المنطق الدائري
نقلاً عن مدونة المبدع سعودي قودلس
نعود إلى المغالطات الحوارية والمنطقية وأنا أحاول التركيز عليها لأنها تتكرر وتستخدم بإستمرار من المسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات لإثبات الفرضيات التي لا تحمل أي دليل على صحتها ، فيقومون بإستعمال المنطق الدائري كإثبات ويمكننا تلخيص المنطق الدائري كالتالي
أ صحيح لأن أ صحيح
مثال يستخدمه المسلمين بشكل متواصل على طريقة هذا الحوار
فتحي : هل تؤمن بوجود الله ؟
عبدو : نعم
فتحي : ولماذا تؤمن بالله ؟
عبدو : لأنه مذكور في القرآن
فتحي : ولماذا تؤمن بالقرآن ؟
عبدو : لأن القرآن من الله
مثال آخر
عبدو : محمد هو أشرف الخلق
فتحي : وكيف عرفت أنه أشرف الخلق ؟
عبدو : لأنه مذكور في القرآن أنه اشرف الخلق وخاتم الأنبياء
فتحي : ومن أين أتى القرآن ؟
عبدو : من الله فتحي : وكيف عرفت أنه من عند الله ؟
عبدو : لأن محمد قال ذلك
لاحظ في ما سبق أن عبدو إفترض شيئا بأنه صحيح لكي يثبت صحة هذا الشئ نفسه !
وبالطريقة هذه يصبح منطقه دائري من دون إستنتاج إلا انه أعاد فتحي إلى نفس سؤاله الأول.
قد يأخذ هذا المنطق أشكال معقدة أوقات إشتداد الحوار حيث يفقد المحاور وعية ويقوم به دون شعور.
وعلى الرغم من تفاهة هذا المنطق إلا أنه احياناً يصعب رصده ويكون متنكرا بأقنعة اخرى كالمثال التالي
عبدو : الرسول لا يكذب ، وبما أنه لا يكذب فإنه يخبر الحقيقة
مثال آخر
عبدو : عصام يبدو منفعل جداً
فتحي : ولماذا تظن هذا ؟
عبدو : لأنه غاضب جداً
في هذه الأمثلة بمجرد قيام عبدو بتغيير المسمى إفترض أنه أجاب على التساؤل أو اثبت فرضيته فبدل لا يكذب ب يخبر الحقيقة وبدل منفعل جداً ب غاضب فهذا تماماً كالقول هو لايكذب لانه لايكذب او هو غاضب لانه غاضب او الله موجود لانه موجود …
هذا المنطق لايضيف إلى الحوار أي معلومة أو نتيجة هو مجرد وسيلة للهروب من السؤال ..
أعانكم العقل على رصد مثل هذه الأخطاء
- See more at:
https://blog.onlyscience.org/?paged=....sLjtcTmH.dpuf