عديقي اليهودي!

[شاهين]

ما أن نشرت " أديب في الجنة " وهي آخر رواية جنونية كتبتها حتى شرعت في التفكير في الرواية القادمة . أول ما خطر لي أن أتابع رحلتي مع الملك لقمان بعد أن أصبح متحدا مع الذات الإلهية . أي أن بطلي سيكون الله نفسه ! شعرت أن الدخول في هذا الجنون يحتاج إلى قدر فائق من التأمل يتطلب توفير شروط كثيرة لي ، منها أن أكون مطمئنا على شيخوختي من العوز والتشرد ، وهذا ما لم ولن يتوفركما يبدو لعدم وجود جدية لمن يعنيهم أمري، بعد أن أمضيت معظم سنوات عمري في العمل من أجل فلسطين والعمل حتى كمقاتل لما يقرب من ثلاثة أعوام. والأمراض تنهال علي من كل حدب وصوب . كان آخرها عوامات العيون والتخوف من وجود سرطان .( أرى الآن ما يشبه بعوضتين تحومان أمام عيني لتظهرا على شاشة الكومبيوتر) وسوق الرسم بائس جدا ولم أبع ولا لوحة هذا العام ، ووزارة الثقافة الفلسطينية أخذت 24 لوحة ، واكتفت بإعطائي 3000 دولار يوم تكريمي! ساعدت على بقائي على قيد الحياة لما يقرب من أربعة أشهر .. وكل الذين وعدوا بتحسين وضعي ، فشلوا في تحقيق أكثر مما حققوه ، وهو ما لا يكفي حتى لسد الرمق ، ولولا الفلوس التي جاءت معي من دمشق ومساعدة الأهل لانتهيت من زمان دون أن تسعفني مساعداتهم .
فكرت في روايات كثيرة أخرى عن القضية الفلسطينية وعن الحياة الزوجية ، وهذه الأخيرة خبرتها جيدا بعد أن تزوجت مرتين وعرفت كثيرات . وراودتني أفكار لروايات عن الواقع الإجتماعي الفلسطيني الذي عشته ،وكذلك عن واقع المثقفين ، وأفكار أخرى كثيرة ، ولم يستقر رأيي على أي من هذه الأفكار ، إلى أن جاء قرار ترامب حول القدس ، ليعيدني إلى القضية الفلسطينية ، رغم أنني كتبت كثيرا عنها أدبا وبحثا ورسما وصحافة. ثمة رواية فكرت فيها سابقا من ضمن الروايات التي كنت أفكر في كتابتها .. استولت فكرتها علي لبضعة أيام ،ويبدو أنني اتخذت القرار . روايتي القادمة هي " عديقي اليهودي " رواية تطرح مستقبل الصراع الفلسطيني / الإسرائيلي، حسب رؤيتي له . ومفردة ( عديقي ) مشتقة من كلمتين ( العدو الصديق ). وأعتقد أنني سأكتبها ولن أتخلى عنها كما تخليت عن بعض الروايات حتى بعد كتابة فصول فيها .