عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2016, 10:20 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

الزميل علاء، أجد صعوبة كبيرة في التصديق بأنّ أيّا من الأحاديث التي بين أيدينا هي من قول محمّد، و تقوم على ذلك الكثير الكثير من القرائن، بعضها من علوم إنسانيّة غير إسلاميّة مثل علم التاريخ، و بعض القرائن الأخرى تجدها في ذات الدين الإسلاميّ مثل أمر محمّد بعدم تدوين الأحاديث التي يحدّث بها، هناك وجهة نظر إسلاميّة كاملة في رفض نسبة الأحاديث إلى محمّد ، تصدّرها جمال البنّا و لخّصها في كتابه '' جناية قبيلة حدثنا '' .
لكن عموما، فإنّ شكّي في نسبة الأحاديث إلى محمّد ليس نابعا عن انطباعي بخصوص مضمون الأحاديث، لكنّه جزء من شكّ أكبر يحيط بشخصيّة محمّد و الإسلام المبكّر، حتّى أنّني أشكّ في أنّ قريشا كانت تتحدّث بالفصحى، و أعتقد بأنّها كانت تتحدّث لهجة عربيّة كالموجودة الآن في الجزيرة العربيّة. عموما هذا ليس نقاشنا. لكن تنبغي الإشارة إلى أنّ القول بأنّ إسقاط الأحاديث ليس عمليّة سهلة، و زرّا ينضغط، بل إنّ إسقاط الأحاديث يعني هدم جزء كبير من دين الإسلام، تشريعًا و عقيدةً، فالصلوات الخمس مثالا غيرُ مذكورة بالاسم في القرءَان ، فتجد المفسّرين يجهدون أنفسهم في محاولة إدخالها في النصّ القرءَانيّ عنوة، و هذا مثال لا حصر.
الفكرة أنّ النتيجة التي ستحصل عليها بإزاحة الأحاديث من الدين، هي أسوء بكثير ممّا كان لديك قبل إزاحة هذه الأحاديث، ستجد نفسك أمام دين مبتور ناقص غير مفهوم، مع أنّ الأحاديث إضافات لاحقة للإسلام، لكنّنا لا نستطيع فهم الإسلام بدونها أبدا في المرحلة.
كذلك تطرح أسئلة أخرى:

إذا كان الإسلام الحقيقيّ مختبئا بين أكوام الأحاديث المنحولة طوال أربعة عشر قرنا، فهل هذا يعني بأنّ الإسلام الحقيقيّ قد غاب عنّا لكلّ هذه المدّة؟ و بالتالي: نجح الناجحون في تحريف و تزوير الإسلام كباقي الرسالات السابقة؟

هذا ما لديّ في المرحلة، قد تكون لي عودة مشكورين.



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس