جزيرة العرب ،من ناحية تشريعاته ومفاهيمه ،أي الاسلام يعكس البيئة الصحراوية الجافة والقاسية ،فلغة التهديد والترهيب والعقوبات الجسديةوالاله الغاضب في القرآن الناقم على الناس وفي احيان كثيرة على المؤمنين ،هذه اللغة التي نطالعها في القرآن مثلا تنبهنا للبيئة التي نشأ في ظلها الاسلام ،وبقدر ما انقلب الاسلام على بيئته ؛بقدر ما تأثر بها ،وإني ببساطة لا استطيع أن احكم على الكيفية التي كان سيظهر عليها الاسلام لو ان الظروف الاجتماعية او على الأقل لو ان الصراع السياسي بين محمد وقريش اتخذ منحاً آخر ،لا استطيع أن أتصور ما سيكون عليه القرآن ،وهذا ما يغيب عن بال المسلمين هنا ،فنزول القرآن لم يكن فوريا ولم ينزل مرة واحدة ،مضمون القرآن يعكس الظروف المعيشية لمجتمع محمد آنذاك وحياته المعيشية وصراعه مع قومه الخ..
من المعقول جداً القول ان محمد لم يكن يخاطب مجتمعا غير مجتمع الجزيرة مثلا (وكذلك أوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر امة القرى) التشتيت الذي يحتوي عليه القرآن بل والتناقضات بين آياته تعكس تبدلا لمزاج مؤلفه وتأثره ببيئته ورده عليها الخ..

لهذا من السهل ان يتم تطويع هذا الدين لمقاصد سياسية ،وهذا ما حدث بعد سيطرة معاوية على الحكم ،ان سلوك الخلفاء الأمويين (مجالس السهر ومحاربة بعض من أهم رفاق محمد) ضرب الكعبة بالمنجنيق الخ...يعكس تبدلا وتظيفا جديدا للإسلام ،كذلك اسلام الدولة العباسية ،حيث سنجد المأمون ينفتح على علوم وفلسفات الحضارات القديمة ،بل ويتبنى مذهبا عقائديا جديدا (الاعتزال) كل هذا يعكس تغير في مفهوم الاسلام وتظيفه بصورة جديدة ،في كثير من فترات التاريخ الاسلامي ،نجد تجاوزاً لاسلام الصدر الأول ،في فترة حكم العباسيين الأولى و البوهيين مثلا ؛ سنجد شيوعاً لثقافة منفتحة على الأديان والفلسفات الاخرى بل حتى في الحياة العملية ،من ناحية انتشار الخمرة والترخيص لها أو المناظرات التي تتم بين أصحاب العقائد ،بين المسيحيين والمسلمين أو اليهود والمسلمين الخ..كل هذا يعكس مناخا مختلفا عن اسلام الصدر الأول ،الأمر ذاته سنجده في اسلام الاندلس مع الموحدين ..

ما اريد أن اصل اليه من كل هذا ،أن الاسلام لم يكن فاعلا في التاريخ الاسلامي بقدر ما كان مفعولا ومطوّعا للسلطات السياسية ورغباتها ،وان رجل الدين لم يتعدى دوره ،دور الفقيه الايديولوجي الذي يعكس رغبات السلطة وطموحها..

في العصر الحالي سنجد الأمر ذاته ،لقد كان الدين على هامش المجتمع في الاربعينيات وحتى السبعينيات في مصر مثلا،في بداية القرن العشرين وحتى السبعينيات ،لم يكن الاسلام الطقوسي مهيمنا على ثقافة المجتمع ،لقد كان المسلمين يشربون الخمرة او يتعاملون مع الربا الخ..ومحمد عبده حاول ان يجد تشريعا وترخيصا للربا ،لو دققنا في التاريخ ،سنجد ان التغيرات السياسية والاقتصادية لها اليد الطولى في كل هذا ..

ظهور الاسلام السياسي وهيمنته على المجتمع تزامن مع سياسات اقتصادية جديدة ،تبنت مصر المنهج النيوليبرالي ،انعكس هذا على وضع الفلاحين في القرى الذين عجزو عن منافسة السوق الخارجية،فتدهور وضعهم المعيشي وتركوا الأرياف ليهجروها ويرحلوا الى المدينة ويبنوا أعشاشا وبيوتاً مهلهلة في ضواحي القاهرة والاسكندرية والمدن الأخرى والهجرة الى الخليج وما أخذوه من ثقافة وهابية من هذه الدول ،ظهور العشوائيات ترافق مع هذه السياسات الجديدة ،هناك مقولة شهيرة لماركس (ليس وعي الانسان من يحدد وجوده ،بل وجوده يحدد وعيه) اي ظروفه الاجتماعية تحدد وعيه وفكره..

الانسان عندما يشعر بالاغتراب عن النظام السياسي ومدى حضوره في صنع السياسات الاجتماعية والاقتصادية لبلده،سينصرف الى الغيبيات والخرافات ،سيجد ملاذه بالنص الديني الميتافيزيقي الذي يوعده بالنجاة والحياة الأخرى الهنية ما بعد الممات..

حالة المواطن العربي الذي ينظر الى الممتلكات العامة في بلده كشيء خارجي ،ممتلكات للسلطة ،كل هذا يعكس غربته عن بلده ونظامه السياسي الخ..

المواطن الذي يلاحق لقمة عيشه لن يفكر بالتنوير او التثقيف ،فهو مغترب عن ذاته والسياسة في بلده ،هو يظن ان ان هناك قوى خارقة خارجة عن ارادته تقرر مصيره وحظوظه في الحياة الخ..(سواء كانت هذه القوى دينية او دنيوية)

ان مشكلة الخطاب التنويري في معظمه انه يعكس وهماً ،أن الانسان يتغير في فكره عن قناعة ،قليل جدا من يغيرون افكارهم عن قناعة ،الانسان عندما يشعر انه مشارك في تقرير مصيره السياسي والاقتصادي سينصرف عن الخرافات والاساطير الدينية ،السلطات السياسية في الدول العربية توظف الدين ايديولوجيا لأنها تخاطب المجتمع بوعيه الطفولي ،باغترابه الميتافيزيقي عن واقع حياته ومعيشته ..

طبعاً لايعني ان الدين لايؤثر في المجتمع ،الدين يملك تأثيراً من ناحية استخدامه كوسيلة لإطالة عمر الاستبداد وكجهاز تبريري تستخدمه السلطات ضد معارضيها ،لهذا نقد الدين وتحرير الناس من الخرافة ،وإرجاعهم من اغترابهم الميتافيزيقي الى الحياة الواقعية يساهم في بلورة وعي متفتح قادر على صناعة مساره السياسي الذي سيقارع فيه السلطة السياسية وسلطة رجال الأعمال ومشكلة التبعية الاقتصادية التي جعلت من الأنظمة العربية ورجال اعمالها سماسرة ينفذون رغبات وسياسات المؤسسات الاقتصادية الدولية ورغبات الدول الغربية ..

كما أن من المهم الالتفات لدور النظام الغربي السياسي التخريبي في هذه البلاد،فالغرب احتضن التنظيمات الاسلامية المتطرفة وساهم في صعود الاسلام السياسي وساهمت انظمة الخليج الديكتاتورية في نشر الاسلام السياسي،لهذا الغرب ليس حمامة سلام كما درّج الخاطب التنويري على تصويره! الغرب لايعرف الا المصلحة الاقتصادية ،لهذا يجهد في تطويع البلاد الأخرى لتنفيذ سياساته ورغابته ،والدول العربية قائمة على الريع والقروض والمساعدات او الاستثمارات المالية الغير مستقرة ،والمتنفذون ورجال الأعمال في هذه البلاد يقتطعون نسبة كبيرة من الايراد الناتج عن مصادر التمويل هذه ويعيدون توظيفها في البنوك الغربية التي تدر أرباحا هائلة على هذه البنوك ،بل ان المستبد العربي عند سقوطه ،تصادر أمواله ولايرجع منها الا النذر اليسير(اذا تم إرجاع شيء وهذا نادر مايحدث) فهل هناك خدمة أعظم تقدمه الحكومات العربية ورجال أعمالها للمصارف والدول الغربية من هذا!

لهذا من المهم أن يقترن نقد الدين بنقد للاستبداد السياسي والاستغلال الاقتصادي ،او على الأقل فهم ظاهرة التخلف في واقعها ،ومن المهم ايضا تسليط الضوء على الثقافة القبلية في المجتمعات العربية التي لاتفرق بين مسيحي او مسلم ،هذه الثقافة التي تضطهد
المرأة والأطفال ،والقائمة على ابوية مقيتة حيث ينعكس هذا في المجال التعليمي والتربوي ومايستتبعه من دمار معنوي للأجيال ،دون هذا اتصور ان التنوير ناقص بل ومضلل في بعض الأحيان..



  رد مع اقتباس
2 أعضاء قالوا شكراً لـ Hamdan على المشاركة المفيدة:
القط الملحد (03-10-2021)
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع