لماذا هذا التحامل على النبي محمد
اولا اود ان أرحب بجميع الاعضاء من ملحدين و لادينيين و مسلمين و غيرهم كما أنني أود أن اعبر عن سعادتي الغامرة بوجود عدد لا بأس به من العرب من المحبين للقراءة و البحث و هذا دليل انه لا يزال هناك أمل لأمتنا أن تستفيق من سباتها أما بعد:
أود هنا أن أعود إلى لب الموضوع فأنا كي أكون صريحا اعتبر نفسي مسلما لادينيا وقد يسأل السائل ما هذا التناقض فأجيب انه لا تناقض لأن الانتماء للإسلام بالنسبة لي انتماء ثقافي و ليس ديني لانني لا اعتبر الإسلام أو غيره من الأديان سماويا ولكن الإسلام نفسه يبيح لي بطريقة غير مباشرة أن أكون مسلما غير مؤمن حيث أن الانتماء للإسلام يكفي من نطق الشهادتين.
أعود الآن إلى النبي محمد هذا الرجل الذي أرى الكثيرين متحاملين عليه دون وجه حق فبأي حق نقيم أفعال شخص بالقرن السابع الميلادي وفق معايير القرن 21؟
البشرية تفتخر بأن حمورابي مثلا اول من سن قانونا لكن لو حللنا الكثير من تلك القوانين بعيون زمننا لوجدناها وحشية لكن وفق معايير زمانها كانت قفزة من شريعة الغاب إلى شريعة معينة و نفس الأمر ينطبق على هذا العبقري و المصلح الاجتماعي و مؤسس الدولة العربية محمد.
فإن هذا الرجل هو من حول العرب من قبائل بدوية متصارعة لاتعرف معنى الدولة و الحضارة إلى أمة أضافت لنفسها وللبشرية مثلها مثل الفرس و الروم و الفراعنة و البابليين. إن هذا الرجل نظر حوله في زمانه فوجد امتين عظيمتين قد شاختا إلا و هما الفرس و الروم ثم نظر إلى قومه فوجدهم محاربين أشداء و لكنهم منهمكون بصراعات صحراوية لا فائدة منها فحاول أن يحولهم إلى دولة و قد نجح و العتب اليوم ليس عليه إنما على هذه الأمة التي لم تستطع أن تتطور بعد دخول المغول بل ضلت تجتر الماضي أن النبي محمد بكل المقاييس قائد عبقري فهو مصلح اجتماعي قدم الكثير على مقاييس زمانه و لولاه لما كنا على سبيل المثال نكتب بالعربي الآن و لكنا محصورين في صحراء نجد. لذلك انا عندي رجاء من الأخوة الملحدين أن لا يصابو بالعدوى من المتدينيين فيتركو التعصب الديني و يتبنون التعصب الإلحادي فأنا معكم أننا يجب أن ننقد تاريخنا و تخلفنا في الحاضر لكن كل أمة بالعالم لها أن تفتخر بقادة صنعوا لها مجدا العيب أن تسكن في الماضي و لا تعيش الحاضر لكن كونوا على ثقة أن أمة تحتقر كل تاريخها من الصعب أن تبني مستقبلها .
|