الدين و الاغتصاب
من اجل مشاركتي الاولى في المنتدى اريد ان اتحدث عن موضوع يثير غضبي و قرفي و يزعجني منذ زمن ....
عندما ان قرأت كتاب "vagina" للكاتبة "Naomi wolf" وجدت نفسي أقف لمدة طويلة عند بعض الأبحاث العلمية التي تتناول النتائج طويلة المدى على سيكولوجية المرأة المغتصبة.
و سأتوقف من اجل تعريف بسيط لأن (للأسف) ذهن الكثيرون هنا يتخيل شخصين في زقزاق مظلم أحداهم في يده مسدس و الثاني إمرأة تصرخ و تستغيث ، معظم حالات الاغتصاب لا تحدث هكذا، تعريف الاغتصاب هو : القيام بالعملية الجنسية من دون (و هنا بيت القصيد) رضى المرأة. انتهى.
المهم كانت الكاتبة تتحدث عن أبحاث تدرس أن المرأة التي تعرضت للاغتصاب تكون في المستقبل اكثر تجاوباً مع الاضطهاد و اقل قدرة على الدفاع عن ارأها و مواقفها و حقوقها.... توقفت عن القراءة..و جال في ذهنيالديانات (و خصوصاً الديانات الإبراهيمية) و التي وجد رسلها و كتبها و مبشرينها الوقت لتحريم كل شيئ من أكل اللبن مع اللحم إلى التبني... و لم يضعو نصاً واحداً يتحدث عن الاغتصاب او عن أهمية "رضى" المرأة... بل على العكس تماماً فإنك تجد الأديان احيانا تعبد الرب المغتصب.... فتجد المثيولوجيا الإغريقية و الرومانية مليئة بقصص آلهة يجامعون نساء البشر من دون رضاهم...
و أديان اخرى لا تهمل ذكر الاغتصاب كذنب فحسب بل تضع مؤسسات اجتماعية كاملة مبنية عليها كما في المسيحية التي تدعو المغتصب للتزوج من الفتاة المسكينة التي اعتدي عليها إلى الاسلام الذي يعادل بين السكوت و الرضى و تسمح للرجل بجماع اسيرة الحرب (و التي هي امرأة من العدو أُخذت رغما عنها و كلمة رغماً عنها تنفي الرضى )...
و هنا عرفت أن الأديان و نصوصها كانت تعلم ما تفعله... فالرجل الذي يغتصب زوجته سيخلق على الأغلب امرأة لا تستطيع على الغالب تحدي حكمه او شريعته او احكامه... و لذالك فليس هناك داعي ان توجد في الكتب المقدسة نصاً على غرار" استئذنوها قبل ان تجامعوها" او " الرضى علامة الرضى" على العكس من الأفضل لتلك الأديان الرجولية ان لا تضع نصا كهذا....
اما الشيئ الوحيد الذي كرهته الأديان فهو التعدي على "املاك" الآخرين اي بنتاهم و زوجاتهم... فعندها و عندها فقط تجد بعض الاديان تحرم...
و لكن رجلا يتزوج بكرا و يجامعها رغم رجائها بالتوقف و دموعها و رفضها فهذا اسمه حلال و مستحب و حسنة... و عماً يدخل الى غرفة بنة أخيه التي لم تتزاوج ال13 ثم ينتهكها و هي ساكتة خائفة لا تفهم أصلا ما هذا الذي يحدث و تخاف ان تستنجد فيلومها أهل البيت بما ان هذا عمها فهذا اسمه زنا يجب ان يجلد بسببه الاثنان!
لأن و ببساطة: الأديان لا يهمها حقا رضى المرأة و لا تريد ان تمنع الاغتصاب.
و للأسف فقد خلق هذا مجتمعا لا يفهم أصلا ما هو الاغتصاب و لا يضع أدنى أهمية ل"رضى" المرأة.. و قد استطاعات بعض الحركات النسوية في بلاد الغرب أن تغير هذا التفكير.. و لكن قلما تجد من يفهم ذلك في العالم العربي...
كم هو صعباً أن تولد أنثى في هذا العالم...
آيات و آيات تحرم و تناقش كل شيئ... إلا حق المرأة البسيط و البديهي أن لا تُنتَهك....
بعض المراجع
http://www.alternet.org/belief/why-r...many-religions
https://m.youtube.com/watch?v=Vegopds0Z2U
http://thetorah.com/marrying-your-da...to-her-rapist/