حاسبات هارفرد

[دوموزيد.]

في مطلع القرن العشرين كان إدوارد تشارلز بيكرينغ مدير مرصد كلية هارفرد وقتها . كان لدى بيكرينغ مشكلة تتطلب الحوسبة و التحليل حيث كان المرصد يجمع رزم كبيرة من صور التشكيلات النجمية كانت كثيرة جدا لدرجة أن إدارتها وتخطيطها كانت مهمة شاقة جدا ولم تكن الحواسيب الرقمية وقتها كما اليوم .
وفي يوم قال بيكرينغ في نوبة غضب لموظفيه انه بإمكانه توظيف خادمته بدلهم و بنصف التكلفة و بعد فترة قام بتوظيف إحدى خادماته حقا وهي ويليامينا فيلمينغ كانت مهمتها هي تنظيف منزل بيكرينغ لكن فيما بعد بدأت بادارة صوره الفلكية و سمي سديم باسمها ( فليمينغ 1 )

وبعد استلامه لمنحه كبيرة كان قادرا على توظيف نساء أخريات عرفت هذه المجموعة بحسابات هارفرد Harvard computers فقد جلسن مع البيانات الفلكية و اوجدن لها معنى.

جاءت هنريتا ليفيت ابنة قس من الكنيسة الابرشية الى المرصد متطوعة لكن بعدها بدأت تتقاضى 30 سنت في الساعة . أظهرت حبها لعلم الفلك منذ ان كانت في المدرسة وهو شغف أفاد إرادتها خلال السنوات التي قضتها في مهمة فهرسة الألواح الفوتوغرافية وعينها بيكرينغ لدراسة النجوم المتغيرة التي تتغير شدة لمعانها مع مرور الوقت.
كما عرفت ليفيت فإن النجوم المختلفة في السماء تتفاوت في لون ضوئها و شدته فبعضها تكون خافته او صغيرة وأخرى مشرقة وكبيرة . لم تكن هناك طريقة لمعرفة معنى شدة السطوع و حجم النجم و ذلك لأن ما يبدو نجما خافتا ربما يكون كبيرا و شديد السطوع لكنه بعيد او باهت قريب .

أصبحت ليفيت مفتونة بنوع واحد من النجوم يتغير بشكل منتظم من السطوع إلى الخفوت مع مرور الوقت . بعد ان رسمت الخرائط ل1777 نجم قامت بجدولة كل البيانات كالأماكن التي تحتلها في السماء والسرعة التي تتحول بها تلك النجوم من السطوع إلى الخفوت . وبفضل كل هذه البيانات قامت ليفيت بالكشف عن أتساق مهم : كانت هناك علاقة وثيقة بين سرعة دورة النجوم من السطوع إلى الخفوت وبين سطوعها الحقيقي .
ان معرفة كم كان النجم ساطعة في الحقيقة وكم يبدو ساطعا يعني أن المسافة بين الأرض والنجم يمكن تقديرها !
كان اكتشاف ليفيت عظيم حقا حيث كان البشر يراقبون السماء من دون معرفة الأجوبة مثل كم هو حجم الكون و هل كل ما هناك هو مجرتنا درب التبانة ؟

[دوموزيد.]

حاسبات هارفرد

http://ibelieveinsci.com/?p=22813