شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-07-2021, 03:36 PM الشيخ وسام اسبر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
الشيخ وسام اسبر
موقوف
 

الشيخ وسام اسبر is on a distinguished road
افتراضي انبهار المعري بإعجاز القرآن

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجنا بهم يا كريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
------------

كتب أحد الأخوة الملحدين ويدعى (مُنْشقّ) مقالا يظن أنه من خلاله قام بالرد على بلاغة القرآن، وذلك بسبب اسلام صديقه الملحد بسبب بلاغة القرآن كما هو ذكر، وقد علقت على مضمون مقاله في نفس الموضوع المنشور فلا أعيد.

ولكن لفتني أنه كعادة أغلب الكتاب الملحدين لا يضعون مصادر للكلام الذي ينسبوه للأشخاص، وعندما تبحث عن الكلام الذي ينسبوه للشخص لا تجده في كتبه بل تجده منقولا على لسان خصومه، والغريب أن الكاتب الملحد عادة عندما ينقل قولا منسوبا لرجل فإنه يتعامى كليا عما يناقضه من أقوال الرجل نفسه المشهورة المطبوعة فيقدم المنسوب المشكوك على المتقين الذي صرح به بنفسه! وهذا يدل أنه انتقائي يأخذ ما يدعم الفكرة التي يريدها لاستغفلاء قليلي الاطلاع، وليس همه نقل الحقائق ودراستها للوصول إلى نتيجة حيادية، وعلى هذا كل أو جل المقالات التي تقرأها لهم.

إذ دائما تتكرر ثلاثية: المصدر المفقود، الكلام المنسوب، النقيض المتعامى عنه.

هذا في حال كان المقال محترما و جديا و لك أن تتخيل الحال إذا كان المقال طفوليا هزليا، أو لا داع أن تتخيل تستطيع أن تقرأ منشوراتهم بنفسك.

وكذلك لفتني أنهم لا يقولون نحن أنجزنا كذا وكذا، بل دائما يتغنون بما فعله غيرهم خاصة الغربيون، ثم يعددون لك عشرة أسماء أو عشرين أو مئة اسم لعلماء طبيعيات وغيرها من أصل عشرات الآلاف من العلماء المؤمنين بالله. أو أنهم مثلا ينشرون قوائم باسماء الملحدين العرب العظماء وعندما تبحث عن الاسماء تجد أن اغلبها هي أسماء علماء مسلمين ولم يكونوا يوما من الملحدين، وإنما تم تكفيرهم ورميهم بالزندقة من قبل خصومهم لأسباب عدائية وطائفية وسياسية معروفة، يدل على ذلك كتاباتهم هم أنفسهم في كتبهم. ومن الواضح أن ما كتبه الرجل هو الذي يتبناه وليس ما اتهمه به خصومه.

ولذلك أعزائنا الكتاب الملحدين لكي تتوقفوا عن هذا الذي يفعله الكثير منكم أقول بأن الكاتب (الذي تصفوه بالعظيم وتتغنوا به) هذا الكاتب العظيم اذا كان في الواقع مسلما مؤمنا بالله موحدا له كما صرح بكتبه، ثم رماه خصومه بالكفر والالحاد فهذا الرمي لا يجعله ملحدا بالفعل حتى تستغلوا ذلك وتطيروا بذلك فرحا، لأن اسلام الشخص يحدده ما قاله هو لا رأي فلان وعلتان به.


المهم
نقل الأخ الملحد كلامين ضد بلاغة القرآن واعجازه، نسب أحدهما لأبي بكر الرازي والاخر لأبي العلاء المعري، بعد أن أطنب في مدحهما.

أما الأول فقال عنه:
اقتباس:
و لعلّه لا يستقيم إغفال ما نُسِبَ إلى العالم الكبير أبي بكرٍ الرازيّ في هذه النقطة، إذ يقول نقريسُنا (إنكم تدّعون أن المعجزة قائمة موجودة – و هي القرآن – و تقولون : " من أنكر ذلك فليأت بمثله " ... إن أردتم بمثله في الوجوه التي يتفاضل بها الكلام فعلينا أن نأتيكم بألف مثله من كلام البلغاء و الفصحاء و الشعراء و ما هو أطلقُ منه ألفاظا ، و أشدُّ اختصارا في المعاني ، و أبلغُ أداء و عبارة و أشكل سجعا ، فإن لم ترضوا بذلك فإنا نطالبكم بالمثل الذي تطالبونا بها).
مع أن هذا الذي يتناقلوه في المنتديات عن العالم المسلم أبي بكر الرازي لا أساس له ولذلك هم لا يضعون له مصدرا أصلا.
والرازي (الذي صار فجأة نقريسهم ولم يعد ذاك المسلم البدوي الذي تم تلقينه الايمان وهو آمن بسذاجة واخترع وجود اخرة ليهرب من مشاكله) هذا الفيلسوف المسلم (نقريس الملاحدة) له كتابان أحدهما بعنوان: «إن للعبد خالقا» والثاني بعنوان «أسرار التنزيل في التوحيد» وواضح من عنوانيهما ما هو مضمونهما المخالف لما يدعيه الملحد مما نسبه للرازي من كلام.


وأما عن المعري فقال الأخ الملحد:
اقتباس:
الحق أن رهينَ المَحْبِسَيْنِ أبا العلاء المعرّي قد حاكى هذا الكتاب محاكاة عظيمة في كتابه المغمور ( الفصول و الغايات )، و لقد اتفق الكثير من النقّاد على كون هذا الكتاب ردا على القائلين بإعجاز البلاغة في القرءان
مع أن الحق هو أن كتاب الفصول والغايات للمعري ليس مغمورا بل هو الان غير موجود ككثير من الكتب الاسلامية التي تلفت بسبب الحملات الصليبية والمغولية والسياسية الطائفية، ومنها كتب صرحت عناوينها ببلاغة القرآن واعجازه.

ولم يكن الكتاب المذكور للمعري في معارضة السور والايات بل في تمجيد الله والعظات كما قال المؤرخ الاديب عمر بن احمد المعروف بابن العديم في كتابه: "الانصاف والتحري في دفع الظلم والتجري عن ابي العلاء المعري" وغيره.

وكما صرح المعري نفسه بمضمون كتابه فقال: "لزمتُ مسكني منذ سنة أربعمئة، واجتهدتُ أن أتوفّر على تسبيح الله وتحميده، إلا أنْ أضطرّ إلى غير ذلك، فأمليتُ أشياءَ... وهي على ضُروبٍ مختلِفة، فمنها ما هو في الزهد والعظات، وتمجيد الله سبحانه، من المنظوم والمنثور؛ فمن ذلك الكتاب المعروف بـ"الفصول والغايات".


ثم عاد الأخ الملحد وقال:

اقتباس:
محاكاة سجْعِ القرءان:
لقد حاكى أبو العلاء أسلوب القرءان في كتابه (الفصول و الغايات) من أجل تبيين حقيقة سجع القرءان والتأكيد على بشريته، فدعونا نقف عند مقتطفات من هذا الكتاب:

المقتطف الأول:
]سبيل السفرِ، و الهاجة على نقيع الجفرِ، يشهد خلقها للواحد ملك الدهر، خالق السنة و الشهرِ، غبت غيبة بقدر، فما كدت أجد من شَفْرِ، بُدِّلَ مسكين بقبرِ[
لا داع لأن يذكر الملحد أي مصدر ولا داع لأن يشرح محل المعارضة مع القرآن التي بينت بشريته، ولا داع أن يبين محلات البلاغة ومكان التفوق على غيره (كما يفعل المسلمون عندما يبينون محلات البلاغة وقيمتها)، لا داع لكل هذا فنحن لسنا في مقال علمي بل مجرد رأي شخصي نحشوه بالمنسوبات والادعاءات هدفنا من خلاله التشويه، وهذا كاف واف! وبالتالي يكفي ليصبح الكلام في غاية المضمونية والبلاغة عند الملحد أن ينقل كلاما منسوبا ثم يكتفي بأن يقول:

اقتباس:
تلاحظون أن المقتطفات في غاية الروعة و الجمال، و في غاية المضمونية إن صح التعبير
والغريب أن الملحد ينقل كلاما في توحيد الله ومع ذلك ينسبه لشخص يزعم بأنه ملحد لا يعترف بالله! أو لعل هذا ليس غريبا فقد تعودنا أن كل التناقضات جائزة -عند الملحد- طالما أنها ستستخدم -في كل الأحوال- ضد الاسلام.

ولكن طالما أنه وصف كلام المعري الداعي الى وحدانية الله بأنه يفوق كلام القرآن الكريم، ولذلك سأنقل له ما قاله المعري نفسه في كتبه التي دافع فيها عن القرآن الكريم معلنا انبهاره به، حيث قال في رسالة الغفران ص٢٥٧:

«وأجمع ملحد ومهتدي، وناكب عن المحجة ومقتدي، أنّ هذا الكتاب الذي جاء به محمد كتاب بهر بالإعجاز، ولقي عدوه بالأرجاز، ما هذا على مثال، ولا أشبه غريب الأمثال، ما هو من القصيد الموزون، ولا في الرجز من سهل وحزون، ولا شاكل خطابة العرب، ولا سجع الكهنة ذوي الإرب، وجاء كالشمس اللائحة، نورا للمُسِرة والبائحة، لو فهمه الهضب الراكد لتصدع، أو الوعول المُعصِمة لراق الفادرة والصدَع "وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون". وإنّ الآية منه أو بعض الآية لتعترض في أفصح كلم يقدر عليه المخلوقون، فتكون فيه كالشهاب المتلألئ في جنح غسق، والزهرة البادية في جدوب ذات نسق، فتبارك الله أحسن الخالقين». انتهى منه.

فإذا كان المعري ملحدا، فشكرا لهذه الشهادة المهمة من رجل يعتبر من أهل الاختصاص وهو في البلاغة من مثله لا يقارن، وكيف لا يكون بليغا وقد تعلم من القرآن بعضا مما أبهره، وتأتي أهمية شهادته -غير كونه من أهل الاختصاص- أنه من عظماء الملحدين (كما يدعي اليوم نقاريسنا الأعزاء).

🌹



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
بلاغة القرآن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع