موقفي من كتابات بعض المتدينين!

[المسعودي]

1.
في مشاركة سابقة (أول "كود" صوتي للتحكم في فتح الأبواب عن بعد يعود إلى القرن العاشر!) علقت على نوع من العناوين الزائفة التي يستخدمها المتدينون سواء في الفيديوهات او مشاركاتهم على الانترنت والتي تستخدم "الإثارة الصحفية" الرخيصة وقد تحدثت عنها باعتبارها بضاعة فاسدة، وهذه أمثلة منها في شبكة الملحدين:
- إنهيار الألحاد (أسئلة يعجز الألحاد عن الرد عليها)
- الله واكبر الله واكبر اعجاز عقلي يدل على وجود وحكمة الله
- معجزة إسلامية تشاهدها بعينيك
- جامعة "هارفارد" الأمريكية تعلق آية قرآنية بمدخلها الرئيسي
2.
ولا أريد هنا تكرار ما قلته في المشاركة المشار إليها. لكنني اكتشفت من غير بحث متعمد بأنَّ هذا الأسلوب ظاهرة في "كتابات" الأعضاء المتدينين في الشبكة. وهذا أمر مزعج للغاية. فهو في بعض الأحيان يتضمن كذباً صريحاً (كما هو الحال مثلاً في الخبر عن جامعة هارفرد التي تصدى لها الأخ سامي الذيب في " كذبة جامعة هارفارد والمطبلون الغربيون للإسلام")، وفي أحيان أخرى لا يتعدى الخفة الطفولية التي يكون فيها الكاتب ميَّالاً للنطِّ كالقطط الصغيرة التي تلعب لعبة الصراع من الآخرين.
إنه نوع من العجز عن الكتابة والتفكير والبحث عن الحقائق. إنهم كبائعي السمك في الأسواق الذين يمدحون بأعلى أصواتهم بضاعتهم المتعفنة من غير حتى أن يكونوا قادرين على شمِّ رائحتها.
3.
ولأنهم أحرار في بيع بضاعة فاسدة وأن يجعلوا من أنفسهم أضحوكة، فقد اتخذت موقفاً ألا أقرأ أية مشاركة تحمل عنواناً من هذا النوع.
أنتظر منهم أن يبذلوا جهداً في إعداد مشاركاتهم (طالما كانوا عاجزين عن الكتابة) يحترمون من خلاله القراء، مثلما يحترمون أنفسهم.
أنا على استعداد أن أسمع آراء الآخرين، مهما كانت مخالفة لرأيي، حتى أستطيع أن أجادله أو أفكر فيما يقوله، لا أن يقدم لي سخافات حتى يقضي من خلالها وقت فراغه!
ألا آن الأوان أن تتكلموا بأصواتكم حتى نعرف أنكم تتكلمون!