![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
المرحلة الأولى: كسر الصندوق
"عندما يعاني فرد واحد من الوهم فإن هذا يدعى جنوناً، أما حين تعاني منه جموع غفيرة من الناس فإن ذلك يسمى ديناً" قد يبدو من المفارقات أن العديد ممن تحولوا إلى اللادينية نشؤوا -كما نشأت أنا- في عائلة متدينة تضع الدين في أعلى سلم أولوياتها، بيد أني حين أفكر في الموضوع الآن أراه منطقياً: فلكي تحكم على حقيقة الشيء لا بد أن تعرفه أولاً، ومن سيعرف حقيقة دينه أكثر ممن نشأ في عائلة متدينة متفقهة بعلوم الدين؟ ورغم ذلك، يبقى الانعتاق الفكري قفزة جريئة غير مضمونة بالمرة لأن المفاهيم والأفكار التي تزرع في طور الطفولة تكتسب حصانة ضد النقد الخارجي، وإني أثق اليوم أننا لو عشنا في عالم لا تعرض فيه الأفكار الدينية على الناس حتى يبلغوا عشرينياتهم لعشنا في عالم مختلف تمام الاختلاف! في ذلك الجو المتزمت نشأت، وكنت أنا نفسي طينة صالحة لتشرب هذه الأفكار لأني كنت مغرماً بالكمال، فلما أُفهمت أن الدين هو الكمال حرصت أن أكون من المتدينين. وفي مرة أو مرتين، خضت تلك الرحلة العظيمة التي تسمى "رحلة البحث عن دين الله الحق"، ولكني سرعان ما آثرت السلامة وعدم الشي في جهنم فارتددت على أعقابي إلى الإسلام كما هو متوقع طبعاً (وكما هي قصة الكثير والكثير من المتدينين الذين خاضوا مثل هذه الرحلات خلال حياتهم). ما الذي تتوقعه من "رحلة بحث عن الحقيقة" بدأت وقد حدد خط نهايتها قبل أن تبدأ؟ ألم ألقن بعضاً من الثوابت البديهية التي لا تحتمل المناقشة أسرد منها: - أن الله الخالق موجود (لست ممن ينفون إمكانية وجود الخالق نفياً قاطعاً ولكني أشدد على أننا لا نملك برهاناً كافياً على هذه الدعوى حتى نعتبرها مسلمة). - أن هذا الخالق ما كان ليترك عباده بلا توجيه (أود لو أبحث هذه النقطة بتوسع أكبر ولكني الآن سأكتفي بالقول إننا نعلم علم اليقين أن الله ترك بلايين الناس بلا رسالة، سواء كان ذلك قبل عصر الرسالة أو حتى بعد ذلك ولكن "حجة" الإسلام لم تصلهم). - أن بقية الأديان مدججة بالخرافة والتناقض (إما لأنها بشرية أصلاً أو لأنها كانت سماوية ثم حرفها الكهنة الدجالون) سوى الإسلام فإنه خاتم الرسالات وتعهده الله بالحفظ وأثبت ذلك في القرآن (وإن من أعجب الأعاجيب أن يستشهد على أن القرآن محفوظ بآية من آياته!). هل تعتقد حقاً أن المسلمات التي قرأتها للتو ستدع لك مجالاً لاختيار غير الإسلام ديناً؟ لا أعتقد ذلك، ولكن ماذا لو كانت كانت كل هذه المسلمات مغلوطة وليست أكثر من مزاعم لا تقوم على برهان؟ هذا ما سنعود إليه لاحقاً. أما الآن فقد ربيت على هذه المسلمات وبقيت زماناً لا أجرؤ على التفكير في نقدها. وذات يوم كنا جلوساً في اجتماع عائلي وأثير موضوع الإعجاز العلمي في الجلسة، وبطريقة ما وصلنا إلى آيات القلب والفكر. القرآن يتحدث عن القلب على أنه العضو المسؤول عن الوعي والتفكير وليس الدماغ، وقال أحد أفراد عائلتي إننا كان يسعنا تأويل القلب على أنه رمز للدماغ لولا أن القرآن ذكر محله صراحة وذكر آية "ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، وتنبأ قريبي أننا لا بد موشكون على كشف إعجازي جديد بأن القلب ذو دور رئيس في عملية الوعي والتفكير. لم أهتم بما قيل كثيراً، لقد سجل في ذاكرتي وحسب، ثم ذات يوم بينما أنا أقرأ كتاباً عن تطور الحضارة الإنسانية إذا بمعلومة مهمة تمر علي. كانت المعلومة تفيد بأن البشر -قبل الكشوف العلمية التي اتفقت على أن الدماغ هو مركز الوعي- كانوا يظنون في الماضي أن الوعي محله القلب. فجأة فتحت تلك المعلومة مداركي، ولأول مرة واجهت نفسي مواجهة أمينة صادقة: لقد أدركت أن "رحلة البحث عن الحقيقة" التي خضتها من قبل كانت رحلة بحث زائفة مزورة قد حددت نتائجها سلفاً بطريقة ما، ولكن ماذا لو أن محمداً لم يكن نبياً حقاً؟ فجأة انتبهت أنني لم أفكر جدياً في هذه الاحتمالية من قبل قط (وأن عكس ذلك لم يكن غير خداع ذاتي للنفس لا أكثر). كنت ما زلت أحمل تعلقاً عاطفياً كبيراً بالإسلام في ذلك الحين، ولكنني قررت رغم ذلك أن أضعه -ولأول مرة في حياتي- محل نقد حقيقي. ليس عندي ما أخاف منه: إذا كان الإسلام دين الله الحق فستثبته الحجة الدامغة وسيصمد، وأما إن لم يكن هو الحق فلا أسى على تركه إذن (على الرغم من الصعوبة النفسية في ذلك، أولاً بسبب التعلق العاطفي وثانياً -وهو الأهم- بسبب "الإخصاء الفكري" الذي يمارس على صغار المسلمين منذ طفولتهم، وهي نقطة مهمة تستحق أن تفرد بكلمة قصيرة). |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() |
استراحة: الأديان وإخصاء الإرادة والعقول
ما الذي يحدث عندما يفتح العديد من الدكاكين التجارية في بقعة جغرافية واحدة؟ إنها تتنافس بالطبع، والرابح منها هو من ينجح في وعدك بأحسن المكافآت إن اشتريت من عنده (ثواب) مع تحذيرك من الندم إن اشتريت من سواه (عقاب). ثمة حالة تنافس شبيهة بين الأديان، فلكل دين جنته (ثواب الأتباع المنصاعين المخلصين) وجهنمه (عقاب الأشقياء الذين رغبوا عن الدين إلى دين منافس غيره). ومع التكرار المستمر لهذه المزاعم على مسامع أطفال برآء لا حول لهم ولا قوة تستحيل هذه المزاعم إلى قناعات لا تزعزعها زلازل أقوى وأمتن الحجج والبراهين المضادة. سوف يقولون لك إن دينهم يدعوهم إلى التفكير، ولكنهم سيفخرون بعد ذلك مباشرة بأن قناعتهم بدينهم وكتابهم مطلقة حتى إنهم لو أخبرهم كتابهم المقدس أن السماء حمراء لكذبوا أعينهم وصدقوا كتاب دينهم. هل يبدو هذا بالنسبة إليك "دعوة إلى التفكير" كما كانوا يقولون؟ لو أننا قرأنا قليلاً في علوم النفس لأدركنا لماذا هذه النتيجة (أي التشبث الأعمى بقناعات ماورائية دون المطالبة بأدنى دليل) منطقية للغاية. لو كنت تمشي في الغابة ففوجئت بنمر جائع يخرج من بين الأشجار هل ستفكر؟ لن تفعل ذلك قطعاً، بل إني أجزم أنك ستذهب تعدو كالمجنون بلا تفكير إلى أقرب ملجأ تحتمي فيه. نحن البشر لا نفكر حين يداهمنا خطر حقيقي يهدد حياتنا، بل نفر مما نخاف منه بلا تفكير، لأن عقولنا الواعية (ومركزها الدماغ الجديد Neocortex) تفقد دفة التوجيه وتدعها للمخيخ البدائي المسؤول عن ردات الفعل المنقذة، فنجاتك لا تحتمل انتظار دماغك الواعي (الأبطأ بكثير) حتى يتم عمله. إذا كان ذلك شأنك في خوفك من خطر دنيوي، فما بالك بخوفك من خطر أخروي أشد بكثير ودائم إلى أبد الآبدين؟ طالما أنك تعيش مع قناعتك المكتسبة من دينك والتي تحكم عليك بالشي الأبدي في نار جهنم إن شككت في دينك، فإن عقلك المفكر الواعي محكوم عليه أن يكون معطلاً تماماً وأن يدع دفة التوجيه للمخيخ المنقذ، وكيف سينقذك المخيخ؟ لا تفكر! إياك! فإنك إن جازفت كان مصيرك الاحتراق. وما عليك لو أن دينك كان كذاباً فإنك لن تخسر شيئاً، ولكنك ستخسر كل شيء إن كان على صواب. مع الأسف، ليس لدى اللادينيين جهنم يخوفون بها الناس، وهكذا بقي المخيخ مستعبداً للعقائد الدينية ببثها الرعب في قلوب أتباعها، وإذا نحى الرعب العقل الواعي البطيء وتركه يسلم الدفة إلى المخيخ السريع الأهوج فعلى حرية الفكر السلام. لم يوجد نظام شمولي إلا واتبع تكتيك الإخصاء الفكري، وليس دين الإسلام استثناء. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
رائعة ارجو ان لا تحرمنا من المزيد،
بالنسبة الى موضوع التخويف من النار فبالفعل هو اقوى سلاح عند الاديان، اذكر انني منذ وعيت على هذه الدنيا وانا اكره تشريعات الاسلام وكلما تعرفت عليه اكثر كلما كرهته أكثر، رغم انني كفرت به في سن متقدم قليلا لكنني منذ دخلت المدرسة وانا احتقر تشريعات الاسلام الهمجية وكلما قرأت في القران اكثر كلما رايت اله القران كائن بلا رحمة مجرد وحش مطلق القدرة بل حتى سير الصحابة انفسهم كلما قرات اكثر كلما ازددت كراهية لهم خصوصا المدعو خالد بن الوليد وجرائمه النكراء بالرغم ان كل قراءاتي كانت من مصادر اسلامية محضة ، لكن الذي كان يحصل معي وقتها ان شعور الخوف من النار كا يطغى على شعور الكراهية فبقيت ادفن الكراهية عميقا واستسلم للخوف واتظاهر بيني وبين نفسي انني مسلم واحب الصحابة والله وانبياءه ، حتى جاء الفرج اخيرا وكفرت بهم اجمعين. تحياتي |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| اللادينية, قصتي |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| قصتي مع اللادينية #5 (الأخير) - قطع الخيط الأخير | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 0 | 06-30-2018 05:16 AM |
| قصتي مع اللادينية #4 - الاعتراض القاتل | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 0 | 06-30-2018 04:58 AM |
| قصتي مع اللادينية #3 - الاعتراضات تتزايد | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 0 | 06-30-2018 04:53 AM |
| قصتي مع اللادينية #2 | binbahis | ساحة التجارب الشخصـيـة ♟ | 1 | 06-27-2018 05:28 PM |
| نقد اللادينية | Vendetta | العقيدة الاسلامية ☪ | 11 | 06-05-2017 05:56 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond