شكرا للزميل على هذا الموضوع القيم
وقد تناول فرويد هذا الموضوع في كتابه "علم نفس الجماهير" بشكل مفصل
لكنني أراك تستثير غضب اللاشتراكيين الثوريين الذين يقدسون الجماعة و الكتل الشعبية في الوقت الذي يصفها فيه لوبون بأوصاف قدحية تدل على أن الجماعة أثناء هبتها تكون كيانا بلا عقل وبلا مسؤولية و بلا وعي تتبع لاشعورها الجمعي و تتصرف كأسراب الطيور المهاجرة التي يكفي أن يطير فيها طائئر لتتبعه كل الطيور الأخرى بشكل لاواع .
ثم ان الجماعات قلما تحترمالقيمالتي تناضل لأجلها , ففي الصين مثلا أيام الحرب الاهلية في مطلع ثلاثينيات القرن الكماضي بين الفلاحين بزعامة الحزب الشيوعي الصيني و أتباع الرأسمالية الداخلية والخارجية من أعيان و قضاة , كانت جماعة الفلاحيين اذا انتصرت في بلدة ما وألقت القبض على أحد الأعيان المتعنتين يتم الباسه طرطورا ورقيا والطواف به في المدينة بشكل علني مثير للسخرية .
شخصيا أرى أن الجماعة تسلب الفرد كثيرا من الأشياء , على رأسها ملكة النقد الذاتي و التوسط في الأمور والاعتدال فيها وذلك راجع لكون روح الجماعة تدفع دائما الى تجاوز المقاييس والمعايير في نوع من التحرر الغامض من القيود الذاتية و الجماعية (فالجماعة هي لحظة تحرر من الكبت المفروض على الفرد )
لكنها تمنحه أيضا أمورا أخرى على رأسها روح الانتماء الحيوية تلك و الشجاعة التي ما كان له ليتحلى بها لو كان لوحده
وتبقى الجماعة الواعية المنظمة خير جماعة للثورة
|