قبل كل شيئ أنا بكلامي هذا لا أدعم استعمار أي شعب أيا كان. المعتدي ظالم والمعتدى عليه في وطنه مظلوم مهما كانت الطريقة.
لكني شخصيا انسلخت مما يسمى "القضية" الفلسطينية منذ مدة طويلة حتى قبل خروجي من الإسلام. فلم تعد تعني لي عبارات "إخواننا في فلسطين" شيئا.
مللت الشعارات القومية والأخوية الزائفة التي شحنوا بها دماغنا منذ الصغر حتى قبل أن يكتمل وعينا ونفتح عينينا على الحياة بشكل كافي.
لدرجة أنني وأنا صغير، وصلت إلى تخيل أن الفلسطينيين المساكين حبيسوا بيوتهم لا يستطيعون التنفس... لأصدم بعد ذلك بصور لشباب (يسمونهم بالشجعان والصناديد كونهم يذهبون إلى المدارس رغم القصف) يضعون "جل" ويحلقون "مودرن" ويمرحون، ورأيت سيارات من الطراز الغالي تجوب شوارع غزة... فاكتشفت أني إما ساذج جدا وإما لهذه الدرجة جعلونا نتعاطف معهم دون أن نكون صورة حقيقية عن المسألة.
اليوم، تعاطفي العرضي بين الفينة والأخرى لا يتعدى تعاطفي مع أي شعوب أخرى تعيش ويلات. بل هنالك من يعاني أكثر من الفلسطينيين كل يوم لكن الإنسان العربي لا يعيره اهتماما أطول من مدة سماع الخبر من المذيع.
نعم، من الطبيعي أي يكون هناك مدافعون خارجيون عن القضايا السياسية مثل القضية الفلسطينية، لكني كناطق بالعربية لم أعد أهتم تماما كعدم اهتمامي بعدد المدافعين عن "التيبت" وعما قالوه في السنوات الأخيرة.
كما أني أرى أنها لا يجب أن تكون قضية "العرب" قاطبة.
القومية العربية هي واقع متخيل مزيف وكذاب لدرجة لا تتصور.
|