عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2017, 01:18 PM باسم غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
باسم
عضو جميل
الصورة الرمزية باسم
 

باسم is on a distinguished road
افتراضي

التحدي الثاني : التكلفة العالية لبعض الأعضاء
في التحدي الاول قمنا بتوضيح تكلفة الذكور ، التحدي الثاني هو تكلفة أعضاء مثل زيل الطاوؤس والعقل البشري وغيرها من الأعضاء التي يتطلب امتلاكها متطلبات عالية قد تهدد الكائن للخطر .
يعتبر زيل الطاوؤس مكلف جدا من وجهة نظر التطور فهو يجعل الطاوؤس هدفا سهلا لمفترسيه حيث يعيق هروبه ، اما العقل البشري فيستهلك طاقة كبيرة تقدر بثلث ما يحتاجه الجسم ، فما هي الحوجة الي تلك الأعضاء المكلفة؟
اي كائن حي لديه ثلاث منافسين علي الحياة: 1-التنافس مع الجراثيم والطفيليات وهي القاتل الاول ونتج عنه الجنس.
2- والتنافس مع الأجناس الاخرى كفريسة او طريدة او لامتلاك منطقة ونتج عنه مزايا مثل التمويه وسرعة الركض والسموم.
3- التنافس مع أفراد من نفس الجنس، وغالبا ما يكون تنافس الذكور مع بعضها،
وذلك ليجد طريقه لتمرير جيناته الي الأجيال التالية.

بالنسبة للكائنات وللتطور تمرير الجينات الي الجيل التالي اهم من البقاء فكثير الكائنات تلقى حتفها في سبيل انتاج جيل تالي.
فمهما طال عمر الكائن دون ان يكون له زرية فان جيناته تموت معه .
يسمي التنافس بين أعضاء الجنس الواحد علي الجنس الانتقاء الجنسي (مرجع 1) ، وله نوعين النوع الاول يعتمد علي تقاتل الذكور فيما بينها وفيه نجد الذكر اكبر بنية من الأنثى ونوع يعتمد علي جذب انتباه الأنثى بالمظهر كما في الطيور ومنها الطاوؤس او يعتمد الذكر علي استخدام العقل لإثبات قدراته كما الانسان. وما يهمنا هنا النوع الثاني .
فمثلا هناك نوع من الطيور تختار فيه الأنثى الذكر بناء علي مهارته في بناء العش ، فهي تقوم بتفقد الأعشاش التي بناها الذكور وتقوم باختيار أفضل عش وبالطبع في كل جيل تصبح الأعشاش مبنية بمهارة اكبر.
لم يختلف الانسان الحديث عن اسلافه منذ 200 الف عام ولكنا نمتلك عقولا تستطيع حل اعقد المسائل التقنية التي لم تكن موجودة في ذلك الوقت فكيف طور الانسان عقلا كبيرا اذا لم يكن في حاجة له؟

نجد الاجابة في النوع الثاني من لانتقاء الجنسي حيث ان الأنثى هي التي تقرر الطريقة التي تختار بها الذكر ، وبناء علي هذه الطريقة يتطور الذكر بصورة أسرع في تطوير تلك السمة ومن حسن حظ النوع البشري ان الأنثى البشرية اختارت في الذكر عقله بالدرجة الأولي (مرجع 2) .
كانت هذه الفكرة معروفة لدي داروين وقدمها في كتابه ولكن المجتمع الذكوري في ذلك الوقت لم يتقبل ان تكون الأنثى هي المسؤلة عن سير تطور بعض الكائنات وخاصة الإنسان.

وقد يتسائل البعض ان متوسط الذكاء بين الذكر والأنثى متساوي ، ولكن اذا علمنا ان اختيار الأنثى للذكر ذو الدماغ الأكبر ستكون بناته ذوات دماغ اكبر بالوراثة وسوف يلدن رجالا دماغهم اكبر يجعل فرصتهم في التزاوج اكبر وهكذا فيما يعرف بفرضية الابن المرغوب.

في المجتمعات التي يكون للأنثى حرية في اختيار الزوج او والد اطفالها تكون تلك المجتمعات اكثر تطورا وذكاءا ، عكس المجتمعات التي يفرض عليها الذكر فتكون متوسطة الذكاء.





مرجع (1)
الاصطفاء الجنسي أو الانتخاب الجنسي هو المصطلح الذي قدمه تشارلز داروين في كتابه أصل الأنواع سنة 1859 وهو عنصر هام من نظريته الاصطفاء الطبيعي.

«.. لا يعتمد على النزاع من أجل البقاء على قيد الحياة فيما يتعلق بالكائنات العضوية الأخرى، لكنه يعتمد على التنازع بين الأفراد التابعين لشق جنسي واحد، وهو عادة الذكور، من أجل الاستحواذ على الشق الجنسي الآخر؛ والنتيجة ليست هي الموت للمنافس الذي يفشل، ولكنها تنحصر في إنجاب القليل من الذراري أو عدم الإنجاب.»
«..عندما تكون الذكور والإناث التابعة لأي حيوان لديها نفس سلوكيات الحياة العامة، ولكنها تختلف في التركيب، أو اللون، أو الزينة، فإن مثل هذه الاختلافات تكون قد نتجت أساسا عن طريق الانتقاء الجنسي.»
أمثلته على الاصطفاء الجنسي تتضمن ريش الطاووس المزخرف، طيور الجنة، قرون ذكر الأيل، ولبدة الأسد.

«النزاع الجنسي له نوعان؛ في النوع الأول يكون بين الأفراد من نفس الجنس، الذكور في الغالب، من أجل ابعاد او قتل منافسيه ويكون دور الإناث سلبي، بينما في النوع الثاني يكون النزاع أيضا بين أفراد من نفس النوع من أجل إغراء أفراد من الجنس الآخر، الإناث في الغالب، ولا يكون دور الإناث سلبي بل يقومون باختيار الشريك المقبول.»

مرجع (2)
Sexual Selection and the Evolution of Brain Size in Primates

Michael A. Schillaci

http://journals.plos.org/plosone/art...type=printable

http://journals.plos.org/plosone/art...l.pone.0000062



  رد مع اقتباس