تحياتي
إن مفهوم العراقيين القدماء (السومريين والأكاديين والبابليين الكلدانيين والآشوريين) واليهود القدماء في معظم كتب التاناخ (العهد القديم، الكتاب العبراني المقدس) هو أن الهاوية أو مقر أرواح الموتى مكن باهت لا سعادة فيه ولا كيان للبشر الموتى، مجرد حياة شبحية كئيبة لكل الموتى. في النصوص اليهودية الكتابية المتأخرة الكتابة فقط كجزء من إشعيا ودانيال وردت فكرة جهنم وتعذيب العصاة وغير المؤمنين وذلك بتأثير من الدين الزردشتي الفارسي نتيجة الاحتكاك مع الفرس. أما اليونان (الجريكيون) فاعتقدوا أن معظم الموتى يعيشون حياة باهتة كتلك في هاديس، في حين يكافأ الأبطال الاستثنائيون إلى الأبد ويعاقب إلى الأبد فقط مرتكبي الجرائم والمعصيات الشديدة جدا، هؤلاء في جزائر غامضة وأولئك في أماكن جحيمية. ولعل أقدم فكرة جهنم هي عند المصريين القدماء ومع ذلك لم يقولوا بعذاب أبدي للعصاة والظالمين الناس حقوقهم، بل قالوا أن روح الميت الشرير تُمزَّق في محكمة أوزوريس/أوزير بالمصرية القديم، ونجد في تراث الإتروسكانيين زمن احتلال الرومان لإيطاليا صورا لجهنم كمصير لمن جبنوا عن مواجهة الرومانيين (انظر فلم الفن وأثره على العالم آخر جزء How the art made the world
لكني أختلف مع بنوا في فكرة أن نعتبر بابل مصدرا لعقيدة جهنم أو الجحيم، فلا يوجد سبب يدفع للاعتقاد بأن شخصية إنكيدو في الأسطورة كانت شريرة واستحقت عقابا إلهيا من الآلهة الخرافية.
تحياتي
|