عرض مشاركة واحدة
قديم 07-13-2014, 03:56 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
افتراضي الجنة – ثلاثة مشكلات منطقية

كتبت هذا لأول مرة كتعلق على مقال: 10 أسباب تجعلني لا اريد الجنة
الجنة بها مشاكل غاية في الخطورة من أمثلتها حتمية تضارب الرغبات بين قاطنيها والرغبات البشرية غير الاعتيادية. الفاعدة الحاكمة لافتراضاتي هي ان الجنة بها كل ما تشتهيه النفس البشرية.
1.
افترض انك اشتهيت ان تلعب مباراة لكرة القدم ضمن فريق البارسا ضد الريال. فأنت في الحياة الدنيا لم تكن لديك القدرة غير مشاهدة مبارايتهم، ذلك طبعًا إما في الاستاد أو على شاشات التليفزيون. وبما انك عشت مؤمنا مواظبًا على الطاعات مكثرًا للنوافل حريص كل الحرص على آداء الفروض افترضت عند دخلوك الجنة ان هذا هو الوقت المناسب لكي تحقق حلمك بأن تجمع لاعبي الفريقين على المستطيل الأخضر وتشاركهم اللعب. نعلم بالطبع أن أغلب لاعبي الفريقين سيكونون في النار لأنهم من الكفار. كيف إذن نوازن بين حقيقة ان الجنة بها كل ما تشتهيه الأنفس وظروف لاعبي البارسا والريال التى لا تسمح لهم باللعب لكثرة خوازيق الصلب الساخن في مؤخراتهم وما يشربونه باستمرار من عصير الحديد المسال؟
ستقول ان الانسان في الجنة لا ينبغي ان يشغل باله بهذه الأفكار، فما عليه إلا ان يفكر في ما يريد وسيراه رؤيا الحق أمام عينيه. إن أراد أن يلعب ضمن فريق البارسا ضد الريال فسيحدث. سيأتي اللاعبون وسيتكون المستطيل الأخضر ويهتف الجماهير ويصفر الحكم معلنًا بدا المباراة وسيكون بمقدور العبد المؤمن صاحب الجنة ان يسدد فيحرز الأهداف. فقط لا تشغل بالك. فقط تأكد ان كل طلباتك مجابة.
ولكن أليس من المفروض أن يكون العذاب في جهنم أبدي. كيف يكافئ الله هؤلاء الكفار ويخرجهم من جحيمهم إلى برد الجنة لأن عبدًا من عباده الصالحين أراد أن يلهو معهم؟ ألا يتنافى ذلك مع ما أقرته الأديان من الفصل بين أهل الجنة واهل النار (راجع مقالنا لماذا لم يخلق الله جهنم)وهل من الممكن إذن أن يتمنى أحدًا من المؤمنين في الجنة أن يتناول العشاء مع أبيه الذي مات كافرًا ويعذب وقتها في النار فيجسب الله طلبه؟ نعلم أن الله في الأديان صاحبة الجنة والنار قادر على كل شيء، ولكن أليس ذلك ضد العدل الإلهي؟ فما الذي تميز به لاعبو البارسا والريال على باقي الكفار كي يتمتعوا بنعيم مؤقت في الجنة؟
هناك احتمالين لا ثالث لهما لحل هذه المعضلة: اللاعبون سيكونون نسخة طبق الأصل من اللاعبين الحقيقيين الذين لن يغادروا الجنة وبهذا يكون قد خدع الله عبده المؤمن في الجنة وجلب له صورة عن الأصل. أو أن الله قد أراد مسبقًا أن يخرج لاعبي الفريقين إلى نزهة في الجنة ولم يجد أي حجة يخرجهم منها غير زرع فكرة المباراة في رأس عبده المؤمن وبهذا يكون بدل من طبيعة عبده المؤمن في الجنة. بكل اختصار لن تحل هذه المعضلة إلا بالتحايل والمكر الإلهي.
2.
ثم ماذا عن الرغبات المدفونة والمكبوتة والشاذة التي تميزت بها البشرية على مر آلاف السنين والتي يعتبرها الجميع غاية في الفحش والفسق. ماذا لو أراد العبد المؤمن في المثال السابق أن يمارس الجنس مع جثة (Necrophilia)؟ ألا يحق لهذا العبد المؤمن الذي عبد الله ولم يعصه طوال سنوات عمره الأرضية أن يتمتع بما يشتهييه من رغباته الأصيلة في الجنة؟ فما إذن معنى الصبر على الشهوات إن لم يكافئنا الله بما اشتهيناه في الجنة؟ نعلم ان الله لا يعاقبنا على ما في صدورنا، فإن اشتهى عبدًا مؤمنًا يعمل عاملاً في مشرحة ممارسة الجنس مع جثة امرأة جميلة ماتت حالاً من سرطان المخ ولا عيب ظاهر في بدنها ولن تشعر بما سيفعله بها، ولكنه لم يفعل مخافة الله وأملاً في الجنة، فما الضرر او العيب هنا؟ الله لا يحرم علينا الشهوة ولكنه يحرم علينا ترجمة الشهوة إلى أفعال هو حرمها؟ ليس حرامًا ان تتمنى ممارسة الجنس مع جثة، ولا أريد هنا أن أوضح أن حالات اشتهاء الجنس مع الأموات لا تنتج اطلاقًا من عدم قدرة من يرغبون فيه في ممارسة الجنس مع الأحياء لأسباب اقتصادية مثل عدم المقدرة على الزواج أو لأسباب عدم الملائمة مثل القبح الشديد أو عدم القدرة
ما العمل هنا إذن؟ هل يسمح الله بالنيركوفيليا في الجنة؟ هل يأتي الله لعبده المؤمن بواحدة من كفار قريش يميتها في جنته حتى يستمتع بها العبد الصالح أم يميت له من الحور العين اثتي وسبعين؟ بل هل يجوز في الأصل ان يتواجد الموت في جنة الخلد؟
بصراحة لا أجد حلاً لهذه المعضلة غير التدليس الإلهي عن طريق خداع الله لعبده المؤمن وإيهامه بأن من تستلقي على أريكته هي جثة من لحم ودم وليست دمية من دمى Real Doll. يمكنك قرائة المزيد عنها هنا http://www.realdoll.com/. الطريقة الأخرى هي أن يدخل الله الموت إلى جنته وحينها لن تكون كما وصفها هو وسيكون نوعًا آخر من التدليس الإلهي.
3.
وماذا لو أردت شيئًا في جنتك ولكن لتحقيق رغبتك تلك سوف تصطدم مع رغبات الآخرين؟ يعني مثلاً لو أردت أن تعلب الشطرنج مع صديقك المقرب الذي كنت تواظب أنت وهو على الصلوات مع جماعة المسجد. ولكن صديقك في هذا الوقت مشغول بجماع إحدى أو كل حورياته أو غلمانه أو أنه فقط يريد أن يفعل شيئًا آخر غير اللعب معك. ما الحل إذن؟ لقد وعدنا الله جنة فيها تجاب فيها أمانينا قبل ارتداد طرف أعيننا. ماذا نفعل في تلك الحالة؟ لماذا إذن لا يجاب طلبنا؟
الحل هنا هو أن يتدخل الله ويغير من نفوسنا بأن يبعد عنا مثل هذه الطلبات أو بأن يزين قبول الأمر لدى الأصدقاء فيصبح لعب الشطرنج أحب من مواقعة الحور والغلمان. ولو حدث فإن الله بذلك يغير في نفوس عبيده بطريقة تجعلنا نشك في تمتع قاطني الجنة بكامل الإدارك والقدرات العقلية.


http://anamol7ed.wordpress.com/2011/...8%A9/#more-119




:: توقيعي :::


أهم شيء هو ألا تتوقف عن السؤال. أينشتاين

  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ السيد مطرقة11 على المشاركة المفيدة:
daverob96 (08-20-2021)