تحياتي كولومبو
أمير الشعراء له غلطات نحويه
لا بد هنا من أمثلة تدلل هذا القول , هذا من جهة , من جهة ثانية , هناك الضرورة الشعرية التي تدفع الشعراء في كثير من الاحيان الى عدم احترام القواعد النحوية . وعلى كل ينبغي أن نرى أولا الأمثلة ثم نحكم عليها , ولا يمكن اصدار الحكم عليها غيابيا.
اليس الخطأ وارد من أى كاتب ألا يوجد مراجع لغوى لكل كاتب عظيم لتصحيح
أخطائه اللغويه والنحويه
طبعا كل كاتب قد يخطئ من باب النسيان , لكن عزيزي العرب استثناء , العرب لم يكن لهم شغل آخر غير الاعتناء بفصاحة اللسان , وهذا هو ما كانوا يفخرون به بين الأمم . لم يكن لهم فلسفة , أو علم , أو فنون غزيرة كما باقي الأمم تلهيهم عن لغتهم . كان لهم فصاحة اللسان و البيان والشعر. لا أريد أن أقول بهذا أنه يستحيل أن يخطأ الواحد منهم في لغته , بل أن ذلك مستبعد جدا , خاصة اذا كان بمستوى فكري يخوله تأليف كتاب من حجم القرآن في أمة أمية . ضبط اللغة واجادتها شيء تفتخر به العرب بينها .
والقرآن يحوى أكبر خطأ فى أى لغه وأخطر خطأ ... وهو أنه نص غير قابل للترجمه سوى بالتحايل عليه وتأويله وبهوامش تزيد على حجم القرآن بأضعاف لشرح وتوضيح أن كاتب القرآن يقصد هذا هنا ولا يقصد هذا هنا
لقد ترجم القرآن الى لغات العالم عزيزي و بفضل الترجمة والدعوة المصاحبة لها يدخل في الاسلام عدد لا يستهان به من الأجانب. الترجمة اشكالية في حد ذاتها بعيدا عن القرآن , فالمترجم يجد مشكلة كبيرة في النقل من لغة الى لغة لأن لكل لغة خصوصيتها التي لن تظهر الا فيها وبها . أعطيك مثالا : ترجم هذه الجملة الى أوربي : "أثلجت صدري ", لن تعني له أي شيء لأنه يعيش في بيئة باردة , واذا لم تلحقها بتفسير مناسب لن يدرك مغزاها . لهذا فالذين يترجمون القرآن حقا هم يواجهون تحديا كبيرا والملحقات ضرورية لاختلاف الذهنية والثقافة بين أصحاب اللغة الأصل و أصحاب اللغة الهدف , واللغة بلا شك تتأثر بمحيطها وبيئتها . وهذه كلها اشكالات معروفة في حقل الترجمة .
ترجم هذه لأى لغه ولنرى بماذا سنخرج (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه ) أى كتاب يقصد الكاتب لن يعرف أى كتاب يقصد سوى من هوامش أو شرح .
ما المشكلة في ترجمة المعنى لا اللفظ ؟ أصلا المترجم الذي يترجم اللفظ لا المعنى مترجم فاشل , وهذا متعارف عليه في أوساط الترجمة . ينبغي ترجمة املعنى لا اللفظ . ولهذا يشترط في المترجم أن يكون فاهما لمعاني النص الذي يريد ترجمته . المترجم العربي يعرف معنى ذلك النص و بالتالي سيترجمه ببساطة باللغة التي يريدها . أم أننا سنقف طول النهار في اشكال : لماذا استخدم اسم الاشارة ذاك لا هذا , في حين أن المعنى فهمه الجميع ؟؟؟ ينبغي دائما اعطاء الأمور قدرها , لا أقل ولا أكثر.
فسيجد هوامش أكبر من الكتاب نفسه لتقول له من كتب هذا ليس بحمار .
عزيزي كولومبو , أنت تحمل القرآن اشكالات تحملها اللغة في حد ذاتها , كوسيلة تعبير ناقصة وغير كاملة في يد الانسان . لا يوجد كتاب لا يمكن حمل جمله على أكثر من تأويل واحد . خذ كتابا لنيتشه , أو لسارتر , أو لشكسبير , ستجد قراءات مختلفة له , وهذا يرجع لطبيعة اللغة في حد ذاتها الملتبسة , ولا ذنب للقرآن فيه . ستجد من يقرأ نيتشه على أنه أكبر ملحد , وتجد من يقرأ نيتشه على أنه أكبر مؤمن !
الشعر والسجع وكل فنون اللغه العربيه هى للعرب فقط وستجد بها كلها أخطاء
هل تقصد العرب وحدهم ؟ أم ما قلته يسري على كل الحضارات ؟؟
ان كان العرب وحدهم فما سر هذا الحصر ؟ وان كان لكل الحضارات فكيف اذن ترجمت فنون شعب و آدابه الى لغات الحضارات الأخرى لتستفيد منها وتنهل منها ؟؟ لماذا لدينا كتاب الاوديسي الذي كتب بالاغريقية اليوم بكل لغات العالم ؟ هل للاغريقية القديمة من ميزة على العربية ؟؟؟
والقرآن فى رأيى هى يوميات محمد ورأيه فيها ولكنه وضعها على لسان إله وجعلها مسجوعه
كشأن ما كان معروف من سجع الكهان للتطريب
اسمح لي أن أقول بأن في القرآن ما هو أكبر من السجع , واذا حصرت تميزه في السجع دون المضمون فقد أبخسته حقه . تكفي نظرة حيادية لادراك تميز مضمون القرآن : حججه , رؤيته للحياة , كيفية تسييره للحوار ...وعندما أقول أن المضمون متميز لا أقصد أنني أتفق معه , ولا أطالبك بالاتفاق مع مضمونه وتبنيه , بل أن مضمونه ليس مجرد لهو وكلام مرسل على أية شاكلة , بل نسق معنوي محكم ومضبوط .
ومعظم أخطائه فى التأويل فكل آيه تحتاج لتفسير وشرح وتأويل وأسباب نزول.ولها الف تفسير.وكل هذه أخطاء .إلا إذا كنت تجدها ممتعه فهذا شأنك عزيزى
هذا عيب فينا وليس في القرآن , نحن أبناء القرن 21 م الذين ليس لديهم تعمق واسع في اللغة وأساليبها , ولم يكن مطروحا أبدا في عصر محمد , والدليل على ذلك أن لا أحد من المشركين قال : "لم أفهم ما جئت به يا محمد" , "أو التبست علي هذه العبارة أو هذه الصياغة " , اللهم كلمة هنا أو هناك محصورة على رؤوس الأصابع . وكلهم فهموا و أدركوا ما جاء به محمد من كلام ودخلوا معه مباشرة في النقاش والجدال , دون أن يحتاجوا لا الى طبري ولا الى ابن كثير.
ومشكل اللغة هذا يمكن تجاوزه بالتضلع أكثر في اللغة العربية القديمة , أو بالاطلاع على التفاسير , خاصة تفسير الطبري الذي أجده شخصيا تفسيرا هو الأقرب الى المنطق ولا تعسف فيه ن ناحية التأويل الا في بعض الآيات , بحيث تجد نفسك كقارئ محايد توافقه في تفسيره للآية بلا أي جهد وبشكل طبيعي .
شكرا على اهتمامك عزيزي كولومبو
