تمّ تثبيت موضوعك الجميل أوّلا،
ثانيّا، لا خلاف أنّ الإرهاب في بلادنا ليس سببُه هو الدين، و لا القضاء عليه بالقضاء على الدين، لأنّ من يقرأ التاريخ بتأنٍّ يكتشف أنّ الإرهاب تجسيد للأنانيّة الإنسانيّة الفرديّة و الجماعيّة، شخصيّة و منظّمَةً، دينيّةً و لا دينيّة! و أنّ كلّ المجمتعات تعرف نوعا من أنواع الإرهاب الذي يتلوّن بالإيديولوجيا السائدة في ذلك المجتمع، سواء كان هذه الإيديولوجيا قوميّة، دينيّة، فكريّة، أو حتّى جامعة لكلّ هذه العناصر مثل جماعة كو كلوكس التي تمزج العنصريّة بالطائفيّة و اليمينيّة المتطرّفة. مثل هذه الجماعة المسيحيّة التي ما تزال موجودة إلى يومنا هذا، تجعل من جماعة داعش تبدو كملاك أمامها، خصوصا إذا علمنا أنّ داعش ترحّب بل و تدعو إلى الهجرة، تقبل و تشجّع تنوّع الأعراق و سط مجاهديها، و لا يهمّها شيء غير الدين، في حين تبدو الجماعة المسيحيّة كو كلوكس كقطعة من جحيم قروسطيّ لم تنجح السنون في إخمادها.
و لذلك، يجدر البحث في الأسباب السيكولوجيّة، الاقتصاديّة، السياسيّة، الاجتماعيّة، ثمّ الفكريّة أخيرا و آخرا، و القائمة وراءَ بروز ظواهر الإرهاب الجماعيّ و الفرديّ، و عدم الاكتفاء باتّهام دون آخر، أو تفضيل دين على آخر، لأنّ ذلك يدخل في نطاق الانحياز المعلن و المفضوح، و الذي يسم إلحادنا بميسم الذاتويّة المتورّمة التي تفقد أدنى شروط الحياد!
كونك مسلم سابقا لا يجعل من الإسلام أعظم الشرور، هذا كلام أقول للملحدين العرب
و كونك مسيحيا سابقا لا يجعل من المسيحيّة أعظم الشرور، هذا كلام أبلّغه للملحدين ذوي الخلفيّة المسيحيّة
و كونكِ منخرطة في جمعيّة نسويّة لا يجعل من القضيب الذكريّ أعظم الشرور، كلام أقول لعضوات الحركات النسويّة المتطرّفة
و قس على ذلك!
|