ببساطة، لأنّ الملحد لا يتحوّل إلى إنسان جديد بمجرّد ارتداده عن دينه. الملحد العربيّ يظلّ جزءًا من الإنسان العربيّ المسلم، أي يظلّ داخل دائرة التخلّف التي ينتقدها. و ليس إلحاده أو تديّنه بمكرمة تنجيه من تخلّف قومه. الملحد العربيّ متخلّف كأيّ عربيّ آخر، حتّى يثبت العكس.
الملحدون فيهم شرائح و طبقات، فيهم الغنيّ و الفقير، الغبيّ و الذكيّ، المثقّف و الجاهل، الصعلوك و المتخلّق، المغامر و الجبان، الإصلاحيّ و الثوريّ، الأسود و الأبيض. و هذا ما يتجاهله الكثير من الناس، في اعتقادهم بأنّ الملحدين العرب تشكّل شريحة أو طبقة خاصّة ضمن المجتمع العربيّ الإسلاميّ تتميّز بال '' ذكاء، ثقافة، الأخلاق الحسنة، العلم، التسامح ... ''. هذا تصوّر مثاليّ للواقع. و لا وجود له على أرض الواقع.
|