![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو ذهبي
![]() |
لدي صديق صلعمي، متأكد تمام التأكد من أن العالم كله سيدخل النار، بمن فيهم الشيعة،،
إلا السنة! وحدهم في الجنة، مع الحور العين والخمر والغلمان.. * ذات مرة جلست معه في حديقة، فقال لي: ـ أنت صديقي منذ 14 سنة، وأنا طيلة هذه المدة أحاول أن أجرك إلى طريق الصلاة، ولكن بلا فائدة! فأجبته: ـ ولن تستطيع أبدا! صاح بفزع: ـ ولماذا؟ من المفروض أن تكون نادما وعازما على الصلاة! وكان صديقي يحب النقاش ويعشق الجدل حتى النخاع! فقلت له: ـ أعطني الآية التي تشرح كيفية الصلاة وأوقاتها وطريقة الوضوء وتفاصيله؟ فأخذ يتمتم ويتحجج بالسنة، فقلت له: ـ أعطني حديثا من السنة! فأخذ يتمتم مرة أخرى ويحاول تغيير الموضوع، حتى ضحك ضحكة الفوز وقال منتصرا: ـ هل نحن خلقنا هكذا بدون هدف ولا غاية؟ قلت: ـ نحن نعرف أننا ولدنا من أرحام أمهاتنا بالطريقة المعروفة ولم يخلقنا أحد، ونحن لا نعرف هل وجودنا لديه غاية أم لا.. قال ساخرا: ـ أنت غايتك هي شرب الخمر.. قلت: ـ الخمر حلال في دينك، وهو موجود في جنة ربك! قال: ـ إن الخمر التي في الجنة ليست هي الخمر المحرمة الموجودة في الدنيا! قلت: ـ وكيف عرفت أنها ليست هي؟ هل قال القرآن إنها ليست هي؟ ولحم الطير والفاكهة وأنهار العسل واللبن، هل هي أيضا ليست هي؟ قال: ـ الله وحده يعرف.. قلت: ـ أم أن ما يريده شيوخك فهو ذاك، وما لا يريده شيوخك يجعلونه ليس هو.. قال: ـ الجنة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.. قلت: ـ كبف عرفت هذا؟ من أين جئت بهذه المعلومة؟ فأخذت يتمتم ويحاول تغيير الموضوع، فقلت له: ـ إن لحم الخنزير مثلا يحرمه قرآنك تحريما قاطعا، لذلك لن تجده يتحدث عن لحم خنزير في الجنة ويقول إنه ليس كخنزير الدنيا، أما الخمر فليس محرما، والأكثر أنه مذكور في الجنة مع الفاكهة واللبن والعسل والحور.. * لكنه في تلك اللحظة توقف عن الكلام وقام، وقال: ـ لقد حان وقت صلاة العصر! وبقيت جالسا على كرسي الحديقة أنتظر وأنتظر وأنتظر.. وأشعر بالملل والكلل وكامل العلل.. وهو يتوضأ بحماس وجدية عظيمة، ثم يدلف إلى داخل كهف كريه هو باب المسجد، وبعد طول انتظار خرج من الباب الذي دخل منه عابسا متجهما، حتى وصل إلى حيث أجلس، وبادرني قائلا: ـ يجب أن تصلي.. ابتسمت له في رثاء، فقال: ـ هل كل هؤلاء الناس لا يعرفون وأنت تعرف؟ قلت: ـ هؤلاء الرعاع من أراذل الناس، وأشدهم فقرا وعوزا وبؤسا.. فقال لتغيير مجرى الحديث: ـ هل تعجبك أن يكون في الدنيا كل هذا الظلم وفي النهاية تنتهي بدون معاقبة الظالمين؟ تساءلت: ـ كيف؟ قال: ـ أنتم الملاحدة تريدون أن لا تكون هناك قيامة ولا حساب، فيكون مصير الظالم كمصير المظلوم، والمظلوم لا ينال حقه بعد الموت! قلت: ـ نحن لا نريد هذا، بل نراها حقيقة تفرض نفسها علينا، شئنا ذلك أم أبينا! قال وهو يحاول أن يبدو هادئا ولطيفا: ـ أليس لكل شيء صانع؟ هذا الكرسي الذي تجلس عليه مثلا هل جاء صدفة؟ أم صنعه نجار؟ قلت: ـ لكن النجار ليس إله الكرسي، وهو صنع الكرسي ولم يطلب منه أن يعبده! يجب أن تعلم أنه لا مقارنة مع وجود الفوارق! ومقارنتك خاطئة تماما! قال: ـ ولكن لا بد من وجود خالق لم يخلقه أحد، وهذا الخالق هو الله! الذي خلقني وخلقك وأعد لنا الجنة خالدين فيها! أليس هذا أمرا رائعا؟ تصلي وتعبد الله وتشعر براحة نفسية عظيمة، وتنتظرك الجنة يوم القيامة! كيف يرفض الملحدون هذه الأشياء الرائعة!؟ قلت: ـ نحن لا نرفضها، ولكن ليس لدينا دليل كاف على صحة وجودها.. فغضب وصاح: ـ من ربك؟ من إلهك؟ من الذي خلقك؟ * وهنا قام بسرعة بعد سماع النداء، وقال مستأذنا: ـ لا يمكن أن أستمر في هذا الحديث وأنسى الصلاة! لا بد لي أن أصلي الآن صلاة المغرب.. وفعل كما فعل في المرة الأولى، وانتظرت أنا كما انتظرت في المرة السابقة، فقد توجه إلى مكان الوضوء وجعل يتوضأ باهتمام عظيم كأنه يصنع صاروخا أو يجري عملية جراحية على قلب مريض! ثم أسرع يجري نحو الغار فدخل كما دخل العشرات من الفقراء والجاهلين والأميين وعامة الشعب وأراذل القوم، وبعد انتظار طال واستطال حتى ظننته لا ينتهي، خرج صديقي الصلعمي من المسجد وتوجه نحوي وهو يتمتم بدعاء لعله دعاء دخول الخلاء، فالحديقة بلا شك خلاء.. * قال: ـ كيف لا تصلي؟ إن الشجر والحجر يصلي لله! أرأيت ذلك الحمار الواقف هناك؟ إنه يسبح لله!! أتدري؟ إن ذلك الحمار أحسن منك، فهو يسبح ربه الذي خلقه! ويقوم بدوره الذي خلق من أجله! قلت: ـ كيف يصلي الحجر وكيف يصلي الشجر؟ وفي تلك اللحظة أخذ الحمار ينهق نهيقا مزعجا، فقال صديقي: ـ إنه ينهق هكذا لأنه رأى الشيطان! قلت بتعجب واستغراب: ـ رأى ماذا؟؟ قال: ـ جميع الحيوانات ترى الشيطان إلا الإنسان، والميت يصرخ صرخة تسمعها جميع الحيوانات إلا الإنسان!! قلت: ـ ولماذا الإنسان بالضبط لا يرى ولا يسمع هذه العجائب! قال: ـ هي مشيئة الله وحكمته.. لأننا إذا رأينا سيصبح الإيمان لا معنى له.. قلت ساخرا: ـ تقصد سيفقد السيناريو عنصر التشويق.. فقال يغير الموضوع: ـ ألا تخجل عندما ترى كل هؤلاء الناس يصلون وأنت لا تصلي؟ قلت: ـ لا، لا أخجل.. قال: ـ وماذا ستخسر إذا صليت؟ قلت: ـ وماذا ستخسر أنت إذا لم تصل؟؟ فقال غاضبا ومعاتبا: ـ أنت تكابر فقط، ليست لديك أية حجة، لكنك تحب الظهور والمجادلة، إن موجة الإلحاد انتهت، لقد كان الإلحاد موضة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أما الآن فلا، الكل اليوم أصبح يعرف الحقيقة، حتى الإسرائيليون والأمريكيون يتمنون أن يكونوا مسلمين، لكن الشيطان يمنعهم! قلت: ـ من قال لك هذا؟ قال: ـ ألا تعلم أن أوباما ّأسلم؟ وأمريكا تخفي الأمر؟ وهتلر كان مسلما، ومايكل جاكسون أسلم في آخر حياته!. * ثم توقف عن الحديث، وقال: ـ الآن وقت صلاة العشاء، سأتوضأ وأصلي، وأعود لإكمال الحديث.. فقلت: ـ هل يجب أن أن أنتظرك طويلا في كل مرة؟ قال: ـ بل يجب أن تصلي معي! وأنا سأجعلك تصلي معي! قلت: ـ أراك تسرع إلى مكان الصلاة بحماس منقطع النظير! فأجاب ضاحكا: ـ إنها الجنة يا صديقي! إنها الجنة! الجنة تنتظر! فقلت له: ـ أين هي؟ قال: ـ عند ربي.. وعدني بها ربي.. قلت: ـ متى وعدك بها؟ قال: ـ أرسل إلي خير الخلق وأفضل الناس أجمعين، حبيبي محمد، اصطفاه الله واختاره وأرسل معه الرسالة، حبيبي محمد أفضل من أمي ومن أبي ومن نفسي.. روحي فداء لحبيبي ونبيي محمد.. وكان قد وصل إلى مكان الوضوء، وكنت هذه المرة أرافقه ولا أنتظره على كرسي الحديقة، فقد كنت قد تعبت هذه المرة من طول الانتظار وعقيم النقاش، دخل إلى المسجد وهو يلح: ـ انتظرني.. لا تذهب الآن، سنتكلم وستقتنع.. قلت له مسايرا: ـ يكون خير.. وما إن اختفى بين جموع المصلين داخل الكهف العميق، حتى تحركت بخطوات سريعة نحو حينا، وفي كل مرة ألتفت إلى المسجد، وكلما ابتعدت عنه أصبح أصغر.. وبقيت أبتعد وأبتعد عنه حتى أصبح نقطة سوداء. ولكنني وجدت أمامي مسجدا آخر، إنه مسجد الحي.. لقد صدق من قال إن الإسلام صندوق مربع، متاهة الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود.. * 13/5/2017 |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
زائر
|
حوار رائع شكرا
![]() لكنك حقا شرير يا رجل أنت تزعزع عقيدة مسلم هكذا ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
من انصع الادلة على عدم وجود الله انه ينتصر بهؤلاء المساكين و البسطاء و من يفكر بقلبه و عواطفه...
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
عضو ذهبي
![]() |
اقتباس:
لقد قمت بتعديل الموضوع وأضفت إليه أشياء كثيرة.. لأنه كان ناقصا.. شكرا مرة أخرى.. |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
عضو نشيط
![]() |
حوار جميل واظن انك لن تقنعه ابدا كما لن يقنعك ابدا
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
عضو برونزي
![]() |
افلاطون الشيطان الرجيم يسكن بجواري وأنا لأ أدري!
سهرة معك، وسأنسى جنات ربك وما فيها من طباب... ياء... نون مضاعفة. |
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو بلاتيني
![]() ![]() |
لحم الخنزير مثلا يحرمه قرآنك تحريما قاطعا، لذلك لن تجده يتحدث عن لحم خنزير في الجنة ويقول إنه ليس كخنزير الدنيا، أما الخمر فليس محرما، والأكثر أنه مذكور في الجنة مع الفاكهة واللبن والعسل والحور..
* روعه |
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
موقوف
![]() |
هذا حوار بين ملحد ونفسه
وليس بين ملحد ومسلم حاول مرة ثانية ![]() ![]() ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() ابدعت وزيوس يا عزيزي أفلاطون .. لك حس جيد في الكتابة أخشي ان تنافس كتاب المنتدي . للأسف لا تكتب دائماً بهذا التركيز ( احي كتابتك الرائعة) |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [10] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
الآن اذهب وقل هذا لجماعة "حوار مع صديقي الملحد" و "جوجل: احمد ديدات والملحد" قصة ابو حنيفة وسؤال ما قبل ال1؟ لانهم فكريا أقل مستوى بكثير من حوار بسيط كهذا ومليؤون بالكذب والمغالطة |
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الصلعمي, حوار, صديقى |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| زوجتى الخيالية - بقلم صديقى احمد بن تحتمس | ديانا أحمد | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 05-19-2019 10:50 AM |
| غرام العظام - بقلم صديقى احمد بن تحتمس | ديانا أحمد | ساحة الشعر و الأدب المكتوب | 0 | 05-19-2019 10:48 AM |
| صديقى المسلم | Colombo | العقيدة الاسلامية ☪ | 21 | 02-18-2017 04:06 AM |
| صديقي الجميل و حظه العاثر... | soufyan2015 | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 8 | 01-03-2015 09:15 PM |
| الرد على موضوع صديقى عصبون حول الاخلاق | شهاب | العقيدة الاسلامية ☪ | 10 | 06-22-2014 10:41 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond