نظرية التطور نظرية ذات إطار واسع تندرج تحتها العديد من الفرضيات ، وهنا سنقوم بتقديم التحديات التي واجهت نظرية التطور.
التحدي الاول: التكاثر الجنسي
تتكاثر الكائنات بصورتين ثكاثر جنسي وتكاثر لاجنسي ، في حالة التكاثر الجنسي نحتاج الي اكثر عضو لعملية التكاثر (أنثى وذكر )، اما في التكاثر اللاجنسي فيحتاج الي عضو واحد ليقوم بعملية الإنجاب ، وحسب نظرية التطور فان التكاثر اللاجنسي سيكون هو المهيمن وهو عكس ما موجود حاليا ، فمعظم الكائنات حاليا تتكاثر جنسيا وذلك بصورة مطلقة او جزئية .
وذلك لان في التكاثر الجنسي نخسر نصف السكان الذين هم الذكور او مايسمي تكلفة الجنس .
ولكن ما الذي دفع معظم الكائنات الي ترك التكاثر اللاجنسي والتحول للتكاثر الجنسي رغم ان انه يحتاج الي ضعف عدد السكان ،
بالرغم من تشابه الجنس الواحد في التشريح والوظائف والصفات الا انه توجد اختلافا بين كل فرد وآخر من نفس الجنس علي مستوي الجينات . فمثلا مهما كان الشبه بين شخص وآخر فانه لايمكن زرع عضو لشخص اخر دون ان يهاجمه جهاز مناعة هذا الشخص - ما عدا في حالة التؤم المتطابق او عند تثبيط جهاز المناعة قبل العملية - وذلك لان كل جسم له شفرة خاصة به يستطيع جهاز المناعة التعرف عليها ويقتل مادون ذلك لذا لا يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم ما لم تغير الخلية شفرتها بشفرة الطفيل الذي هاجمها، هذه الشفرة تتغير فقط عن طريق التكاثر الجنسي ، اما في التكاثر اللاجنسي فان هذه الشفرة ستكون واحدة في كل أعضاء الجنس المتكاثرة لاجنسيا وذلك يكون مثل لاستنساخ او نسخ مطابقة .
عدم تغيير هذه الشفرة من جيل الي جيل ومن شخص الي شخص اخر قد يؤدي الي عواقب وخيمة وهي انقراض هذا الجنس، وذلك لان البكتريا والطفيليات والفيروسات في وقت غير طويل قد تتخذ نفس هذه الشفرة التي يحملها الجنس ،حيث ان الطفيليات تتغير تركيبة شفرتها بصورة سريعة بسبب تكاثرها السريع وفي حالة مطابقة هذه الشفرة وتسمي الانتجين مع نوع بكتريا او فايرس يجعل جهاز المناعة بدون جدوي اي مثل المصاب بنقص المناعة حيث ان جهاز مناعة المستضيف لهذه الطفيليات لا يستطيع التعرف عليها نسبة لتشابهها مع خلايا الجسم .
وهو مشابه لما يفعله فايرس الإيدز فهو يقوم بتفكيك هذه الشفرة في خلال عدة سنوات حتي يصل الي شفرة الانسان حامله ، ولكن بالنسبة للطفيليات الاخري فالامر يحتاج الي اجيال وعند حدوث ذلك فان الانقراض مؤكد وهو ما تم تجربته حاليا مع نوع من الديدان تم وضعها في الاختبار لتتكاثر جنسيا ولا جنسيا بصورة منفصلة مع نوع من البكتريا ووجد ان التي تتكاثر لاجنسيا تنقرض حيث تطور البكتريا شفرتها لتتطابق مع شفرة الدودة وهو أشبة بالهاكر الذي يقوم بتجربة كلمات السر . (مرجع 1 )
تسمي هذه النظرية بنظرية الملكة الحمراء Red Queen (مرجع 2 )
يعتبر الجنس هو نظام المناعة الأول حيث ان نظام المناعة الحالي ظهر مؤخراً ووجود نظام مناعة يتيح ان تعيش الكائنات عمر أطول ، وبدون الجنس فان نظام المناعة لايمكن له ان يتطور الي شكله الحالي، او الي وجوده علي الإطلاق .
يجب ان نذكر ايضا ان الأصل في الجنسين الذكر والأنثى الأصل هو الأنثى ، حيث ان هناك كروموزوم X و Y ويعتبر Y هو الذي يضفي صفات الذكر علي الجنين وفي حالة عدم تفعيله فان الجنين ينمو كأنثى ( حتى لو كان صبيا جينيا XY)، وهذا الكروموزوم هو كروموزوم كان في الأصل X حيث ان بنيته التركيبة مشابه لهذا الكروموزوم ولكن حدث ان تشوه هذا الكروموزوم وأصبح لديه جينات مختلفة واصبح ينتج كائن من نفس الجنس مختلف عن الصل -الأنثى- وهو الذكر ، ومع حدوث التزاوج الجنسي اصبح وجوده ضروريا للتكاثر الجنسي. وهذا عكس ما موجود في الديانات الإبراهيمية حيث تفترض ان الذكر وجد اولا والانثي وجدت منه او أنهماوجدا في نفس الوقت وهذا ليس صحيحا فكروموزوم Y الذي يحدد الذكر او يحول شكل الجنين من أنثى الي ذكر حديث نسبيا.
وينتقل الكرومسوم Y عن طريق الاستنساخ من الذكر لابنه لذا يمكن تتبع خط الابوة عن طريق هذا الكرومسوم وتم عمل خط أبوي لكل البشرية و معرفة الأب المشترك لكل مجموعة او عرق وتاريخ التقاءهم في أب واحد.
بالرغم من ذلك فانه لايمكن ربط كل البشرية في أب واحد وبالطبع استحالة جمعهم في أب وأم مشترك ، وقد يبدوا هذا غريبا ولكن الامر ليس ان تضع ذكر وانثي وتنتج ذرية فهذا من المحال، الامر معقد اكثر من ما كان يعتقده الأقدمون .
ايضا عند اختبار ال DNA فانهم يقومون بمقارنة الكرموسوم Y لإثبات الابوة للصبي بنسبة دقة عالية ما لم يكن من نفس الخط الأبوي فكل خط أبوي له تشوهات معينة تميّزه مثل البصمات.
ايضا هناك دراسات تثبت انجذاب الأنثى للرجل الذي يحمل شفرات بعيدة ونفورها عن الذي يشابهها في الشفرة وذلك عن طريق الرائحة كما هناك العديد من الدلالات التي تربط المقاومة للامراض مع الجنس وكأنهما وجهان لعملة واحدة.
مرجع (1)
Sex -- as we know it -- works thanks to ever-evolving host-parasite relationships, biologists find
Date: July 9, 2011
Source: Indiana University
https://www.sciencedaily.com/release...0707141158.htm
Levi T. Morran, Olivia G. Schmidt, Ian A. Gelarden, Raymond C. Parrish II, Curtis M. Lively. Running with the Red Queen: Host-Parasite Coevolution Selects for Biparental Sex. Science, 2011; 333 (6039): 216-218 DOI: 10.1126/science.1206360
https://www.bio.uni-kl.de/fileadmin/..._etal_2011.pdf
مرجع (2) من وكيبيديا
فرضية الملكة الحمراء (بالإنجليزية: Red Queen hypothesis) (يشار إليها أيضا بالملكة الحمراء أو سباق الملكة الحمراء أو تأثير الملكة الحمراء) هي فرضية في التطور. المصطلح مأخوذ من سباق الملكة الحمراء في قصة "من خلال الزجاج" للويس كارول؛ حيث تقول الملكة الحمراء في خلال القصة: "الأمر يتطلب كل الركض الذي تستطيع أن تركضه لتبقى في نفس المكان."مبدأ الملكة الحمراء يمكن أن يوضح بـ:
التكيّف المستمر ضروري لنوع ما للحفاظ على لياقته النسبية خلال الأنظمة التي يتطور تبادليا معها.
تهدف الفرضية إلى تفسير ظاهرتين مختلفتين: فائدة التكاثر الجنسي على مستوى الأفراد، وسباق التسلح التطوري الثابت بين الأنواع المتنافسين. في الظاهرة الأولى (التطور على المستوى الصغير) عندما يتم خلط جينات الاب والام قد يسمح التكاثر الجنسي بحدوث تطور سريع للنوع للاستمرار في النمط الحياتي الذي يغزوه أساسا في النظام البيئي. في الظاهرة الثانية (التطور على المستوى الكبير) يكون احتمال حدوث انقراض للمجموعات (الفصائل عادة من المتعضيات، وفقا للفرضية، ثابت بين المجموعة المجموعات وعشوائي بين المجموعات. فرضية كورت جستر هي نسخة مطابقة لذلك والتي تقترح أن التطور على المستوى الكبير يحدث غالبا بواسطة أحداث وقوى لاأحيائية.