اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغريب بن ماء السماء
“حدثنا سليمان بن داود الطيالسّي، حدّثني داود بن إبراهيم الواسطي، حدّثني حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير، قال: كنا قعودا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بشير رجلا يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة الخشني، فقال: يا بشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:”تكون النبوّة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكا عاضا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكا جبريّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوّة“. ثم سكت. قال حبيب: فلما قام عمر بن عبد العزيز، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه، فقلت له: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين، يعني عمر، بعد الملك العاض والجبريّة، فأدخل كتابي على عمر بن عبد العزيز، فسر به، وأعجبه”. مسند أحمد، 18031
|
من هو الخليفة والإمام الحقيقي ؟
بلا شك أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يختار الخليفة الحقيقي في الأرض من بين الناس ويجعله
إماما لهم , وهم
الأنبياء فقط لا غير ليهدوا الناس بأمر الله - فكل نبي استخلفه الله في الأرض وجعله إمام للناس خلال حياته وفي زمانه حتى يأتي نبي بعده , فهو إمام مهدي هداية ربانية أي بوحي من الله سبحانه وتعالى مباشرة ليهدي الناس بأمر الله , والله سبحانه وتعالى هو الذي يجعل ويصطنع لنفسه
الخليفة الحقيقي الذي يؤم الناس لهدايتهم إلى الصراط المستقيم , كما جعل آدم خليفة (
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) , وجعل داوود أيضاً (
يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ) , واصطنع موسى لنفسه (
وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي )
من الأدلة في القرآن الكريم :
- وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124)
- وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73)
- وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
- وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ (24)
- يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (71)
هذه هي
الإمامة الحقيقية العامة المعصومة والمُعينة من قِبل الله تعالى , يعني الله هو الذي يجعل ( يصطفي ) من الناس ما يشاء ليكون
خليفته في الأرض
ليؤم الناس ويهديهم صراطه المستقيم , فهذا
الخليفة هو
الإمام هو ولي أمر الناس هو راع بالنسبة لهم وهم رعيته في أمور الدين , أي مولاهم في الجانب الروحي , وهؤلاء الأنبياء هم الذين
استخلفهم الله في الأرض كخلافة ( جميع الأنبياء ) ليؤموا الناس جميعا , وهؤلاء الأئمة هم الذين وجبت بيعتهم ومن مات وليس له إمام مات ميتة الجاهلية
ومن الأدلة في السنة النبوية الشريفة :
[ 4573 ] أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية ............... الخ )
[ 16389 ] أخبرنا أبو الحسين بن بشران ببغداد أنبأ أبو جعفر محمد بن عمرو الرزاز ثنا عيسى بن عبد الله الطيالسي ثنا محمد بن سابق ثنا عاصم بن محمد عن زيد بن محمد عن نافع وسالم عن عبد الله بن عمر قال جاء عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع فلما رآه قال هاتوا لأبي عبد الرحمن وسادة قال إني لم أجئك لأجلس إنما جئتك لأحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه
بيعة مات ميتة جاهلية أخرجه مسلم في الصحيح من حديث عاصم إلا أنه لم يذكر سالما في إسناده
الوحي شرطا أساسيا لعصمة ( الخليفة / الإمام / النبي ) :
يقول تعالى : (
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ )
غاية الله سبحانه وتعالى من عصمة النبي المرسل هي أن يتمكن الرسول من إبلاغ ما أُنزل إليه من ربه , وهذا الإمام المُعين من قِبل الله تعالى هو الإمام الحقيقي الذي استخلفه الله في الأرض , وهو الرسول المرسل من الله تعالى يهدي الناس ويؤمهم بوحي من الله , ولا ينطق هذا الإمام عن الهوى بل هو وحي يوحى لأن الله تعالى يُلقي الوحي في روعه , هذه هي الخلافة والإمامة الحقيقية وليس خلافة وإمامة مجازية راشدة على منهاج النبوة أي من تعيين المؤمنين أيا كانت منزلتهم عند الله
فهي خلافة راشدة تلي كل نبي سواء اختاره النبي أو المؤمنين ليؤمهم , لكن في النهاية هي من تعيين واختيار البشر وليس من اختيار الله , والمؤمن المختار من قبل المؤمنين ليكون خليفة على منهاج النبوة ليس معصوما بوحي من الله فقد يصيب وقد يخطأ , واختيار المؤمنين بعد وفاة الرسول (ص) للخلفاء الراشدين ليكونوا خلفاء أئمة لهم من بعده على منهاج النبوة , فهي إمامة غير معصومة لأن العصمة للأنبياء فقط سواء المشرعين الخمسة وهم ( آدم ونوح وإبراهيم وموسى ومحمد ) , أو المجددين للشرائع كـ ( إدريس - وهود وصالح - وإسماعيل واسحاق ويعقوب ويونس ويوسف وشعيب واليسع وأيوب وذا الكفل - وجميع أنبياء بني إسرائيل بعد موسى حتى محمد ) عليهم الصلاة والسلام جميعاً , أما الخلافة الراشدة فهي من تعيين البشر ولكن الله تعالى يمد الخليفة الراشد بوحي إلهام ليكون على منهاج النبوة وليس وحي تشريع أو تجديد , ولذلك :
• وحي التشريع أو التجديد يقتضي العصمة لأن الخليفة الإمام النبي فيها يُبلغ آيات من الكتاب
• أما وحي الإلهام لا يقتضي العصمة لأن الخليفة الإمام الراشد فيها يسير على منهاج النبوة
والإمام المهدي الذي تنبأ رسول الإسلام بمجيئه في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً وقال عنه (
المهدي منا أهل البيت ) , فهو سيكون خليفة راشد بمنزلة الخلفاء الراشدين أي سيكون على منهاج النبوة كما كانوا الخلفاء الراشدين الأربعة من قبله , لكنه في النهاية سيكون خليفة من تعيين المؤمنين الحقيقيين وسيمده الله تعالى بوحي إلهام لتكون خلافته خلافة على منهاج النبوة كما جاء في حديث الخلافة جوهر الموضوع
وإذا قال الأخوة الشيعة أئمتهم الإثنى عشر معصومين , فبأي وحي عُصموا ؟!! , هل أتوا بشرائع أم أتوا بما يُجدد هذه الشرائع ؟ , وهل هناك أصلاً شرائع أو ما يُجددها بعد خاتم النبيين محمد (ص) الذي أتى بآخر الشرائع وأكملها وعلى يديه كان تمام نعمة نزول وحي التشريع والتجديد ؟ (
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) - فقول الشيعة قول باطل
يخالف سنة الله
إذن الله تعالى هو الذي يختار للناس الخليفة ليكون إماماً ويعصمه بوحي من السماء وهذا الإمام الحقيقي
بيعته واجبة
وأيضاً البشر يختارون لهم ( إمام راشد ) من اختيارهم هو تابع للإمام الذي اختاره الله وهذا الإمام المجازي
بيعته ممكنة
تحياتي
