أهلا
في خضم النقاشات التي انطلقت مؤخرا مع الزملاء الملحدين , تبين لي أن عددا كبيرا من الزملاء , وللأسف ,
يجانبون الموضوعية الى أبعد حد . ولن أتطرق هنا للأفكار هل هي موضوعية أم لا , بل فقط الى المنهج , حيث يبدو لي أن
منهجهم في الرد غير موضوعي للأسباب التي سأذكرها هنا , ويبقى هذا محض رأي شخصي , قد أكون فيه مصيبا وقد أكون مخطئا , والحكم للقارئ في الأول والأخير.
أما الملاحظات التي دفعتني الى هذا القول فهي :
1-غياب شبه تام للالتزام بمضمون الموضوع , وخروج بالجملة عن سياق النص الأصلي الى روافد ثانوية لا تمت بصلة لموضوعنا , فأنت تتحدث في موضوعك عن ملاحظات معينة محصورة على رؤوس الأصابع موضحة بشكل لا يدع مجال للضبابية , فيأتي الزميل المحترم و يتناول اشكالية لا تمت بعلاقة لا من قريب ولا من بعيد الى موضوعنا , ونادرا ما يلمس ما تم تناوله في النص الأصلي . والموضوعية تقتضي أولا وكل شيء
البقاء في سياق الموضوع .
2-عوض الاهتمام بالأفكار يتم الاهتمام بالشخص كيف كان البارحة وكيف أصبح اليوم , وكأن الأشخاص هم من يهموننا وليس الأفكار. فتجد هذا الزميل يتحسر على التحول وذاك الزميل ينوه به , ولو أن ذلك تم مرة واحدة لكان مقبولا , لكن أن يستمر في ابداء مشاعره الشخصية اليوم وغدا وبعد غد , وفي خضم النقاش المفترض فيه أن نبتعد عن كل عاطفة , فهذا يعبر عن غياب للموضوعية .
3-
محاولة اقحام الروابط الشخصية في الموضوع الأكاديمي , فمن الزملاء من يكتب جملة وينتظر مني أن أفهم قصده لا على أساس اللفظ المنطوق جملة بل على أساس ما أعرفه عنه كشخص أو يعرفه عني كشخص , أي أن أتعامل مع نيته و هو مع نيتي , أو كما نقول بالعامية " أنا عارف اللي في صدرك وأنت عارف اللي في صدري " . لكن هذا بعيد كل البعد عن الموضوعية , و
لن أفهم من الردود الا ما تحمله ألفاظها وتحيل عليه بشكل مباشر .
4-
انفجار بعض الزملاء في ردودهم بعنفوان , وهنا نرصد أيضا الذاتية وسيطرة المشاعر وغياب المقاربة الموضوعية التي تتميز بالهدوء , فهذا الزميل يرد على موضوعي بأنها نهاية العالم .
وتحول المنتدى الى مأتم , الكل فيه لبس الأبيض , و علا جو من الكآبة لا مثيل له . كل هذا لأن شخصا كان يحتل عندهم مكانة متميزة قرر أن يصحح مسار كتاباته في المنتدى.
وهو حقا أمر مؤسف لي أن أجد الزملاء في تلك الحالة النفسية , لكن أيها الأصدقاء لا مكان هنا للصداقة , وعملة التبادل الوحيدة في هذه السوق هي
الأفكار , أعطني أفكارا و أعطيك أفكارا , لا المشاعر .
وأخيرا أوجه تحياتي الخالصة لكل الزملاء والأصدقاء