اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عربي
تحياتي الزميل ساحر على فلسفتك التي تسحرنا بها بين الفينة و الأخرى.
في الواقع أنا غير ملم كثيرا بالتفكير والتأمل ولكن الطرح الذي تقدمت به يبدو معارضا للبديهة،
ويفتح علينا متاهات ضررها أكبر من نفعها، أي أننا نتعب أنفسنا في التحقق من شيء مُحقَقٍ
بالتجربة، فكل شخص له صورة معينة نراها بأعيننا بسبب الضوء، كما أن كل شخص له تجسد
فيزيائي في مكان و زمن ما، كيف يمكننا أن نشكك في ذلك؟ وما السبب الذي يدفعنا لخلق هذا
الشك؟ كيف لشخص ما أن يكذب عندما يقول أن اليد التي يراها هي يده؟ إذا أراد البرهان
فاليضربها إذن بالمطرقة.
في الأخير يا زميل لم أستوعب التوجه اللذي تصبو إليه من هذه السلسلة، لعلني أجد جوابا
شافيا في قادم الأجزاء!
تحياتي الزميل المحترم.
|
شكرا لمرورك العطر زميلي عربي
في الفلسفة نسعى الى اعادة بناء الواقع
لأنه والحق يقال , يقدم الواقع نفسه لنا كمعطى جاهز منذ البداية ,لكن نأبى الا أن نعيد بناءه
لماذا ؟
لأنه كمعطى يقدم نفسه كشيء غامض وغير مفهوم , وباعادة بنائه نفك عنه الغموض ونفهمه
لا تستغرب اذن اذا وجدت الفلاسفة في الأخير يصلون الى نتائج بديهية أو عادية لأن هدفهم ليس الاتيان بالجديد بقدر ما هو فهم والواقع واستيعابه وتفسيره
البديهية في حد ذاتها مثيرة للريبة نوعا ما والانسان بطبيعته يرفض أن ترغمه الأمور على التقبل المحض كما تفعل البديهيات
اعادة بناء الواقع المعطى الجاهز هي أقدس مهمة اضطلعت بها الفلسفة , لأننا لا نريد فقط أن نعيش هنا , ولكن نريد أن نفهم ما هو هذا الهنا
أما تساؤلك عن هدف السلسلة فهو , وكما يبدو لي , واضح من عنوانها : هل أنا محض جسد ؟
نريد أن نعرف هل نحن شيء آخر غير هذا التجسد الظاهر للعيان , واذا كنا بالفعل لسنا سوى أجساد محضة فما سر هذه النزعة الروحية الموجودة في الانسان منذ القدم
أتمنى أن أكون قد بددت شيئا من الغموض
تحياتي