الجماع الشرعي
كثيراً ما لفتت الآيه 223 من سورة البقره نظري وأثارت علامات إستفهام كثيره.
أالآيه تقول:
{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ }
الآيه تلمح تلميحات واضحه بأن للرجل الحق في أن يجامع زوجته كما يشاء، وفي أي مكان يشاء وبأي وضع. ولخطورة هذه الممارسه ، وتنافيها مع عادات العرب السائده، فقد إجتهد علماء المسلمين لإيجاد مخرج، وهم كذلك يفعلون.
فأمسكوا بكلمة "حرث" وقالو أن موضع الحرث هو مكان الزراعه، وبالنسبة للبشر يكون المقصود زراعة البشر، أي إنجاب الأولاد. لذلك يكون مكان الحرث في قُبُل المرأه، أي فرجها. أي أن الجماع الحلال هو ما كان في فرج المرأه وليس في شرجها. أي بمعنى آخر: جامعوا النساء كما تشاؤون، طالما أنكم تجامعوهن في فروجهن.
أنا لا أصدق أن هذا هو التفسير الصحيح لأسباب سأوضحها. ولكن على فرض أنه هو التفسير الصحيح، ما هو لزوم الآيه إذاً؟ البشر جميعاً يعرفون كيف يمارسون الجنس فما لزوم آيه تقول لهم : يا رجال جامعوا نسائكم كما تجامعوهن عادة..!! فهذا شيء يفعلونه أصلاً ومن ألاف (أو ملايين) السنين.
الآيه تستعمل كلمة حرث ومعناها “حفر” الأرض ، أو إدخال شيء في الأرض لقلب تربتها، وهذا قد يكون للزراعه (عادة) ولكن قد يكون لأسباب أخرى. لغرض النقاش لنتفق أن الحرث يكون فقط للزراعه، تماماً كما يريد الشيوخ.
لكن الملاحظ أن الآيه تصف النساء بأنهن حرث للرجال وليس فقط فروجهن. ألا يعني هذا أن جسم المرأة جميعه هو مكان الحرث؟ وفعلاً يستعمل جسم المرأه جميعه ،بكل أعضائها، لإنجاب الاولاد وإنباتهم وإرضاعهم والعنايه بهم. هذه حقيقه لا يمكن انكارها. كل جسم المرأه يشترك في حمل الجنين وولادته والعنايه به فيما بعد.
على هذا فإن الآيه لا تحدد الجماع بالفرج بل تبيحه في كل جسم المرأه وهذا يشمل الشرج والفم و.…
للأسف هذه الآيه ما هي إلا تصريح للرجال بأن يأتو النساء كما يشاؤن.
لكن يبقى السؤال: ما هو لزوم الآيه؟ كل الشعوب والأمم تمارس الجنس بنجاح من غير أن يسمعوا بهذه الآيه. هل قدمت الآيه حلاً ، أم أثارت مشكله والتباس؟
لو كان لا بد من إنزال (أو رفع) هذه الآيه فكان الأفضل أن تكون صيغتها: نسائكم متاع لكم وفروجهن حرث لكم فآتو حرثكم أنى شئتم…
|