آسفة من أجلك ..
عزيزي دائما الأشخاص الاذكياء و المتفوقون ذهنيا على من هم حولهم يتعرضون لنعت بالحمق و الجنون .. عندما يتلقى أي شخص سوي هذا الكم الهائل من الضغط يدخل بصفة تدريجية لدائرة الكآبة ويصل به الحد تمني الموت لأن كل ذرة منه تسير ضد التيار المحيط و بين هذا و ذاك يدخل السأم من جملة الحياة و بعده الاستسلام..
أغلب من ولد منا في دولة عربية و بين أهل متديينين غير مباليين بتشغيل العقل يمر من مراحل احببت ان اسميها هكذا ..
أولا يتهمونك بالجنون .. بالمس .. بأنك مسكون.. بانك لست انت .. حتى لو كنت شخصا سويا ستجن بعد ذلك
ثانيا يتوعدونك بالموت بالهلاك بالنار و قصص من هذا القبيل .. يجعلونك تعيش فيلم رعب في خيالهم
ثالثا تصبح العنوان الرئيسي على مائدة الطعام بل تفتح إذاعة خاصة بتكرير أخبارك ..
رابعا ربما يتم الجوء لضرب وتعذيب الجسدي و النفسي ..
ذلك الضغط الهائل و ذلك المحيط الذي لا يتغير بل لا أمل في تغيره يدخل الموت كفكرة تمنح الذات السلام ..
لقد رحل عنا نعم و اجمل ما في الامر اننا نحن نعلم انه نال الهدوء أخيرا .
أتذكر أيامي مع ادعاء الإيمان.. انتحر أخ صديقتي
في عزائه انهالت النساء بالبكاء هناك من قال انه في نار و هناك من قال انه يواجه الآن عذاب القبر مما جعل حزن صديقتي على أخيها يزداد ..
حمدت العقل حينها .. امسكت بيدها ثن قلت أخوك كان مجنونا هل هذا صحيح ؟ قالت نعم .. قلت لها انه في الجنة لأنه ليس عليه حرج ( أخذت الحجة من دينها ) .. جعلتها تبتهج وجعلت السكينة تحل عليها لانهض من مكاني مبتسمة ..
من الواجب علينا منح أنفسنا فرصة للحياة .. تجاهل كل شيء و الاستمتاع بما نحبه .. التحدث مع الذات و معانقتها كشيء منفصل تشجيعها .. نعم نحن السند الوحيد لأنفسنا و نحن أكثر إيمانا بما نعرفه .. الحياة قصيرة و تستحق خوض غمارها نحن أكثر من يعلم انه لن تسمح لنا الفرصة بالاستمتاع بالوعي مجددا لذا فالنستمتع بالنشر البسمة و الابتسام .. فالنستمتع بالادراك .. الموت آت لا يجب أن نستعجله ..
لذكرى أخيك الخلود كشخص تشبع بالحقيقة .. اعلم أنه لم يكن ليريد اكثر من أخ يعلم أنه لم يكن مجنونا وأنه كان على الصواب ..
تحياتي ..
|