من خلق الله !!
وُلِدَتْ فكرة الآلهة عند الإنسان البدائي بسبب جهله بأمور الطبيعة من حوله. فعندما كان يرى الظواهر الطبيعية المخيفة بالنسبة إليه كالمطر والبرق والرعد ظن بأنها تحدث بواسطة كائن عظيم سمّاه الإله وذلك لعدم إمتلاكه أجوبة منطقية لسبب حدوثها، ولسد فراغ الجهل في عقله. لقد شل "الخوف من المجهول" قدرة الانسان على التفكير السليم فعبد الآلهة المتعدّدة كآلهة المطر والرياح وعبد الشمس والقمر والكواكب والأصنام ظناً منه بأنه سَيَسْلَم من عقابها وشرّها وسينال ثوابها ورضاها إذا قام بعبادتها والتذلّل إليها..
بعد تقدّم العلم وتطوُّر عقل الإنسان تدريجيّاً على مر العصور السابقة، بدأ العلم بإكتشاف تفاسير منطقية وعقلانيّة لكل ظاهرة من الظواهر الطبيعية والأمور المجهولة. فاستغنى الإنسان العاقل تدريجيّاً عن تلك الآلهة السابقة واعتبرها سخيفة وساذجة. بينما تجد في زماننا هذا أناسٌ مازالو يملكون عقول بسيطة ويعبدون ملايين الآلهة في آنٍ واحد[1] (الهندوس عددهم 870 مليون نسمة حسب إحصاء عام 2005) بسبب عدم اقتناعهم بتفسيرات العلم الحديث. ولازالو يؤمنون بأن تلك المليون آلهة (ومن بينها البقرة المقدسة :) ) هي التي خلقت الكائنات الحية والإنسان. وهناك أيضاً بعض البشر الأكثر ذكاءاً من الهندوس (مثل المسلمين والمسيحيين) يعبدون آلهة واحدة أقرب إلى عقلهم من المليون إله هندوسي والبقرة المقدسة لإعتقادهم بإستحالة أن يكون الإنسان قد خُلق على يد مليون إله، وأطلقوا إسم الله على آلهتهم وعبدوها وتذللوا إليها خوفاً من عقابها وشرّها (كالدخول إلى جهنم) وطمعاً بثوابها ورضاها (كالدخول إلى الجنة)..
وفسّر العلم أيضاً المزيد من الأمور الغامضة بالنسبة للإنسان ويعمل حالياً على تفسير كل الأمور المجهولة الأخرى. ففسّر وجود الإنسان والكائنات الحية بالتطوّر عبر مليارات السنين من خلية واحدة خلقتها عوامل طبيعية بحتة وتكاثرت إلى أجسام حية مركّبة من ملايين الخلايا كالنباتات والحيوانات والإنسان. وقد برهن العلم على صدق اكتشافه بخلق خلية حية باستخدام مواد أولية طبيعية وتركيبها باستخدام الكمبيوتر وفعلاً بدأت هذه الخلية بالتكاثر إلى ملايين الخلايا مما حل معضلة خلق الكائنات الحية[2][3][4][5]. وقام بإستنساخ الحيوان (كالنعجة دولّي[6][7]) وإستنساخ الإنسان[8] مما يبرهن على عدم وجود آلهة خالقة لهذه الكائنات. لكن المسلمين والمسيحيين لم يقتنعوا بتلك التفاسير العلمية المنطقية ولازالو يؤمنون بأن الله هو خالق الكائنات الحية، وقاموا بتحريم الإستنساخ بسبب تعارض الفكرة مع مبادئ دينهم وعقيدتهم.[9] :)
من الطبيعي جداً أن يرفض المؤمنون بالآلهة بأن معتقداتهم خاطئة. فهذه المعتقدات هي التي نشأوا عليها وهي الموجودة بآبائهم وأجدادهم. الأمر غير سهل إطلاقاً بأن يعترف الإنسان بأنه كان على خطأ طوال السنين (أو العقود) الفائتة. الأمر مشابه قليلاً لإكتشاف الزوج بأن زوجته تخونه بعد مرور عشرون عاماً على زواجهما، فيبقى مشوشاً لفترة ويرفض تصديق الأمر، ولكن في النهاية سيأتي القرار بترك زوجته نهائياً (يطلقها بالتلاتة).. :)
مثلما تجد بأن المسلمين والمسيحيين كانوا أكثر ذكاءاً من الهندوس فآمنوا بالله لإستحالة أن تكون الكائنات الحية قد خُلقت على يد مليون إله، تجد أيضاً أن الملحدين هم أكثر ذكائاً من المسلمين والمسيحيين فآمنوا بالعلم والعقل والمنطق لإستحالة أن يكون الله هو خالق الكائنات الحية بعد أن برهن العلم الحديث عكس ذلك.. ;)
السؤال: من خلق الله؟
الجواب: بكل بساطة إن الإنسان هو من خلق الله. فالله ما هو إلا نوع من أنواع الآلهة التي برهن العلم على أنها مجرد أوهام وخرافات.
مع تطوّر عقل الإنسان على مر العصور القادمة، ستزول فكرة الله تماماً مثلما زالت فكرة آلهة المطر والشمس والقمر والأصنام. وستتوقف الحروب وستزول الشرور من عالمنا الصغير هذا لسبب أن كل الحروب الحالية تقف ورائها دوافع دينية وعقائدية. بدون الأديان سيعيش الناس بسلام وهناء.
|