هل انحدرت البشرية من آدم و حواء؟ و هل للشيطان ذنبٌ حقّاً؟
كثيرةٌ هي القصص التي تُعتبر من المسلّمات، التي لطالما صدّقناها مع أنّها مجرد أساطير. تُروى أسطورة آدم و حواء في الأديان الإبراهيمية كالتالي: امرأةٌ خُلِقَت من ضلع رجل.
تعود جذور هذه القصة للسومريين: فقد خلق الإله إنكي أدابا/آدمو، أوّل إنسان. و بعد أن ارتكب أدابا خطيئةً؛ و بُعِثَ إلى الجنة ليُحاكم، حذّره إنكي من أكل أيِّ طعام يُقدَّم له، حفاظاً على حياته. صعد أدابا متّّبعاًً نصائح إنكي، و عندما قُدِّم له الطعام الذي كان سيمنحه الخلود و يُسكنه في الجنة، رفضه؛ فلعنه الإله آنو و أنزله إلى الأرض ليعيش هو و ذريته حياة فانية. {يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد}
يظهر أيضاً تشابه أسطورة آدم و حواء مع أسطورة سومريّة أخرى: حازت الإلهة نينورساج على دور البطولة في العديد من أساطير بلاد ما بين النهرين. عاش العاشقان إنكي ونينورساج في حديقة الجنّة. و ذات يوم، لعنت نينورساج إنكي بعد أكله لنباتاتها ما أدّى إلى مرضه مرضاً شديداً، و نَدَمِ نينورساج، ثمّ خلقها ثماني آلهة لشفائه. و قد شفت نينتي، إحدى هذه الآلهة، ضلع إنكي و سُمِّيت إلهة الضلع و مانحة الحياة. تُعتبر مثل هذه الأساطير المرجع الأساسيّ لنصوص الديانة اليهودية وبالتالي المسيحية و الإسلام من بعدها.
أمّا عن النظرة العلميّة، فيُستحال أن تكون البشرية قد انحدرت من شخصين فقط و ذلك بسبب التنوع الجيني الهائل بين البشر. ولو كنّا قد بدأنا من اثنين لكانت نسبة التشوه كبيرة لدرجة لا يُمكن أن تسمح لنا بالبقاء.
أمّا الأسطورة التي يرويها القرآن، فقد أراد الله منذ البداية أن يُرسل آدم إلى الأرض {إنّي جاعلٌ في الأرض خليفةً} فلماذا وضعه في الجنة في المقام الأول، مع علمه و قراره المسبق بإنزاله؟ ما هو الهدف من كل هذه المسرحيّة؟ و أكثر من ذلك، كيف عاد الشيطان إلى الجنة؟ ألم يطرده الله بعد أن رفض السجود لآدم؟ نعم، لكنّه أذِنَ له أن يدخل ليوسوس لهما: ليُبعِد الله اللوم عن نفسه، رغم أنّه هو خالق الشيطان و الوحيد المتحكّم به، و مصدر الشر الأول و الأخير.
|