«أَنه جلس عَلَى الْمِنْبَر ، فَلَمَّا سكت الْمُؤَذّن قَامَ فَأَثْنَى عَلَى الله بِمَا هُوَ أَهله ، ثمَّ قَالَ : أما بعد ، فَإِنِّي قَائِل لكم مقَالَة قد قدر أَن أقولها ، لَا أَدْرِي فلعلها بَين يَدي أَجلي ، فَمن عقلهَا ووعاها (فليحدث) بهَا حَيْثُ انْتَهَت بِهِ رَاحِلَته ، وَمن خشِي أَن لَا يَعْقِلهَا فَلَا أحل لأحدٍ أَن يكذب عليّ ، إِن الله - عَزَّ وَجَلَّ - بعث مُحَمَّدًا بِالْحَقِّ وَأنزل عَلَيْهِ الْكتاب ، فَكَانَ مِمَّا أنزل عَلَيْهِ آيَة الرَّجْم ، فقرأناها وعقلناها ووعيناها ، ورجم رَسُول الله - صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم - ورجمنا بعده ، وأخشى إِن طَال بِالنَّاسِ زمَان أَن يَقُول قَائِل : وَالله مَا نجد آيَة الرَّجْم فِي كتاب الله ، فيضلوا بترك فَرِيضَة أنزلهَا الله ، وَالرَّجم فِي كتاب الله حق عَلَى من زنَى إِذا أحصن من الرِّجَال وَالنِّسَاء إِذا قَامَت الْبَيِّنَة ، وَكَانَ الْحَبل أَو الِاعْتِرَاف»
" قال العلامة السيوطي : قد حصل لذلك تأثير ديني مهم وقع بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وذلك فيما روى ابن أبي شيبة في المصاحف عن الليث بن سعد قال : أول من جمع القرآن أبو بكر وكتبه زيد بن ثابت , وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل , وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع خزيمة بن ثابت فقال اكتبوها فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب , وإن عمر أتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده انتهى ."
ح3- وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ يُونُسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) الرَّجْمُ فِي الْقُرْآنِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا زَنَى الشَّيْخُ وَ الشَّيْخَةُ فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهْوَةَ.
"عن أبي بن كعب أنه سأل عن سورة الأحزاب قال فقال نعدها ثلاثا وسبعين آية فقال أبي فواللذي أنزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم إن كانت لتوازي سورة البقرة أو هي أطول من سورة البقرة وإن كان فيها لآية الرجم قال قلت وما آية الرجم يا أبا المنذر قال الشيخ والشيخة فارجموهما البتة " .