أجد نفسي أوافق الزميل ساحر في ما قاله
خالتي تعاني ما يسمونه "تلبسات الجن" وهي تكاد تجن (حسن يبدو أنها جنت وانتهى الأمر)
اصبحت تتوهم أشياء
تقسم أن رجلا يزورها في البيت
تقسم أن هنالك قطة تعيش في الحمام وشخصا يرفع الأواني في المطبخ
إنهارت مرة ووجدها زوجها ترقص عارية في المطبخ وقد حبست أبنائها في غرفتهم، حاولت مهاجمته بسكين (يعني الأمر جاد) أخذها إلى بيت جدي (أي والديها) وأتوا ب"شيخ" بدأ يقرأ عليها وفجأة بدأت بالصراخ ثم الحوار القديم "اخرج وإلا أحرقتك وبلا بلا بلا"
ثم لم تعاودها هذه الحالة مجددا لكن التخيلات والتهيؤات لا زالت تسوء أكثر
ترجوتهم لعرضها على طبيب نفسي لكن لا جدوى
وصراحة وضعها ليس غريبا بأي شكل بل متوقع
لقد تزوجت في الثامنة عشرة بعد أن تخلت عن دراستها (الوحيدة بين أخواتها التي فعلت) وتلقت ما لا أستطيع وصفه على يدي والدي زوجها ثم زوجها نفسه، ورغم هذا لا زالت الأسرة ترفض طلاقها لأبنائها (الذين لا تستطيع هي نفسها تحملهم) على كل هي نفسها لا تريد الإنفصال بسبب أبنائها، هذا أمر لا أستطيع فهمه
فحالتها مفهومة تماما وبدل الطبيب اختاروا علاجها بماء بزق فيه رجل عجوز أو بترتيل كلمات عليها.
الأمر يأسف له مع الأسف
العقل البشري يسهل خداعه فما يراه العقل وتسمعه الأذن يصدقه العقل والشخص البسيط يقفز إلى التفسير الأقرب له وهو الجن (كما أن فكرة أن الأمر له علاقة بشيء أو شخص آخر أكثر إغراء من أن يصدق الشخص أن المشكل فيه هو نفسه)
بالنسبة للجانب الأخلاقي أقصد محاسبة الطغاة فهناك فرق بين الأشياء كيف نريدها أن تكون وكيف هي فعلا
أمر مؤسف لكننا لا نستطيع فعل شيء حياله
|