من غير المنصف أن نوجه النقد لشخص غائب لا يستطيع الدفاع عن نفسه
لكن بما أن الزملاء صعدوا بهذا الموضوع الى الأفق فكلمة الحق لا بد أن تقال
والساكت عن الحق شيطان أخرس
الملاحظ أن صاحب الموضوع يرى أن رجال الدين المسلمين هم فقط ابن القيم وابن تيمية والشافعي و أبو حنيفة ومن يشاركهم في التعصب للعلوم الدينية و حزازاتهم مع العلوم الدنيوية
ولو أنه لم يقم بهذا الحصر لما استطاع أن يخرج بتلك النتيجة التي لونها بالأحمر وكأنه يريد لفت الانتباه بذلك التلوين بالأحمر الى حقيقة ما قام به من مغالطة أوصلته الى أن : "رجال الدين المسلمين هم ضد هذه العلوم "
وأنا أسأل صاحب الموضوع : ماذا عن المعتزلة الذين يضرب بهم المثل في العلوم العقلية ؟ ألم يكون كثير منهم رجال دين ؟ ماذا عن الأشاعرة ؟ ألم يكن فيهم رجال دين ؟ والقدرية ؟ و المتصوفة ؟ ماذا عن الفلاسفة كابن سينا وابن رشد صاحب بداية المجتهد ونهاية المقتصد وقاضي القضاة في الأندلس ؟ ألم يكن منهم رجال دين تكلموا في أمور الدين وغاصوا فيها غوصا ؟
ما هو تعريف رجل الدين عند السيد مطرقة في الأخير ؟ هل هو ذاك الرجل ذو الملامح القبيحة الذي تفوح منه روائح كل العطور وله أنف طويل يشبه أنف الساحرات ولا يعرف شيئا سوى اقامة الصلاة واصدار الفتاوى ؟ أم هو الذي يقف ضد العلوم الأرضية ؟ فليقلها اذن صراحة منذ البداية ولا يكلفنا عناء البرهنة على أن رجال الدين المسلمين وقفوا موقفا سلبيا من العلوم الأرضية .
صاحب الموضوع حسم كل شيء قبل أن يبدأ , وذلك بحصره لصفة "رجل دين" في أولئك الذين يخدمون رأيه , أي أولئك الذين يكرهون العلوم الأرضية , فصيلة ابن تيمية الطاعنة في التاريخ والتي ما تزال تنتج أولادا بارين بشيخ الاسلام يحاربون الآن في سوريا والعراق تحت الرايات السوداء , بعد هذا يكفيه أن يسوق بعض النصوص من كتبهم وبعض النونيات كي يتبين للقارئ الغافل أن رجال الدين المسلمين يكرهون العلوم .
حقا هذا أمر مؤسف أن تجد أشخاصا برجاحة العقل ينخرطون في حملات تدليسية كهذة .
تحياتي
