اقتباس:
|
لو كانت داعش قوية، ويخضع لها الجميع، هل كانت سوف تقتل المدنين؟
|
في تفجيرات لندن سنة 2005، ظهر شريط مصوّر للمسؤولين عن هذه التفجيرات يعلنون فيه بوضوح شديد أنّ سبب قيامهم بهذه العمليّة هو كون بريطانيا قد احتلّت العراق إلى جانب أميركا و قتلت أزيد من مليون مدنيّ، لماذا نصرّ على نهج سياسة الآذان الصمّاء و الاعتقاد بأنّ المتطرّفين الإسلاميّين يقتلون الكفّار لمجرّد أنّهم كفّار؟ في حين أنّ المتطرّفين الإسلاميّين المسؤولين عن هذه التفجيرات يصرّحون أنفُسهم بأنّ سبب القيام بهذه العمليّات هو التدخّلات العسكريّة الغربيّة في بلادهم، يعني أنّ السبب سياسيّ، و ليس لأنّ البريطانيّين كفّار، أليس الحقّ معهم؟ ماذا تفعل بريطانيا في العراق؟ ألا تتوقّع أن يقوم العراقيّون بغزوات مضادّة ثأرا لإخوانهم الذين ماتوا في العراق؟ ما قيمة 50 بريطانيّا مقابل مليون عراقيّ مدنيّ؟
كذلك في تفجيرات مدريد، إسبانيا انسحبت مباشرة من أيّ تدخّل عسكريّ في الشرق الأوسط بعد تلك التفجيرات، لهذا لم تطلها أيّة تفجيرات بعد ذلك التاريخ، في فرنسا كذلك، لو قرأت بيان الدولة الإسلاميّة بخصوص تفجيرات باطاكلان و باريس، ستلاحظ بأنّه يفصّل الأسباب السياسيّة التي جعلت داعش تفجّر عاصمة فرنسا، و على رأس قائمة هذه الأسباب يوجد التدخّل الفرنسيّ في سوريّة و قصفها للدولة الإسلاميّة، أنا لا أقول بأنّ فرنسا لا يجب أن تقصف الدولة الإسلاميّة، و لكن أقول أنّ الدولة الإسلاميّة قامت بالتفجير في فرنسا ردّا على تفجيرات فرنسا في سوريّة و العراق، أيّ أنا فجّرت دولتكم لأنّكم فجّرتم دولتي، و ليس: فجّرت دولتكم لأنّكم كفّار.
أتمنّى أن تكون فكرتي قد وصلت. الجهاديّون يقاتلون الدول الغربيّة لأنّ الدولة الغربيّة تنتهج سياسات استعماريّة توسّعيّة، و هذا ردّ فعل طبيعيّ جدّا. هل تتوقّع أن يرقصوا فرحا بسبب التدخّلات الفرنسيّة و البريطانيّة في الشرق الأوسط؟ اللائمة لا تقع على الإرهابيّين الذين قاموا بالتفجير، و لكن تقع على النظام الفرنسيّ و البريطانيّ الذي تدخّل في الشرق الأوسط و هو يعلم جازما بأنّ هذا التدخّل سيرتدّ عليه وبالا، و بأنّ التفجيرات الانتحاريّة ستحدث في بلاده بسبب هذه التدخّلات، و أنّ الثمن سيكون باهضا، و أنّ الشعب البريء هو الذي سيدفع الثمن، و لكن على الرغم من كون هذه الأنظمة تعرف جيّدا كلّ هذه الأمور، أصرّت على التدخّل مختارة أن تضحّي بشعوبها في سبيل مصالحها الاقتصاديّة، فكان لها ما أرادت.
و الآن هل وصلت الفكرة أخيرا؟