عرض مشاركة واحدة
قديم 04-01-2016, 05:07 PM حيران غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
حيران
عضو برونزي
 

حيران is on a distinguished road
افتراضي

القصص القرآنية تجمع بين الوقائع والاسطورة، وبالتالي من الصعب الفصل بين ما حدث وما لم يحدث وما أتى كاضافات من قصص أخرى.
ما قدمه الدكتور المسيح (باختصار): أن قصة الفيل هي قصة من احدى حروب الفرس والبيزنطيين حيث هدد بهرام قائد الفرس حاكم أرمينية بالفيلة فاجابه برسالة أن الله قادر على أن يدمر فيلته ببرق ورعود ونار... وما حدث لاحقاً كان هزيمة بهرام وبالتالي من الممكن أن يكون مضمون الرسالة قد تم تطويره الى اسطورة هي التي استند اليها الرسول في القرآن، وتم تحريفها لاحقاً الى قصة حول أبرهة ومكة لنقص المعلومات في القرآن حول القصة، لا سيما لتشابه اسم ابرهة مع بهرام.

برأيي، لا ينفي هذا الطرح حدوث قصة الفيل. يقال أن التاريخ يعيد نفسه، وهو أمر صحيح الى حد بعيد، فمن يقرأ التاريخ يجد تشابهاً في بعض الاحداث (مع اختلافها) بحيث تصبح المقارنة التاريخية مدعاة للحيرة. لنأخذ مثلاً مما طرحه الدكتور المسيح حول التشابه بين بهرام وابراهام، فبالرغم أنه من الثابت تاريخياً أنهما شخصيتان مختلفتان، فهما يتشاركان باسمين متشابهين وادعاء ملكية بعد أن كانا في قيادة الجيش، وعاشا في فترة زمنية متقاربة. وليس بالضروري من وجود مانع يحول دون وجود قصتين مماثلتين مختلفتين متعلقتين بالفيلة.

برأيي مرة أخرى، هناك فرضية ممكنة بالنسبة لقصة أبرهة: أبرهة حاكم طموح بدليل ادعائه الملك في زمن معروف بالتنافس الديني لا سيما بين اليهود والمسيحيين في اليمن (أصحاب الاخدود مثلاً)، وهو يريد أن يبسط سطوته ويعزز ملكه على طريق القوافل من اليمن الى بصرى الشام وغيرها-رحلتي الشتاء والصيف (بعد أن تراجعت التجارة على طريق بادية الشام منذ القرن الثالث ميلادي بسقوط تدمر). وهو يعلم أن فرض الديانة المسيحية في مكة تسهل له هذه الطريق بحيث يعزز الوحدة الثقافية بين مكة واليمن المسيحي في ذلك الوقت. يجهز أبرهة جيشاً الى مكة بحجة تدنيس كنيسته في اليمن ويشد الرحال اليها قبل أن يعود خائباً منهزماً منها ويموت بعد فترة قصيرة ليخلفه ابنه على العرش.
الطرح السابق سيحتاج طبعاً الى تفسيرات حول اللغة الواردة في سورة الفيل وسأوردها كالتالي:
- ذكر أصحاب الفيل: قد يكون أبرهة استخدم فيلاً (واحداً) في تنقلاته. وبالرغم من صعوبة هذا الامر لحاجة الفيلة الى غذاء وماء وفيرين، غير أنه ليس بالامر المستحيل لا سيما اذا ما أخذنا بالاعتبار الوقع النفسي لوجود الفيل على الاعداء وعلى جيش أبرهة. ولكن قد يكون من الممكن أن يكون أصحاب الفيل كناية عن أهل الحبشة فهم ساكني أراضي الفيلة وبالتالي هم أصحاب الفيل كالقول في القرآن "يا صاحبي السجن" حيث لا يعني أن المناديين يملكان السجن بل هم نزلاء فيه.
- انهزام الجيش: سبب انهزام الجيش هو الطاعون، فالوصف في كتب التاريخ لما جرى لجيش أبرهة أشبه ما يكون من الطاعون. انظر الى هذه الفقرة "فخرجوا يتساقطون بكلّ طريق, ويهلكون على كلّ منهل, فأصيب أبرهة في جسده, وخرجوا به معهم, فسقطت أنامله أنملة أنملة, كلما سقطت أنملة أتبعتها مِدّة تَمُثُّ قيحا ودما, حتى قَدِموا به صنعاء, وهو مثل فرخ الطير, فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون." العوارض شبيهة بالطاعون، وهناك أمر مهم جداً هو أن تلك الفترة كانت فترة بدء ما يعرف بطاعون جستنيان (الذي استمر لحوالي قرنين من الزمان، ومات فيه لاحقاً كثير من المسلمين فيما عرف بطاعون عمواس)، الامر المهم الآخر هو أن ذلك الطاعون ابتدأ من صعيد مصر أي المنطقة القريبة من الحبشة التي أتى منها أبرهة وجيشه. ألامر الثالث ذو الاهمية أنه يبدو أن الطاعون يتفشى بشكل خاص في الجيوش المقاتلة (لنقص في النظافة والشروط الصحية على الاغلب واختلاط سكان مناطق متفرقة) كما حصل في طاعون عمواس وفي العديد من الجيوش..
عن طاعون جستنيان: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B7...8A%D8%A7%D9%86




  رد مع اقتباس