كل الشكر لك xz24 على الترحيب
أرفض الدين أيضا لأن قبول الدين ورفضه ليس نابعا من إرادة حرة .فحين ندعو شخصين لدين ما قد يقبله أحدهما وقد يرفضه الآخر . فلماذا ذلك ؟ السبب البسيط الواضح هو أنهما شخصين لكل منهم عقله ونفسيته وتجاربه ووجدانه ومعارفه المختلفة عن الآخر . فلا للذى قبل الدعوة الدينية فضل فى قبولها ولا على الذى رفضها ذنب فى رفضها . فكل منهما ذهب الى القرار الذى يتسق مع نفسه التى لم يخلقها لكى يكون مسئولا عنها .
لكل انسان طريقته فى الحكم على الأمور . مننا من يحكم على الأمور بعقلانية شديدة ومننا من تؤثر عليه مشاعره فى الحكم عليها . مننا الشديد الإرتباط ببيئته الأولى ومننا القليل المتمرد عليها. مننا من يخاف من المجهول والمؤمن بالأساطير ومننا المتشكك الذى لا يصدق الا ما يراه ويسمعه ويشعر به . الكل يرى الأمور بعين طبعه الذى لم يخلقه فى نفسه .
لقد أسلم أبو بكر منذ اللحظة الأولى للوحى المزعوم وكفر أبوالحكم عمرو بن هشام . فأين فضل أبو بكر وحكمته فى اختياره وهو لم يسمع الا القدر القليل جدا جدا من القرآن ولم يشهد معجزة أو دليل يقيم عليه اختياره . ماذا لو استبدلنا شخصية ونفسية وعقلية أبو بكر مع أبو جهل .ألن يكون الإختيار معاكسا .
|