تحياتي، لا تكاد تناقش مسلماً في مسألة الأحاديث إلا ويقول لك أن العرب القدماء كانت لهم ذاكرة خارقة مكنتهم من نقل هذا الكم الهائل من الأحاديث بأسانيدها ورواتها لأنهم بالأساس أصحاب ثقافة شفهية معتادة على النقل الشفهي.
كنت أبحث في شأن حديث الكاهنة زبراء الذي ذكر فيه النجم الطارق، ووجدت مشاركة في منتدى أتباع المرسلين سأنقلها لتكون رداً من مسلم على المسلمين:
______________________
و هى هل جميع الخطب المنسوبة للعصر الجاهلى المتناثرة فى الكتب بالفعل صحيحة أم لا ؟
الواقع أن بعض الباحثين يشكون فى صحة نصوص تلك الخطب
ننقل من كتاب:
المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام
http://www.islamport.com/b/4/tareekh...%E3%20081.html
اقتباس:
كلام "ابنة الخس"، أو كلام "عبد المطلب"، وغره من سادات قريش مع تبابعة اليمن وحكامها الحبش، وهو كلام مضبوط بالحروف والكلمات، ترويه كتب أهل الأخبار على أنه كلام صحيح صادق، لم ينله تغيير ولا اعتراه تبديل، وكأنه قد سجل على شريط "تسجيل"، أو على اسطوانة، لم تلعب بها يد إنسا ن.
جاء في "لسان العرب": "قيل لسيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الأمي لأن أمة العرب لم تكن تكتب ولا تقرأ المكتوب،وبعثه الله رسولاَ وهو لا يكتب ولا يقرأ من كتاب، وكانت هذه ا الخلة احدى آياته المعجزة، لأنه، صلى الله عليه وسلم، تلا عليهم كتاب الله منظوماً، تارة بعد أخرى، بالنظم الذي أنزل عليه فلم يغيره ولم يبدل ألفاظه، وكان الخطيب من العرب، إذا ارتجل خطبة ثم أعادها زاد فيها ونقص"، فإذا كان هذا شان الخطيب،
وهو مرتجل الخطبة، وصاحبها لا يستطيع إعادة نصها، فكيف يكون حال السامع الذي يسمعها سماعاً ولا يكتبها على صحيفة، فهل يحوز اذن لنا التصديق بصحة نصوص هذه الخطب الجاهلية وما يروونه عن الجاهليين من أدب منثور !
السجع
وقد جعل "الجاحظي" كلام العرب أنماطاً، جعله "في الأشعار، والأسجاع، و ا لمزدوج، و المنثور".
(1/5347)
|
و من نفس الكتاب أيضا
اقتباس:
|
وأما النثر المنسوب إلى العرب الذين عاشوا قبيل الإسلام، أو أدركوا الإسلام، فالصحيح في " أقل من المصنوع، خاصة نصوص الخطب والحكم والمواعظ، والقصص والأيام، والوفادات والخطب الطويلة، لأن من المستحيل على الذاكرة، حفظ الكلام المنثور بالحروف والكلمات حفظ اشرطة التسجبل له أو للغناء أو الموسيقى، مهما وهب الله تلك الذاكزة من قوة في قدرة الأخذ والحفظ. ثم هي إذا حفظته اليوم، فلا بد وأن تتعثر به غداً، ثم يزداد تعثرها به بعد ذلك. هذا رسول الله يذكر "قس بن ساعدة الإيادي"، فيقول: "رحم الله قساً كأني أنظر إليه على جمل أورق، تكلم بكلام له حلاوة لا أحفظه"، وإذا راجعت نص خطبة "قس" في الموارد، تجد الرواة على اختلاف شديد فيما بينهم في ضبط نصها، وهذا حديث رسول الله التام، لي المروي بالنص، وبالطرق الصحيحة تراه يرد أحياناً بعبارات مختلفة مع اتحاد المعنى، مما يدل على أن رواته قدأجهدوا أنفسهم جهد طاقتهم في حفظه، لكنهم عجزوا عن حفظه حقظ الكتاب للمكتوب.
|
وايضا
اقتباس:
ثم كيف نصدق بخطب زعم انها قيلت في الجاهلية، مثل خطبة "النعمان بن المنذر" أمام كسرى، أو خطب الوفد الذي أرسله هذا الملك إلى "كسرى" ليكلمه في أمر العرب، وهي خطب طويلة منمقة، على حين يذكر العلماء إن الأحاديث لم تنقل كما سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم،وانما رويت بالمعنى". وسبب ذلك، انهم وجدوا إن من غير الممكن اثبات النص بالرواية من غير تبديل ولا تغيير قد يقع عليه، وخشية وقوع هذا الخطاً في كلام الرسول، وهو أعز كلام، وعليه ترتيب الأحكام في الحلال والحرام، جوّ زوا الرواية بالمعنى. ولهذا تركوا الاستشهاد بالحديث "على إثبات القواء- الكلية في لسان العرب"، ولو وثق العلماء من أن لفظ الحديث، هو لفظ الرسول حقاً "لجرى مجرى القرآن الكويم في إثبات القواعد الكلية. واتما كان ذلك لأمرين: أحدهما إن الرواة جوّزوا النقل بالمعنى، فتجد قصة واحدة قد جرت في زمانه صلى الله عليه وسلم لم يقل بتلك الألفاظ جميعها، نحو ما روى من قوله: زوجتكها بما معك من القرآن، ملكتكها بما معك من القرآن، خذها بما معك من القرآن، وغير ذلك من الألفاظ الواردة، فتعلم يقيناً انه صلى الله عنيه وسلم، لم يتلفظ بحميع هذه الألفاظ، بل لا يحزم بأنه قال بعضها، إذ محتمل انه قال لفظاً مرادفاً لهذه الألفاظ، فأتت الرواة بالمرادف، ولم تأت بلفظه إذ المعنى هو المطلوب،ولا سيما تقادم السماع وعدم ضبطها بالكتابة والاتكال على الحفظ. والضابط منهم من ضبط المعنى. وأما من ضبط اللفظ فبعيد جداً، لا سيما في الأحاديث الطوال. وقد قال سفيان الثوري: إن قلت لكم اني
(1/5344)
--------------------------------------------------------------------------------
أحدثكم كما سمعت، فلا تصدقوني، انما هو المعنى. ومن نظر في الحديث أدنى نظر علم العلم اليقين انهم يروون بالمعنى وفي سنن الترمذي، عن مكحول عن وائلة بن الأسقع قال: إذا حدثناكم على المعنى فحسبكم، ورواية الذهبي في سر أعلام النبلاء: إذا حدثتكم بالحديث على معناه فحسبكم.
|