التلاعب السادس عشر - تبسيط الواقع
نحن نعيش في عالم من الاحتمالات الا نهائية في عالم معقد جدا اكبر تعقيدا من يتداركه عقلنا حتي بمساعدة اكبر الكمبيوترات ،
لذا طور عقلنا طرق بسيطة لتبسيط الواقع والخروج باكبر نتيجة ممكنة مع اقل قوة ذهنية. الا انه يمكن ببعض المجهود الوصول لمعالجة اكبر فعالية .
في كتاب التفكير - بسرعة وببطء
Thinking, Fast and Slow) و هو كتاب صدر في 2011 لدانيال كانمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، ويلخص فيه أبحاثه التي أجراها خلال عدة عقود، غالباً بالتعاون مع آموس تفيسكي.
يناقش كانمان في هذا الكتاب ما يدعوه "المعالج الثنائي للدماغ"، حيث ينقسم الدماغ إلى نظامين يمليان علينا الطريقة التي نفكر فيها، وهما: "النظام 1" يعمل بسرعة وتلقائية، وهو نظام عاطفي ولا يأخذ كثير من الجهد، وبالمقابل فإن "النظام 2" أبطأ، ويستلزم المزيد من الجهد، ويعمل بشكل منهجي ومنطقي. ويعمل العقل وفقاً لتوازن دقيق ومعقد بين المنظومتين، في شد وجذب يشكلان أبرز قدراتنا وعيوبنا. يحدد الكتاب التحيزات الإدراكية المرتبطة مع كل منظومة للتفكير، مبتدئاً ببحث كانمان عن تجنب الخسارة. من تأطير الخيارات إلى التبديل إلى غيرها من المفاهيم، يستعرض الكتاب بحوث عقود عديدة للتأكيد على فكرة أننا نولي الأحكام البشرية ثقة مفرطة.
بالنسبة للاديان فإنها تعمل علي تفعيل النظام (1).
في يوم من الأيام كنّا نعيش في ارض مسطحة وشمس تجري من المشرق الي المغرب ورجل فوق الغيوم يتحكم في كل شي وسماء مرصعة وكلنا من زرية زوج وزوجة أكلا من شجرة في الجنة فنزلا الارض ولكن بعد ان نموت نرجع الي الجنة .
ولكن هذه الصورة سرعان ما بدت تتعقد فالشمس اكبر مما كنا نعتقد وتدور حولها الارض والكواكب ثم ظهرت النجوم مثلها مثل الشمس والمجرات التي لا يمكن حصرها والانفجار الكبير .
ثم هناك الارض تكونت من غبار النجوم ثم المحيطات وظهرت الأحياء المائية تم خرجت سمكة من الماء ثم ثدييات ثم قرد ثم إنسان.
بالنظر الي الصورتين نجد ان الصورة الثانية حقيقية ولكنها معقدة وتحتاج الي معالجة مكثفة للمعلومات للالمام بتفاصيلها اما الصورة التي تقدمها الاديان في صورة مبسطة وعاطفية وساذجة ومن السهل جدا تصديقها من الشخص العادي وذلك نسبة للكسل الذهني فلا احد يريد ان يجهد نفسه بالتفكير وتحري الحقائق. ولكن اذا اعملنا النظام الثاني فإننا نجد الكثير من التناقضات والخروقات التي لاتتكون منطقية، اذا دائما تفضل الاديان الإيمان الاعمي وتكره التشكيك والتساؤل فهي تحفز النظام الثاني.
|