[رمضان مطاوع]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ

عزيزتي شمس، كيف يكون كتابا أخضر و هو يحتوي أزيد من خمسٍ و عشرين آية قتل مباشرة ناهيك عن آيات القتل غير المباشرة؟

ربّما لو اخترت لونا آخر كالأحمر لكان أفضل توصيف لشكل الكتاب. على كلّ حال، أنا كما تعرفين لا ألوم لا القرءَان و لا المسلمين، بل ألوم الغرب بالدرجة الأولى، أي ألوم النظام السياسيّ الاقتصاديّ القائم في العالم في المرحلة. الغرب، و أقصد هنا أميركا بالضبط، هي صانعة و راعية الإرهاب العالميّ، جاعلة من الإرهاب شمّاعة لتبرير تدخّلاتها العسكريّة في العالم كلّه، لكنّ هذه الشمّاعة ترتدّ في بعض الأحيان فتقتل الآلاف كما في فرنسا و بلجيكا و أميركا و مدريد و لندن. بالنسبة لمن لم يقرأوا التاريخ، قد يعتقدون بأنّ هذه التفجيرات مقصورة على المسلمين، لكن لا أبدا، فأميركا قد بدأت الحرب على الإرهاب عقودا طويلة قبل ظهور القاعدة و طالبان و داعش، مباشرة بعد الحرب العالميّة الثانيّة حيث أطلقت حملات التخويف من الرعب الأحمر red scare ، في إشارة إلى انتشار '' الشيوعيّة '' في العالم، و لأنّ أميركا تعتبر العالم ملكا لها، فقد أطلقت حملات التخويف من هذا الرعب الأحمر من أجل تبرير تدخّلاتها في اللاوس و فييتنام و أميركا الجنوبيّة و وضع قواعد عسكريّة في أروبّا الغربيّة و أفريقيا.
هنا لم يكن يوجد شيء اسمه لا القاعدة و لا أسامة بن لادن، و كان العالم الغربيّ آنذاك مستنفرا أشدّ ما يكون الاستنفار من أجل تهييج الرأي العامّ للتمترس خلف القيادة الأمريكيّة في حربها على الإرهاب الأحمر، بل ظهرت مذاهب سياسيّة فكريّة مناهضة للشيوعيّة يترأّسها رعاة بقر من قبيل مكارثي مؤسّس المكارثيّة، كنسخة قديمة من دونالد ترامب معادي الأقلّيات. التاريخ يعيد نفسه، و حاجة أميركا إلى الإرهاب هي التي خلقت الإرهاب بالدرجة الأولى، حتّى في قارّة أمريكا الجنوبيّة حيث نسبة المسلمين هي 0 % نجحت أميركا في صناعة جماعات إرهابيّة من أجل تبرير تدخّلها، فلا حاجة لأيّ آية قرءَانيّة لا مكّيّة و لا مدنيّة لخلق مثل هذا الأمر. مع أنّني أعود و أؤكد: كلامي هذا ليس تبريئا للقرءَان و لا للإسلام. و لكن وضعٌ للنقاط على الحروف.

غريب، لقد كنت أقرأ مقالا لتشومسكي منذ قليل حول تفجيرات بوستون و مسؤوليّة أميركا حول هذا الأمر:)

ياااااااااااااه .. أخيراً ... كلمة حق لا يُنكرها عاقل قالها إنسان منصف , لك مني كل احترام وتقدير