[فكر حرفكر حر]

تحية طيبة
لاشك في ان الحياة بعد الموت هو أمر غيبي وايماني بامتياز
فلم يعد احد الى الدنيا ليخبرنا بماذا رأى وشاهد .
وهو يدخل ضمن الغيبيات التي اخبرنا الله بها
ثم آمنا بها ايمانا غيبيا تصديقا لرسوله وكتابه الكريم .
لكن هذا التصديق لم يأتي عبثا وليس تصديقا اعمى
ذلك ان الله سبحانه لا بستغفل الناس ولا يهزأ بهم
بل انه اعطاهم اعظم ما يمكن ان يمتلكه مخلوق في هذا الوجود وهو العقل .
وجعله فيهم ميزان الفهم ووعاء العلم واوضح ذلك في كثير من آيات القرآن الكريم .
وجميع الآيات الكونية التي دعا الله الى تأملها كانت موجهة الى العقول كقوله تعالى :
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا
يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا
مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
وانا كمخلوق عاقل اعلم جيدا اني كنت معدوما واخرجت الى الوجود
ثم اجد الله تعالى يخبرني عن هذا فيقول :
أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا
فأنا اصدقه
وعندما اعلم اني كنت ميتا واعطيت الحياة في لحظة ما
ثم يخبرني الله تعالى عن هذا فيقول :
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ
فاني اصدقه
وعندما اعلم اني ميت لا محالة
ثم يخبرني الله تعالى عن هذا فيقول :
كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
فاني اصدقه
ثم بعد هذا كله ارى الناس يمتحنون في اعمالهم بين الصالح منهم والفاسد
ويقول الله تعالى :
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا
فاني اصدقه
وبالتالي فأنا اصدقه حتما عندما يخبرني اني سأعود ثانية
لأرى نتيجة هذا الامتحان
وهو يقول :
وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى
تحياتي

تحياتي