شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-27-2020, 05:28 PM النظام غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
النظام
موقوف
 

النظام is on a distinguished road
افتراضي الشك

في مداخلة مع الزميل (مسلم موحد) تطرقت إلى مفهوم الشك في النصوص الإسلامية وحاولت إزالة الإشكال لديه ورفع التناقض المتوهم بين النصوص الإسلامية بخصوص مسألة الشك واليقين. وأرجو أن أكون قد وفقت لذلك. ورأيت أن أكتب بشىء من التفصيل حول هذه المسألة في شريط مستقل.

يمكن تعريف الشك، الذي هو نقيض اليقين، بأنه التردد بين المتناقضين بحيث لا يمكن ترجيح أحدهما على الأخر.
والشك يأتي أحيانا بمعنى الوسواس وهذا إن كرهه الإنسان واستعظمه ودافعه فهو دليل على شدة الإيمان.

وهذا الشك هو المقصود في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : ( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ). وإن كان قد تأوله كثير من العلماء على أن المقصود الشك الذي هو نقيض اليقين، وأن المعنى المقصود أن النبي صلى الله عليه وسلم ينفي تهمة الشك عن إبراهيم عليه السلام لما قال: رب أرني كيف تحيي الموتى. بقوله : نحن أولى بالشك. أي لو كان ذلك من قبيل الشك لكنت أنا أولى بالشك ولأنني لا أشك فكذلك إبراهيم بطريق الأولى.

ومن قبيل الشك بمعنى الوسواس أيضا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث قصة صلح الحديبية: وَاللَّهِ مَا شَكَكْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ، إِلَّا يَوْمَئِذٍ.
فإذا صح الخبر، لأن هذه الزيادة ليست في صحيح البخاري، فالمعنى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه راودته وساوس حول وعد النبي صلى الله عليه وسلم بدخول المسجد الحرام والطواف بالكعبة. وأراد أن يدفع تلك الوساس بسؤال النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : فَخَبَّرْتُكَ أَنَّكَ تَأْتِيَهِ الْعَامَ؟، قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنَّكَ تَأْتِيَهِ، فَتَطُوفُ. وكذلك قال أبو بكر: فَأَخْبَرَكَ أَنَّا نَأْتِيهِ الْعَامَ؟، قُلْتُ (أي عمر): لَا، قَالَ (أي أبو بكر): فَإِنَّكَ آتِيَهِ، وَتَطُوفُ بِهِ. وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.

ودليل ذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله ‏عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: ( وقد ‏وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: " ذاك صريح الإيمان". قال النووي في شرحه لهذا الحديث: ‏‏(فقوله صلى الله عليه وسلم: " ذلك صريح الإيمان، ومحض الإيمان،" معناه: استعظامكم ‏الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلاً ‏عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالاً محققاً وانتفت عنه الريبة والشكوك.‏
وقال الخطابي: ( المراد بصريح الإيمان هو الذي يعظم في نفوسهم إن تكلموا به، ويمنعهم ‏من قبول ما يلقي الشيطان، فلولا ذلك لم يتعاظم في نفوسهم حتى أنكروه ، وليس المراد ‏أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، بل هي من قبل الشيطان وكيده).

ومن تابع الوسوسة، وتكلم بها، ونشرها، ورضي بها وركن إليها ووصل معها درجة الشك التي ‏تزعزع أركان اليقين فهذا ممن قيل فيهم: وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ.
فاطمئنان القلب الذي طلبه إبراهيم هو دفع تلك الوساس. ولا يوجد أحد إلا ويعرض له هذا النوع من الشك. وهذا لا ينافي قوة الإيمان ولا عظم اليقين. فحاشا لله أن يكون إبراهيم عليه السلام من هؤلاء وحاشا لله أن نكون مأمورين بهذا الشك.

ومن هذا القبيل أيضا الشك المقصود في قول الله تعالى: فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ. فقد أرشد من شك، أي راودته الوساس، في أن مضامين القرآن حق وهدى، كوجود بشارة بنبي يبعث وغير ذلك، فليسأل مؤمني أهل الكتاب كعبد الله بن سلام وغيره.

وهذا دليل على أنه لا يصح للمرء أن يتجاهل الوساوس التي لها وجه بل يجب أن يجاهدها، وجهاده إياها هو طلب إزالتها بالدلائل والبراهين التي يحصل بها تبدد الشكوك. وهذا ما أرشد إليه القرآن بالسؤال. وما فعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

لكن يجب التنبيه على أن الوساوس نوعان. النوع الأول هو وساوس لها وجه أو مبرر وهذه التي يجب أن يجاهدها المرء بالحجة و البرهان. والنوع الثاني هو وساوس لا معنى ولا وجه لها ولا تستند إلى أساس وإلى هذا الصنف تنتمي شكوك غلاة المشككين الذين يشككون في وجود العالم الخارجي على سبيل المثال، أو يشككون في سائر البديهات العقلية أو حتى يشككون في أسس العلوم التجريبية.

ومن هذا القبيل نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يسترسل المرء في تسلسل العلل، أو ما يعرف بالتسلسل بالمؤثِّرين ، أي : بأن يؤثِّر الشيء بالشيء إلى ما لا نهاية، بقوله في الحديث الذي رواه مسلم: لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله. وفي رواية: يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول من خلق كذا وكذا ؟ حتى يقول له من خلق ربَّك ؟ فإذا بلغ ذلك فليستعذ بالله ولينته.
وهذا لأن الله هو الأول الذي لا شيء قبله كما دلت على ذلك النصوص دلالة قطعية. وحتى من يجوِّز التسلسل بالمؤثِّرين فهذا لا سبيل إلى دفعه بالحجة العقلية، لأنه أمر نعلمه بالبديهة وهذا يشكك في أمر بديهي، ويعتبره ليس أمرا بديهيا. ولو سلمنا أن التسلسل المذكور جائز عقلا فكذلك كون هناك علة أولى لم تزل هو جائز عقلا أيضا، وفي هذه الحال يكون الاعتماد في الجزم بصحة القول الثاني على النص.

فالشك سواءا قصد به الوساوس أو نقيض اليقين لا يرضاه عاقل ولا يطلبه. فالعقلاء جميعا يطلبون دفع الشكوك. ولأجل هذا كانت البحوث العلمية. فغرض الباحثين هو تبديد أو تقليص الشكوك بخصوص العالم المحيط بنا، وأن نكون على بينة. وحتى من يرى استصحاب الشك من العقلاء، باستثناء المغالطين أو المسفسطين وهؤلاء لا أعدهم من جملة العقلاء، لا يعني بذلك أن الشك مرغوب لذاته أو التردد بين المتناقضين المحتملين نظريا بحيث لا يجيز ترجيح أحدهما على الأخر، وإلا لما كان هناك فرق بين العلم و الخرافة فكلاهما نظريا محتمل.فنحن بحكم طبائعنا نتمسك بما يغلب على ظنونا، فمن يترك الراجح إلى المرجوح لا يفعل ذلك إلا لهوى في نفسه أو خلل في عقله.



  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 06:16 PM متصفح غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
متصفح
عضو برونزي
الصورة الرمزية متصفح
 

متصفح will become famous soon enough
افتراضي

سيدي : حاولت ان اجمع بين المصطلحات والتعريفات

احاول ان استوضح منك

الشك هو نقيض اليقين ...ولكن هناك شك " اقل شوي" وهو الوسواس (من الشيطان)...الوسواس نوعان..مبرر (لو تعطينا امثلة) ..غير مبرر (وجود شياطين،بغال مجنحة، ملائكة ب٦٠٠ جناح، اله جالس على عرش)

وتختم ..بأنه الشك بكل انواعه مذموم..واذا شككت يجب عليك ان تتوقف عن التفكير وتقول امنت. الغي عقلك


هل وسواس ابراهيم المبرر كان هكذا (هل الله قادر ان يحيي الموتى أم غير قادر ؟) أو (الله قادر ..ولكن اريد ان ارى للتسلية..فانا متيقن انه يقدر ) ؟

لماذا لم يقل الله لإبراهيم..هذا وسواس مبرر ..كل ماعليك يابراهيم ان تستعذ من الشيطان ..وتؤمن ...(مع انه ليس للشيطان سبيل على عباد الله المخلصين فما بالك بخليل الله ) ؟ الله قام بتجربة تطبيقية امام إبراهيم لماذا اذا ؟




على الهامش : كيف تكون الخرافة "محتملة " نظريا ؟


شكرا لك



  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 06:53 PM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
والنوع الثاني هو وساوس لا معنى ولا وجه لها ولا تستند إلى أساس وإلى هذا الصنف تنتمي شكوك غلاة المشككين الذين يشككون في وجود العالم الخارجي على سبيل المثال، أو يشككون في سائر البديهات العقلية أو حتى يشككون في أسس العلوم التجريبية.
هذه ايضا تجاهد بالحجة و البرهان
لكن تحتاج الى درجة عالية من التجريد الفلسفي لتفنيدها



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 07:04 PM النظام غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
النظام
موقوف
 

النظام is on a distinguished road
افتراضي

يبدو أنك لم تقرأ الموضوع، على الأقل جيدا، لأنني بالفعل ضربت أمثلة على الوساوس والتي تسمى شكا أيضا بنوعيها: التي لها وجه والتي ليس لها وجه.
وتجاهل الشكوك غير المبررة ليس إلغاءا للعقل بل هو احترام للعقل.
وهذه الشكوك تسمى وساوس لأنها تخالف احتمال نعلم صحته أو يغلب على ظننا صحته على أقل تقدير.
إما إذا استوى لدينا الاحتمالان فهذا هو الشك الذي يقابل العلم أو اليقين.
ما أريد أن أقوله أنه ما من أحد إلا ويعرض له شكوك حتى في المسائل التي يعلمها أو يغلب على ظنه صحتها.
ولا يعني هذا أن تلك الشكوك هي بنفس المنزلة لديه مثل ما يعلم أو يغلب على ظنه.
أنت مثلا اعتبرت أن وجود الله شك لا مبرر له. وأنا وإن كان يغلب على ظنى أنك تدعي ذلك، لكن دعنا نسلم أنه لديك شك وأن هذا الشك حتى غير مبرر. فأنت بحسب زعمك إذا تعلم أنه لا وجود لله. ولا ينافي علمك هذا أن لديك شك في وجوده. فأنا هنا ليس غرضي أن أجادل إلى أي قسم من أقسام الشك ينتمى هذا الشك أو ذاك.
فكذلك إطلاق الشك في حق إبراهيم أو عمر أو الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها. فهؤلاء جميعا يعلمون أن البعث حق وأن وعد النبي صلى الله عليه وسلم حق ولا منافاة بين علمهم وبين كون هناك شكوك (وساوس) عرضت لهم.

فالشك في حق هؤلاء ليس نقيضا لليقين ولا للعلم بل يمكن أن أقول ظاهرة سيكولوجية من ظواهر النفس البشرية. وما يدل على ذلك قول الرجل الذي مر على قرية: أعلم أن الله على كل شىء قدير. فهذا العلم كان قبل أن يرى إحياء الموتى وكذلك إبراهيم كان يعلم قبل أن يرى إحياء الطير لأنه صرح قبلها أنه مؤمن أي موقن و القرآن ذكر ذلك تصديقا لهما.
لكن هل درجة اليقين قبل أن يشاهد مثل درجة اليقين بعد أن يشاهد بالتأكيد لا لأن الإيمان و اليقين يزيد كلما تراكمت الدلائل. مثلما أن اعتقاد العلماء في صحة نظرية يزادا كلما تراكمت الدلائل لديهم ولا يعني زيادة اليقين في صحتها بعد كل دليل أنه قبل آخر دليل لم يكن لديهم ثقة في صحة النظرية أو أن صحة النظرية وبطلانها كان بالنسبة إليهم سيان. لكن إذا اطلعوا اطلاعا مباشرا على ما ينظِّرون له فهذا يجعلهم أشد يقينا مما مضى مثلما كان من شأن الثقوب السوداء. في البداية كانت مجرد نتيجة من نتائج نظرية أينشتين ثم تراكمت لديهم أدلة على وجودها ثم قاموا برصدها مباشرة لما توافرت لديهم التقنية اللازمة.



  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 07:10 PM النظام غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
النظام
موقوف
 

النظام is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حَنفا مشاهدة المشاركة
هذه ايضا تجاهد بالحجة و البرهان
لكن تحتاج الى درجة عالية من التجريد الفلسفي لتفنيدها
هذه وجهة نظر لكن هناك شكوك رغم آلاف السنين من النقاشات لا جواب عليها حتى الآن بالرغم من إدعاء البعض أنه وجد الجواب عليها. لكن هذه الشكوك يتم تجاهلها من الناحية العملية.



  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 07:17 PM القط الملحد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
القط الملحد
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القط الملحد
 

القط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the roughالقط الملحد is a jewel in the rough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النظام مشاهدة المشاركة
هذه وجهة نظر لكن هناك شكوك رغم آلاف السنين من النقاشات لا جواب عليها حتى الآن بالرغم من إدعاء البعض أنه وجد الجواب عليها. لكن هذه الشكوك يتم تجاهلها من الناحية العملية.
ربما.. اظن لا يمكن تجاهل هذه الحقيقة : و هي وجوب تجاهل هذه الشكوك من الناحية العملية
و لكن مع ذلك ازعم ان الجواب على كل هذه الشكوك ممكن، و هذا راي كونته بعد سنوات من التفكير بالامر. لدي ثلاث مواضيع في قسم الفلسفة تعالج هذه القضية.
تحياتي لك.



:: توقيعي ::: ما أكتبه هنا يعبر عني فقط في لحظة كتابتي له،،

قناتي على تلغرام لكشف أوهام الإزعاج العلمي: https://t.me/NoI3jaz

اسألني ما تشاء من هنا: https://ask.fm/Aram903
  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 09:38 PM متصفح غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
متصفح
عضو برونزي
الصورة الرمزية متصفح
 

متصفح will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النظام مشاهدة المشاركة
يبدو أنك لم تقرأ الموضوع، على الأقل جيدا، لأنني بالفعل ضربت أمثلة على الوساوس والتي تسمى شكا أيضا بنوعيها: التي لها وجه والتي ليس لها وجه.
وتجاهل الشكوك غير المبررة ليس إلغاءا للعقل بل هو احترام للعقل.
وهذه الشكوك تسمى وساوس لأنها تخالف احتمال نعلم صحته أو يغلب على ظننا صحته على أقل تقدير.
إما إذا استوى لدينا الاحتمالان فهذا هو الشك الذي يقابل العلم أو اليقين.
ما أريد أن أقوله أنه ما من أحد إلا ويعرض له شكوك حتى في المسائل التي يعلمها أو يغلب على ظنه صحتها.
ولا يعني هذا أن تلك الشكوك هي بنفس المنزلة لديه مثل ما يعلم أو يغلب على ظنه.
أنت مثلا اعتبرت أن وجود الله شك لا مبرر له. وأنا وإن كان يغلب على ظنى أنك تدعي ذلك، لكن دعنا نسلم أنه لديك شك وأن هذا الشك حتى غير مبرر. فأنت بحسب زعمك إذا تعلم أنه لا وجود لله. ولا ينافي علمك هذا أن لديك شك في وجوده. فأنا هنا ليس غرضي أن أجادل إلى أي قسم من أقسام الشك ينتمى هذا الشك أو ذاك.
فكذلك إطلاق الشك في حق إبراهيم أو عمر أو الرجل الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها فقال أنى يحيي هذه الله بعد موتها. فهؤلاء جميعا يعلمون أن البعث حق وأن وعد النبي صلى الله عليه وسلم حق ولا منافاة بين علمهم وبين كون هناك شكوك (وساوس) عرضت لهم.

فالشك في حق هؤلاء ليس نقيضا لليقين ولا للعلم بل يمكن أن أقول ظاهرة سيكولوجية من ظواهر النفس البشرية. وما يدل على ذلك قول الرجل الذي مر على قرية: أعلم أن الله على كل شىء قدير. فهذا العلم كان قبل أن يرى إحياء الموتى وكذلك إبراهيم كان يعلم قبل أن يرى إحياء الطير لأنه صرح قبلها أنه مؤمن أي موقن و القرآن ذكر ذلك تصديقا لهما.
لكن هل درجة اليقين قبل أن يشاهد مثل درجة اليقين بعد أن يشاهد بالتأكيد لا لأن الإيمان و اليقين يزيد كلما تراكمت الدلائل. مثلما أن اعتقاد العلماء في صحة نظرية يزادا كلما تراكمت الدلائل لديهم ولا يعني زيادة اليقين في صحتها بعد كل دليل أنه قبل آخر دليل لم يكن لديهم ثقة في صحة النظرية أو أن صحة النظرية وبطلانها كان بالنسبة إليهم سيان. لكن إذا اطلعوا اطلاعا مباشرا على ما ينظِّرون له فهذا يجعلهم أشد يقينا مما مضى مثلما كان من شأن الثقوب السوداء. في البداية كانت مجرد نتيجة من نتائج نظرية أينشتين ثم تراكمت لديهم أدلة على وجودها ثم قاموا برصدها مباشرة لما توافرت لديهم التقنية اللازمة.
شكرا لك على سعة صدرك

أذا القاعدة هي ،،وبحسب هدي النبي،،،اذا ساورتك شكوك غير مبررة من وجهة نظرك فيجب عليك تجاهلها

فالمسلم يعتبر ان القرآن كلام الله ...واي شك بهذا غير مبرر ،،ويجب تجاهله
والملحد يعتبر ان وجود الله شك لا مبرر له،،ويجب تجاهله

وكذلك المسيحي البوذي ،،كلن يعتبر الشك بعقائدة غير مبرر..ويجب تجاهله

إذا كيف السبيل لكسر هذا الجمود!؟

ياسيدي، ،، الشك (بكافة انواعه فضيلة)،،،،،واليقين بضاعة رخيصة

العلماء يعرضون نظرياتهم للنقض من الأركان ،،لا يؤثر فيهم قداسة ولا عواطف ،،

أما اليقين ،،فتجده عند اجهل الناس،،يضع حزاما ناسفا ويفجر نفسه ليلقى الحور العين

إن هذا الجاهل لديه من اليقين ماليس لدى أبو الانبياء ،،الذي يكلم الله ويكلمه،،وحباه بالمعجزات،،ثم يقول (ارني كيف تحيي الموتى ) ! " خوش إيمان"


تحياتي لك



  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 10:05 PM النظام غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
النظام
موقوف
 

النظام is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
فالمسلم يعتبر ان القرآن كلام الله ...واي شك بهذا غير مبرر ،،ويجب تجاهله
والملحد يعتبر ان وجود الله شك لا مبرر له،،ويجب تجاهله
غير صحيح بدليل أن القرآن جوز أن تحصل شكوك في صحة مضمون القرآن وأرشد إلى كيفية مجاهدتها
نحن نستطيع أن نفرق بين الشكوك المبررة و الغير مبررة ومن يخلط بينهما يخلط عن عمد. ولذلك المتعصب هو من يتجاهل الشكوك المبررة. وهو في الحقيقة ليس لديه يقين بل يشك ويتعامى عن الشكوك.



  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 10:27 PM متصفح غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
متصفح
عضو برونزي
الصورة الرمزية متصفح
 

متصفح will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة النظام مشاهدة المشاركة
غير صحيح بدليل أن القرآن جوز أن تحصل شكوك في صحة مضمون القرآن وأرشد إلى كيفية مجاهدتها
نحن نستطيع أن نفرق بين الشكوك المبررة و الغير مبررة ومن يخلط بينهما يخلط عن عمد. ولذلك المتعصب هو من يتجاهل الشكوك المبررة. وهو في الحقيقة ليس لديه يقين بل يشك ويتعامى عن الشكوك.
ما المعيار ،،او السبيل لتمييز ماهو مبرر وما هو غير مبرر من وجهة نظر حيادية ؟

تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 07-27-2020, 10:48 PM القيصر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
القيصر
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القيصر
 

القيصر will become famous soon enough
افتراضي

لا توجد مسلمات غير قابلة للنقاش وكل شيء يخضع للشك، حتى قضية وجود العالم هي قيد البحث والاخذ والرد ، العلم يتجاهل بعض القضايا لانها ليست من اختصاصه لكن وجود العالم قضية فلسفية معروفة وقد يجد احدهم جوابا عليها .


وكذلك تسلسل العلل الى المالانهاية مبحث قابل للنقاش، وهذا يقودني الى نقطة لايعلمها الكثيرون وهي ان المسلمات في موضوع ما هي غير مسلمات في موضوع اخر، مثلا المسلمة : اقصر مسافة بين نقطتين هي الخط المستقيم الواصل بينهما، هذه مسلمة في الهندسة الاقليدية ولكنها ليست مسلمة في الهندسة الغير اقليدية.


المشكلة مع اليقين انه يمنعك من تغيير رأيك ، اذا كنت متأكدا من شيء ما بنسبة 100% فلا توجد قوة ستغير رأيك فمن الافضل الاحتفاظ بشيء من الشك وذلك من اجل امكانية تغيير الرأي في حالة توافر ادلة اخرى



:: توقيعي ::: لترَ العالم في حبة رمل والسماوات في زهرة برية
احمل اللانهاية في راحة يدك والأبدية في ساعة
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الشك


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع