الموضوع: مذكرات جبريل
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2016, 11:40 AM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي مذكرات جبريل

أتاني جبريل بالأمس وأنا في المنام متحمسا لنشر مذكراته التي لم تنشر من قبل قط، فاقترحت عليه أن أنشرها له في هذا المنتدى الجميل، وهذا هو المشهد الأول من مذكراته

إعلان البعثة

قال الملك الموكل بالحراسة: "بف! ها قد قتلنا واحداً آخر".

ورد عليه آخر كان في غرفة العمليات: "يا رباه! إنهم يخاطرون بحياتهم ويهدرونها فعلاً رغم أنهم يعرفون أن الأمل باختراق نظامنا الدفاعي الجديد معدوم تماماً".

قال الأول: "من الواضح أنهم يشعرون بأهمية الاجتماع الذي دعانا الله من أجله اليوم، ولكن البؤساء سيدفعون حياتهم بلا مقابل ولن يعرفوا شيئاً".

كنا ثلاثتنا في غرفة واحدة في أدنى السماء الثانية ننتظر الدعوة إلى هذا الاجتماع المهم، وما لبث أن فتح الباب ملك رابع وصاح فينا جميعاً: "هيا يا إخوتي فالاجتماع سيعقد الآن، دعوا غرفة العمليات فلم تعد لنا حاجة بالقلق بعد تركيب نظام الشهب الدفاعي".

"لا مجال يا صديقي للتسلل واستراق السمع الآن فذاك عهد قد ولى وانقضى. لقد شاهدنا للتو جنياً آخر يحترق ويتحول إلى غبار. هيا بنا إلى الاجتماع".

هنالك كانت القاعة ملأى بحشود الملائكة من جميع الأقسام ما عدا قلة منهم ملائكة الكتفين الذين يحصون أعمال الإنس والجن وحرس جهنم الذين اتفقوا على التناوب على حضور الاجتماع كيلا يتركوا نزلاء جهنم بلا حراسة. ونظرت حولي فرأيت زملاء من حرس بوابات السماوات وحاشية العرش وحرس الجنة والنار والمراسلين الذين ينقلون الكتب الإلهية وملائكة سحب الروح وسوق السحاب وإنزال المطر وجر القمر والكواكب، وغير ذلك كثيراً كثيراً ممن لا تتسع لهم مقالتي هذه. ولطالما عرفت كم نحن كثيرون نظرياً، ولكني لم أفقد شعوري بالدهشة قط من أعدادنا المهيبة نحن حاشية الرب كلما رأيتنا مجتمعين في مناسبة مماثلة.
وتنحنح الله ثم سأل: "هل جميعكم هنا؟".
وكان جلالته يعرف الجواب بالطبع ولكنه يستمتع بخوض الحوارات رغم ذلك. بعدها أعطى أوامره بأن نبدأ بالافتتاحية المعتادة، فرحنا نسبح بحمده ونبجله ولبثنا على ذلك دقائق، ثم لما انتهينا نظر الله إلي وقال: "اقترب مني يا جبريل، فما سأقوله الآن يهمك". لا داعي للقول طبعاً أنني أحسست عندها بغبطة لا توصف، فمجرد أن يناديك الله باسمك الأول هو إطراء مهول بحد ذاته، فما بالك بأن يدعوك إلى جواره؟
قال الله: "كيف تجد نظام الشهب الدفاعي الجديد؟".
كان انطباعي الصادق هائلاً، ولكن لم يفتني أن الله كان يريد أن يحصل مني على بعض عبارات الثناء والتبجيل (وهو شيء لا يستحيي من طلبه صراحة بالطبع ولكنه يحب اختبارنا في بعض الأحيان، ونحن الملائكة ننجح دوماً بعكسكم أيها البؤساء المساكين).
قلت: "سبحانك ربي ما أعظمك وأحكمك، لم يفلت عبر هذا النظام جني مارد واحد، فما هو إلا أن يقرب السماء حتى يحرقه أحد شهبنا فورياً".
"يعني ما هي درجة ثقتك بأننا آمنون في اجتماعنا هذا من مسترقي السمع الأشرار؟".
"سبحانك اللهم ربي! لا يمكن ذلك بحال، من المستحيل عليهم أن يسترقوا السمع بعد اليوم، والفضل في ذلك يعود إلى عبقريتك في اختراع هذا النظام الجديد المحكم الذي لا يقهر". تجنبت طبعاً أن أشير إلى كون الفكرة تأخرت قليلاً لأن الآلاف المؤلفة من أسرارنا كانت قد تسربت فعلاً قبل تركيب هذا النظام فينقلها الجن مسترقو السمع إلى حلفائهم من السحرة والمنجمين فيبيعونها إلى زبائنهم من شرار الإنس بعد تحريفها قليلاً. وبدلاً من قول ذلك رحت أنا وإخوتي من الملائكة نسبح بحمد الله ونثني على حكمته وذكائه لعدة دقائق. وبعدما بدا أن الله قد شبع واكتفى من الثناء والتقدير تنحنح الله نحنحة توحي بأهمية ما سيقول فقال: "لقد جمعتكم اليوم من أجل أمر بالغ الأهمية".
وسكت سكتة قصيرة من أجل إعطاء الأمر أهمية أكبر.
"لقد قررت أن يلد محمد بن عبد الله اليوم".



  رد مع اقتباس