لماذا اضلني خالقي
و اخيرا وصلت و انا إبن الاربعين حفظت 13 حزبا من القرأن و عمري لا يتعدى 12 سنة
لم اترك يوما سنة و لا فرض كيف لا وانا إبن رجل تقي كان معلم للقران و شيخ خطابة في المسجد علمني و رباني على اخلاق الاسلام
و مرت الايام و ذاك السؤالي الذي حاولت جاهدا ردمه في اعماق تفكيري يطاردني و في كل مرة و انا اقترب من طرح السؤال كنت استغفر الله و ابكي و اتوسله بكايا ان يغفر لي و يجنبني وسواس الشيطان و بقيت على هذه الحالة سنوات و في سنة 25 زرت طبيب نفسي ليفسر علي حالتي هل هي اعراض جنون ...زرت مشايخ و مرقيين معتقدان ان جن مسني لكن حالتي لم تتغير
فقررت ان اواجه التحدي
كان السؤال الكبير اين الله ....؟
لكن الاجابة على هذا السؤال دفعتني إلى طرح سؤال اخر
لماذا خلقني الله ليضلني او يهديني ثم ياتي ليعاقبني او يجازيني
ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما الآية [ 17 \ 97 ] ، وقوله : من يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فأولئك هم الخاسرون [ 7 \ 178 ] ، وقوله : إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء الآية [ 28 \ 56 ] ، وقوله : ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا الآية [ 5 \ 41 ] ، وقوله : إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل وما لهم من ناصرين [ 16 \ 37 ] ، وقوله تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء [ 6 \ 125 ] والآيات بمثل هذا كثيرة جدا .
فانا لم اختر طريق الضلالة ...بل ترجيت الاله ان يرحمني و يخرجني مما انا فيه ...لكنه لم يفعل ..
و هو الان يراني و يعرف إلى اين وصلت
اعرف ان للآيات السابقة الذكر تفاسير قد يسردها بعض الاخوة المسلمين دفاعا عن الله
لكن إذا كان الله خالقي و خلق كل ذرة في جسمي - و انا اعرف ان المشاعر و الفكر الوعي و الادراك هي في النهاية عمليات كيميائية تحدث على مستوى الدماغ - فلماذا اضلني
بالنسبة لي كانت هذه بداية الرحلة و لأصل إلى قناعة ان الله موجود في عقولنا فقط
مررت بآلاف التساؤلات و في كل مرة تكون الأجوبة نفسها.... لا وجود لله إلا في خيالي
|