اقرأ,ولكن
كثيرا ما يردد المسلمون كلمة اقرأ. ويعدونها ولكونها اول ما نزل من القران , مع تحفظي على هذا الامر , دعوة الهية للاطلاع واعمال الفكر والخروج بنتائج من مجمل القراءة والبحث, ولكن أي اقرأ يقصدها القران ؟ هل هي اقرأ لانجلز وماركس ؟ اقرأ لكانت ودي كارت ؟ اقرأ لداروين ودوكنز ؟ اقرأ لهيوم وسام هاريس؟ اقرأ لفراس السواح ونبيل فياض والقمني ؟ هل هي دعوة عامة للقراءة الحرة؟
ان النص القراني يبين وبكل وضوح ان ليس هذا مقصوده بل العكس فعندما يقول القران ( اقرأ بسم ربك الذي خلق ) فقد رفعت الاقلام وجفت الصحف بما قدر الدكتاتور السماوي للعقول البشرية. فاقرأ هذه لخصت كل معاني استبداد الفكر الشمولي الاحادي, فلقد حدد القران مسبقا الطريق الوحيد الذي يمكن لقطيع الايمان ان يسير فيه. وهو طريق (اسم ربك ) انتهى الامر واصبحت اقرا زيادة لفظية لا معنى لها فهي تعني واقعا اتبع, اخضع , من هنا وليس من هناك. القران صادر معنى اقرا ومسخها بالكامل , بل وتمادى أكثر فاكثر ليقدم طبخة فكرية جاهزة يعاد تغذية العقل المؤمن بها مرارا وتكرارا طبخة مكوناتها افتراضات طهيت لتكون حقائق مثل , الرب, الخالق . أما جوهر المصادرة التامة للمعرفة الانسانية فهي في (علم الانسان مالم يعلم ) هكذا وبجرة قلم, ان جاز التعبير, صادر اله الاسلام الجهد الانساني الجبار والذي قدم فيه بنو البشر الملايين من الضحايا على مذبح المعرفة والتكامل وكابد فيه نوعنا الكثير من الاهوال والمصاعب على طريق التكامل والمعرفة منذ ان كان حافيا يركض في الادغال, مطاردا من مفترس أو مطاردا فريسة , الى ان حط بحذائه الفضائي الحديث فوق تربة القمر.
انها الاية الاشد خطرا على الفكر الانساني انها ايه الفكر الواحد الذي لا ثاني له, والتي تحيل الانسان المؤمن الى طفل يتكل على ابيه السماوي في كل شيء ويحول شعوبا باسرها الى عالة فكرية بانتظار شيخ جاهل يفك لهم طلاسم اسرار السماء.
|